قبل انتشار الجوال على أوسع نطاق، و ما يحمله من مواد التواصل الاجتماعي السريعة الكثيرة، كنت أضع في السيارة بعض الكتب لأقرأ فيها أثناء الوقوف في انتظار خروج الأهل من السوق، أو تعبئة الوقود، ونحو هذا من أنواع الوقوف المهدور، بل طلبت من الخياط أن يجعل الجيب واسعاً يكفي لحمل كتاب صغير، استمتع بقراءته في أي وقت لا أنشغل فيه.
بعد انتشار الجوال وتكاثر الرسائل والمقاطع تخليت عن الكتاب في تلك الحالات، وشغلتني مقاطع لا يمكن مقارنة نفعها وإمتاعها بالقراءة في كتاب ثمين، ولكن طبيعة العصر تحكم، ولا يحسن الانعزال القوي عن العصر الذي نعيش فيه، لكن هذا لا يعني الانشغال الطويل عن الكتاب فضلًا عن هجرانه -لا سمح الله- فالكتاب كان ولا يزال مصدر الثقافة الأول والأعمق والأصدق، فهو الجواد الأصيل الذي يعدو بك في الزمان والمكان، ويجعلك تعيش أعمار الموهوبين وتقطف ثمار تجاربهم وتتنزه في بساتين أفكارهم، أما نتف الرسائل المتسارعة الوصول إلى الجوال فإن أكثرها مجرد قتل للوقت يختلف تمامًا عن القراءة الجادة.
يقول الأميركان: "الوقت مال".. والواقع أن الوقت أكثر من مال.. إنه حياة فإما أن تكون مخصبة أو مجدبة.. سعيدة أو مملة..
إذا أردت أن تُسعد إنسانًا فحبّب إليه القراءة.
نقلا عن الرياض
أحسن الله إليك يا أخ عبدالله فأنا أعرف الكثير ممن يحمدوا الله على هذه النعمة التي جعلتهم يقرأو الكتب في كل مكان بواسطة الجوال وعن طريق مواقع الكتاب المسموع (وما أكثرها) لدرجة أني سمعت ممن أثق به أنه أصبح يقرأ من الكتب (عن طريق الاستماع) أضعاف ما كان يقرأ مباشرة من الكتب الورقية.