المملكة وفنزويلا أول من وضع حجر الأساس العام 1960 لأعظم منظمة في التاريخ اسمها منظمة الأقطار المنتجة والمصدرة للبترول (أوبك).
هكذا يصبح من الواضح أن منظمة أوبك تدين بوجودها إلى أميركا الجنوبية. لكن باستثناء فنزويلا (المشاركة في وضع حجر الأساس الأول لأوبك) ما الدور الذي تلعبه الآن دول أميركا الجنوبية الأخرى المنتجة والمصدرة للبترول في علاقتهم مع منظمة أوبك وتأثيرهم على توازن السوق العالمي للبترول.
يوجد خمس دول أخرى إلى جانب فنزويلا في أميركا الجنوبية (بالأحرى في أميركا اللاتينية) هي: المكسيك والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا وإكوادور تنتج وتصدر البترول، وبالتالي تؤثر سياساتهم الإنتاجية للبترول في السياسة الإنتاجية التي تتبناها أوبك في تقدير حصتها السنوية في سوق البترول، وتحديد عرض الكمية الكلية من البترول التي يحتاجها العالم من دول منظمة أوبك كل سنة.
إكوادور من بين هذه الدول الخمسة هي الأكثر تعاوناً مع منظمة أوبك. ولكن إكوادور متقلبة المزاج - حسب تقلبات سعر البترول - تنضم إلى عضوية منظمة أوبك ثم تلغي العضوية. فلقد انضمت إكوادور العام 1973 إلى أوبك، ولكنها علقت عضويتها في منظمة أوبك العام 1992. ثم عادت العام 2007 لكنها قررت أن تنسحب نهائياً من أوبك في 1 يناير 2020.
أما المكسيك فهي أكثر دول أميركا اللاتينية التي لها تأثير قوي على سياسات أوبك الإنتاجية، فلقد بزغ نجم المكسيك كدولة منتجة ومصدرة للبترول عندما تجاوز إنتاجها المليون برميل في اليوم العام 1976، ثم بدأت المكسيك تُلْفت الأنظار إليها بتصرفاتها (أو مغامراتها) الجريئة في سوق البترول، فهي أول دولة استخدمت نظام الفورملا لتسعير بترولها للخارج العام 1988 عندما بدأت بورصة لندن المتاجرة ببترول برنت الورق، ثم تبعتها الدول الأخرى المصدرة للبترول تباعاً في استخدام الفورملا لتسعير بترولهم، كذلك المكسيك هي الدولة الوحيدة التي لديها برنامج منتظم منذ العام 2001 لبيع بترولها في سوق التحوط رغم خسائرها المتلاحقة خلال العشرين سنة الماضية (باستثناء العام 2015). كذلك المكسيك أيضاً تكاد تكون الدولة الوحيدة في القارة اللاتينية التي لم تُبدِ قط رغبتها في الانضمام أو حتى مجرد رغبتها التعاون مع أوبك.
أما البرازيل فهي في الواقع (رغم أن احتياطها وإنتاجها من البترول أكبر من احتياطي وإنتاج المكسيك) لا وزن لها في سوق البترول، فصادراتها من السوائل البترولية تتساوى مع وارداتها ولا تُعد من الدول المصدرة للبترول، كذلك الأرجنتين وكولومبيا كلاهما كفرادى لا تأثير لهما على سياسة أوبك الإنتاجية.
الخلاصة: واضح أن دول أميركا اللاتينية غير الأعضاء في أوبك (باستثناء المكسيك) فإنهم كفرادى دورهم ثانوي في سوق البترول، لكنهم كمجموعة قد يصبحون كالقشة التي لا تكسر - لكنها قد تحني - ظهر البعير.
نقلا عن الرياض