تفيد دراسة لمركز سياسات الطاقة العالمية في جامعة «كولومبيا» في نيويورك، بأنه في حين يشكل استهلاك سيارات الركاب حوالي ربع الطلب العالمي على النفط، فإن هذا القطاع قد حاز على اهتمام ضخم من قبل الحكومات ووسائل الإعلام، نظراً لتصورهم أن الانتقال السريع من سيارات الركاب التقليدية التي تحرق المنتجات البترولية إلى السيارة الكهربائية هو أمر ممكن وضروري لتقليص الاحتباس الحراري، وتخفيض استهلاك البترول.
من الواضح أن تعبير «الانتقال السريع» يعني في هذا المجال: القوانين والأنظمة التي تم تشريعها في الصين ودول المجموعة الأوروبية وبريطانيا وولاية كاليفورنيا، التي تمنع بيع السيارة التقليدية بحلول عام 2025، أو أواخر الثلاثينات، أو عام 2050. هذا التسرع في الانتقال للسيارة الكهربائية يعتبره البعض محاولة من قبل الدول المعنية لتنفيذ تعهدات «اتفاق باريس للمناخ 2015» بالحد من ارتفاع درجة الحرارة درجتين مئوية. كما أن التسارع في تشريع القوانين أعلاه يعكس المنافسة ما بين الدول الصناعية في التقدم الواحدة على الأخرى في تصنيع وتسويق السيارة الكهربائية.
تعترف الدراسة باختلاف وجهات النظر بين الأبحاث والتوقعات المتعددة حول إمكانية إسهام «التحول السريع» في تقليص الطلب على النفط وتحسين الاحتباس الحراري كما هو متوقع.
وتستنتج الدراسة أن مبيعات السيارات عموماً، ومن بينها السيارات الكهربائية، يعتمد على عاملين أساسيين، وهما نسبة زيادة عدد السكان، والنمو الاقتصادي في بلد ما من سنة إلى أخرى. فمن دون نمو هذين العاملين، تنخفض مبيعات السيارات عموماً (التقليدية والكهربائية).
وبينت الدراسة خلافات واضحة حول التنبؤات من قبل المؤسسات المتخصصة لعدد السيارة الكهربائية مستقبلاً، مقارنة بالسيارة التقليدية. إذ أشارت التوقعات في عام 2019 إلى تراوح نسبة عدد السيارات الكهربائية لمجمل عدد السيارات في العالم بحلول عام 2040 ما بين 10 و70 في المائة من مجمل السيارات، بينما قدرت الدراسات والتنبؤات خلال عام 2018 أن نسبة عدد السيارات الكهربائية لمجموع عدد السيارات في العالم في عام 2040 ستتراوح ما بين 15 و50 في المائة. من الواضح أن هذه الأرقام تعكس خلافين مهمين: الأول من سنة إلى أخرى، والثاني تباينات في التوقعات ضمن السنة الواحدة.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الطاقة العالمية أن عدد السيارات الكهربائية الموجودة على طرق العالم في عام 2017 بلغ حوالي 3 ملايين سيارة، بزيادة 54 في المائة عن عام 2016. واستمرت الصين في كونها أكبر سوق للسيارة الكهربائية عالمياً، إذ حازت على نصف المبيعات، أو حوالي 580 ألف سيارة كهربائية في عام 2017، بزيادة 72 في المائة عن عام 2016. وسجلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية بمبيعات 280 ألف سيارة كهربائية في 2017، مقارنة بنحو 160 ألف سيارة كهربائية في عام 2016.
لا يشمل التنقل الكهربائي السيارات فقط. فقد ارتفع عدد الحافلات الكهربائية في 2017 إلى 370 ألف حافلة، مقارنة بنحو 345 حافلة كهربائية في عام 2016. من الجدير بالذكر أن مؤسسة النقل العام في نيويورك، وهي أكبر مؤسسة عامة للنقل في الولايات المتحدة، تستعمل في الوقت الحاضر حافلات كهربائية فقط. كما بلغ عدد «الموتوسيكلات الكهربائية» 250 مليوناً في عام 2016. وسوق الصين هي الأكبر من نوعها عالمياً؛ حيث إن حوالي 99 في المائة من الحافلات والموتوسيكلات الكهربائية هي في الصين. وهناك توسع ملحوظ في أسواق الهند وأوروبا.
نقلا عن الشرق الأوسط