آن الأوان لتستضيف نيويورك مؤتمر المناخ

13/12/2020 0
د. أنور أبو العلا

مؤتمر الأطراف (COP) هو أعلى سلطة لاتفاقية المناخ يُعقد سنوياً ويحضره جميع الدول الأعضاء (جميع دول العالم) في الاتفاقية لمراجعة تنفيذ الاتفاقية. ومتابعة تطورات المناخ واتخاذ القرارات الضرورية لتعزيز تنفيذ الاتفاقية.             

من عادة الدول المؤهلة أن تتسابق على استضافة المؤتمر بتقديم بعض الإغراءات (كتخفيض أجور الفنادق) لكي تحظى بضيافة المؤتمر. كذلك تحرص الدولة المضيفة على نجاح المؤتمر وأن يخرج بقرارات جديدة. ومن ثم تتفاخر الدولة المضيفة أمام الرأي العام العالمي بأن مؤتمرها أنجح من مؤتمرات أقرانها.  

من الخمسة والعشرين مؤتمراً التي تم عقدها حتى الآن يُعتبر المؤتمر الواحد والعشرين الذي تم عقده في باريس العام 2015 أهم هذه المؤتمرات. لأنه تم التوصل لأول مرة بإجماع جميع الدول (حتى أميركا والصين والهند) الالتزام بخفض درجة حرارة المناخ إلى درجتين فوق مستواها قبل الثورة الصناعية. لذا اعتبرت فرنسا انسحاب ترمب من الاتفاقية بمثابة إعلان العداء من ترمب إلى فرنسا. ثم اعتبرت فرنسا إعلان بايدن عودة أميركا إلى اتفاقية باريس للمناخ أنه انتصار لفرنسا ضد ترمب وإدارته وحفظ ماء الوجه لفرنسا الذي أراقه ترمب بانسحاب أميركا الذي قد يتبعه - لو استمر - انسحاب الصين والهند. 

من المقرر الآن أن يكون انعقاد المؤتمر المُقْبل في بريطانيا في نوفمبر 2021 وهو المؤتمر السادس والعشرين. وتحرص بريطانيا الآن كل الحرص على أن لا يقل نجاحه عن نجاح مؤتمر باريس. لذا نرى بريطانيا تعلن من وقت لآخر بتبنيها سياسات جديدة لصالح المناخ. فلقد قال بوريس جونسون (رئيس الوزراء) بأنه سيتم منع بيع السيارات الجديدة التي تستخدم البنزين والديزل بحلول العام 2030. كذلك تخصيص مليارات الإسترليني لما يسميه بوريس جونسون الثورة الصناعية الخضراء لصالح المناخ. 

الشيء المُلفت للنظر أن أميركا إلى الآن لم تستضيف مؤتمر الأطراف للمناخ - رغم أن المقر الرئيس للأمم المتحدة نيويورك - وتحظى أميركا دائما بنصيب الأسد في استضافتها للمؤتمرات الدولية لا سيما المتعلقة بالبيئة والاستدامة والتصحر والتنوع الإحيائي.  

تاريخ الحزب الديمقراطي في تأييده لاتفاقية المناخ ووعود بايدن يجعلني أتوقع أن تستضيف نيويورك مؤتمر الأطراف خلال الأربعة سنوات القادمة. 

سيكون بوريس جونسون سعيداً لو حضر الرئيس الأميركي المنتخب بايدن بنفسه (حتماً سيحضر كيري) مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (COP-26) في بريطانيا. ولكن قد لا يكون بوريس جونسون سعيداً لو طلبت أميركا أن تستضيف نيويورك مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في نوفمبر 2022. لأن أميركا قد تؤجل الإعلان عن تفاصيل سياساتها المناخية إلى مؤتمر نيويورك فتسحب الأضواء من مؤتمر بريطانيا للمناخ كما تحاول الآن بريطانيا أن تخطف الأضواء من مؤتمر باريس للمناخ. 

لُعْبة المناخ كانت في الأصل اختراع دول أوروبا فوضعت أوروبا قواعد اللعبة للتعامل مع البترول لعدم وجود بترول لديها. لكن لم تلبث اللعبة فأصبحت عالمية وتغيرت قواعد اللعبة لتتناسب مع مصالح اللاعبين لا مصالح المناخ.

 

نقلا عن الرياض