لما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة ذهب يريد أن يعمل ويتكسب من تجارته، فقالوا بعض الصحابة: "قد وليت أمرنا فافرغ لنا"، أي تفرغ لإدارة شئوننا- فقال: "قوتي وقوت عيالي"، قالوا: "نفرض لك من بيت مال المسلمين"، فقدر لنفسه أقل القليل من طعام وشراب ليسد حاجته وتفرغ لإدارة البلاد!
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد تمكن المسلمين من فتح بلاد فارس، وبسط سيطرتهم على قصر وممتلكات كسرى وغيرها الكثير من الأموال والكنوز، وكان بين الغنائم بساط مرصّع بالياقوت والجواهر، وفي رواية تاج يخص كسرى نفسه، أرسله سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- مع رجال من جنده في قافله إلى المدينة المنورة، وعند دخول رسول سعد على الخليفة في وجود جمع من الصّحابة، أمر الفاروق بإحصاء الكنوز والمجوهرات، فلما وجدها كاملة لم يأخذ حاملها أو غيره شيئاً منها، حمد الله وتبسم وقال "إنَّ الذي أدَّى إلينا هذا لَأمين"، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"يا أمير المؤمنين، عففت فعفّوا، ولو رتعت لرتعوا" أي كنت أميناً قبلهم ، فاقتدوا بك في الأمانة ، فصاروا أمناء
أذكر كنت مسافراً في رحلة عمل، مع زميل لي من المدخنين، لأحد الدول المشهود لها بنظافة طرقاتها وأماكنها العامة. وبعد انتهاء مهمتنا، سألت زميلي عن انطباعه عن الدولة التي يزورها لأول مره، فذكر لي عن صعوبة التدخين في هذه الدولة لعدم وجود أماكن مخصصة لرمي أعقاب السجائر فضلاً عن إحساسه بصعوبة رميها في الطرقات، لنظافتها.
وكان استنتاجنا لهذه المصاعب بسبب أن لدى حكومة الدولة توجه واضح وجدي في نظافة الطرقات والأماكن العامة مما أثر على المواطنين والزائرين إلى اتباع هذا النهج، حتى لو بدون إدراك منهم.
لذلك، نريد أن نقف عند مدى أهمية أن تكون الحالة التي عليها الإدارة العليا أو مجلس الإدارة (ترنيمة الإدارة العليا) بمستوى من أداء الأمانة وتنفيذ المهام الموكلة، والحكمة في التصرف بموارد الشركة، يسترشد به بقية الموظفين في أداء أماناتهم وتنفيذ مهامهم.
فإذا صلح مجلس الإدارة ورئيس الشركة، يرتفع مستوى الأخلاقيات والأجواء الرقابية والنزاهة في المنشأة، وبالتالي يصلح بالغالب بقية الموظفين وينعكس ذلك على بيئة العمل بشكل إيجابي، والعكس صحيح.
خاص_الفابيتا
مقالة جميلة لمن يعي ! سلمت يمينك.