وهو من أروع فناني الكوميديا، حتى إنه يحوِّل المآسي إلى مهازل بلا تكلف، طبيعته ساخرة خلقة..
عاش الريحاني إلى الستين من ذوي الدخل المحدود، ثم عمل مسرحية (حَمَار وحلاوة) فانهال عليه المال، هو المنتج والممثل الرئيسي، وعنوان المسرحية شعبي وطريف مأخوذ من باعة (الجح) الذين يرغّبون في بضاعتهم قائلين بصوت مرتفع (حَمَار وحلاوة)!
اغتر الريحاني بالمال الذي انهال عليه فجأة! وقال: دا المال سهل يا اولاد! كلها ثلاث مسرحيات وأصير روكفلر! وشرى بربح المسرحية عزبة رائعة في منطقة الهرم، جعلته على الحديدة ولكن (ماله) صار كالباشوات يقضي نهاية الأسبوع بين الأشجار الساحرة والطيور المغردة والهواء الطلق ويقيم حفلات لأصحابه! وسمّى العزبة باسم المسرحية المبروكة (حَمَار وحلاوة) والتي تهاوى الإقبال عليها فاستدان من البنك لإنتاج مسرحية جديدة مكلفة هذه المرة! ذاق طعم الربح! وأسرف في الديكورات واستقطاب ممثلين أجورهم مرتفعة متوقعاً ضعف ربح (حَمَار وحلاوة)!
ولكن لم تكد المسرحية تفتتح حتى قامت الحرب العالمية الثانية! وضربت الضائقات والخوف الناس وصار همهم الخبز لا ترف المسرحيات، طبعاً فشلت المسرحية الجديدة تماماً فقام البنك ببيع عزبة الريحاني في المزاد العلني ووقت الكساد! وطالبه الممثلون بالأجور! فقال: (كنت أظن المال سهلاً وإذا به لا يوجد إلاّ في أذن الأسد)!
نقلا عن الرياض
المال ممكن يكون فخ الغرور