الوطن .. قفزات المستقبل

23/09/2020 0
د. عامر بن محمد الحسيني

يأتي هذا المقال في يوم من أعز أيامنا في المملكة، هذا اليوم هو يوم الوطن الـ 90. نستلهم في هذا اليوم ما مر به الأجداد من مصاعب وعقبات حتى تحقيق وحدة هذه الأرض، ومن ثم بناء الإنسان والوطن، وما مر به من مراحل للبناء والتطوير ومقاومة عوامل التغيير والمؤامرات التي حاولت اختراق لحمة هذا الوطن وأهله، لكن بفضل الله، ثم بفضل حكمة ورؤية قادتنا، وترابط أهلنا، نكتشف تجاوزنا مراحل صعبة ويستمر البناء والتطوير ويعم الرخاء الوطن. في هذا الوقت يفخر الإنسان على هذه الأرض بمنجزات الوطن وما تحقق له خلال العقود الماضية، وما يتحقق له في هذا الوقت من نجاحات فاقت التوقعات. تحسنت مفاهيم التنمية من الإنجاز إلى تحقيق قفزات لا يتخيلها إلا أصحاب الهمة العالية.

أكرمنا الله في المملكة بقيادة تعمل بكامل قدرتها من أجل تحقيق مكتسبات للوطن، وترسيخ مكانة الوطن بين الدول العظمي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وبدأت ملامح النجاح تظهر لنا فيما رسم من خلال رؤية المملكة 2030 التي واجهت النمطية والبيروقراطية بمفاهيم إدارة التغيير من أجل تحديث شامل لوطن يواكب الثورة الصناعية الرابعة والتقدم التقني والاجتماعي والثقافي. وهذا التطور لم يكن ليحدث دون رؤية طموحة وواضحة رسمت الهدف، وعملت من أجل تحقيقه.

المنجزات التي تحققت - ولله الحمد - خلال الأعوام الخمسة الماضية تثبت قدرة المملكة على التحديث ومواكبة التطور العالمي، والمنافسة على كل الأصعدة والوصول إلى المستهدفات من أجل بناء وطن حديث يستقر في مصاف الدول المتقدمة، ويوفر الحياة التي يستحقها أبناؤه.

تحديث مؤسسات الدولة وتطويرها جهد يتطلب كثيرا، لكن بوجود التوجيه القيادي الأمور تسير في طريق تحقيق الهدف. القرارات الاستراتيجية في إدارة الثروة الوطنية من خلال تنويع مصادر الدخل، واستدامتها، وبناء صندوق استثماري سيادي يحقق الأمان للأجيال المقبلة. فتح المجال للتطور الفكري والثقافي سيحرر كثيرا من القيود التي فرضت علينا، وسيظهر طاقات إبداعية تواكب حضارات العالم ويفتح المجال أمام تمازج ثقافي واقتصادي يرسخ مكانة المملكة ويضمن مستقبلها. التحول الوطني بمفهومه الشامل بدئ لتحديث فكري وعملي يتناسب مع أهمية المرحلة التي نعيشها والتحول العالمي نحو التقنية والتقارب.

هذا المقال لن يكون كافيا لرصد الإنجازات المتحققة في هذه الفترة اليسيرة، لكن ما نلمسه من واقع، وما يتحدث عنه العالم، يجعلان الإنسان مذهولا للقدرة الكبيرة التي أثبتها شباب وشابات الوطن في سبيل تحقيق هذه المنجزات الموثقة والمرصودة على مستوى العالم. بالتأكيد فإن مزيدا مقبل من أجل خير المملكة وقيادتها وشعبها. تثبت لنا همة السعوديين أن الصعود نحو القمة ليس أمرا صعبا متى ما توافرت الإرادة القوية والمحفزة التي تعمل من أجل تذليل الصعوبات وتحقيق المكاسب الوطنية للوصول إلى القمة دائما.

عيدنا الوطني مليء بالذكريات والآمال والطموحات التي يجب أن نعمل من أجل ترسيخها وتحقيقها، وكل عام نحتفل في ظل قيادتنا الرشيدة بمزيد من المكتسبات والمنجزات التي تسير بنا نحو الصف الأول عالميا.

 

نقلا عن الاقتصادية