ويبدو أن بينهما، غير قرابة الحروف، قرابة لحم ودم، فالهمّ هو الولد التعيس والهمّة هي الأمّ اللصيقة، وهذا الولد، سرّه باتع، وطيفه واسع، يبدّ على خلق الله ولا يبيد، يطوف على رأس الكبير والصغير، الغني والفقير، وكلما زادت أُمّهُ حجما ومطالب زاد اضطراماً وضراوة، ليحقق ويصدّق مقولة، الهموم على قدر الهمم، وقد سُئل رجل أعمال كبير عمّا يُميز رجل الأعمال فقال، كثرة همومه، ويقول المتنبي:
( لحا الله ذي الدنيا مناخاً لراكبٍ فكلُّ بعيد الهمِّ فيها مُعذّبُ)
فالهمة هي الأم الرؤم التي تصحب ولدها المشاكس أينما ذهبت ..
وشبهوا ملاحقة الهم للإنسان بملازمة الظل له:
(لكل امرئٍ همٌ يسير وراءهُ ويتبعه في عمره كخيالهِ
فهذا فقير همّهُ سدُّ جوعهُ وهذا غنيٌّ همّهُ حفظ مالهِ)
يعني، هم يضحّك وهمّ يبكي،، على أن الرضا بعد بذل الجهد يمنع طيور الهم من التعشيش في الرأس، وإن لم يمنعها من التحليق، فموروثنا الشعبي يقول، ما عليها مستريح،، وأهل الشام يقولون، الله يعين كل حيٍ على بلواه، !..
والحل هو بذل الجهد ثم الرضا بما يتحقق بعيدًا عن(لو)و(ليت)و(ليش) وجلد الذات ..
الرضا بما قسم الله عزّ وجل هو الطمأنينة التي تجعل السعادة تسكن القلب.
نقلا عن الرياض
ما عليها مستريح يا أستاذي
التربية الصحيحة هي القاعدة