وهي ملحمة يُشير لها التاريخ كأعظم إنجاز عربي وإسلامي في العصر الحديث على الإطلاق، بل هي حَدَثٌ عالمي جنى العالم كله ثماره الوافرة في السلام والاستقرار والأمن والاقتصاد ..
موقع جزيرة العرب هو أهم المواقع في الشرق الأوسط باتفاق علماء الجغرافيا والتاريخ والأجناس ، لأسباب دينية واقتصادية وجغرافية وتاريخية، فهي مهد العروبة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين ومولد أعظم الأنبياء محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، خاتم المرسلين والرحمة المهداة للعالمين، وموقعها استراتيجي يربط بين القارات وتمر عبره تجارة العالم في القديم والحديث، وقد زادت أهمية هذا الموقع بعد اكتشاف النفط الذي يضخ في شرايين الحضارة الحديثة النمو والحياة ..
ومُنْجَزُ الملك عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه- في توحيد المملكة يُشبه المعجزة، فأن يستطيع شاب فذّ مع أربعين فقط من رجاله فتح الرياض وتوحيد القبائل المتناحرة لتجتمع تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتشارك في ملحمة توحيد المملكة، هذا إنجاز منقطع النظير ..
قبل ملحمة توحيد المملكة الخالدة، لم يكن هناك حكومة مركزية ، ولا أمن ولا علم ولا مقومات تُذكر للبقاء والحياة، فضلاً عن النهضة الكبرى التي حقّقها الموحد العظيم والتي لم يكن يحلم بها أحد ..
قبل توحيد المملكة العربية السعودية كان (قانون الغاب) سيّد الموقف ، وكانت القبائل في الصحراء ، والسكان في القرى، يتصارعون ويتقاتلون على قليل ماء وشيء من مرعىً ضئيل، في عزلة ظلماء عن العالم، لايوجد لديهم ضابط ولا حاكم ، يُهددون تجارة العالم، ويقطع بعضهم الطريق حتى على حجاج بيت الله الحرام ..
بعد ملحمة التوحيد تغيّر كل شيء : بدّل الله- جلّ جلاله- تَفَرُّق العرب بوحدة، وخوفهم بأمن، وفقرهم بغنى، وجهلهم بعلم، حتى حقّقت المملكة أسرع وأقوى تنمية ونهضة في فترة وجيزة تُعتبر في تاريخ الأمم مجرد ومضة، فما تحقق في بلادنا الطاهرة من تنمية شاملة بفضل الله عز وجل، ثم بفضل الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين وأنجاله الميامين ملوك آل سعود، ماتم إنجازه من نمو شامل خلال عقود قليلة، لم يتحقق للأمم الأخرى خلال قرون طويلة ..
بل أنّ دور المملكة العربية السعودية في العالم كله أصبح من أقوى الفاعلين المساهمين في استقرار العالم وسلامة وضمان ازدهار اقتصاده ودعم الحق والعدل والخير والجمال فيه، فالمملكة تُغيث الملهوف، وتُعين المحتاج، وتنصر المظلوم، وتنشر السلام والإسلام، وتدحر الإرهاب والبغي والعدوان ..
رحم الله المؤسس العظيم لقد ترك لنا وطناً شامخاً هو عزٌّ وعزوة للعرب والمسلمين، وقدوة في التلاحم بين القيادة والمواطنين، ومصدر خير ونمو وازدهار للعالمين..
همة حتى القمة ، دام عزك ياوطن