من فترة لأخرى لابد من مراجعة جوانب من اقتصاديات الدول المهمة و المجاورة في المنطقة ، فعمان تربطها بالمملكة حدود و شراكة في مجلس التعاون و تشرف على مضيق الخليج مع ايران و كذلك وجود مركز المراقبة البحرية الأمريكية . بدأت عمان 1995 برؤية 2020 على مدى خطط خمسية و لكن ربما بسبب انخفاض اسعار النفط و الغاز و التباطؤ في الإصلاحات لم تحقق الرؤية أهدافها العامة مثل تنويع القاعدة الاقتصادية و التوطين و الاستقرار المالي وكذلك الفرعية مثل تعظيم دور القطاع الخاص و نمو الشركات الصغيرة و السياحة و التدريب و جذب الاستثمارات الأجنبية ( على الأقل بالمستوى القادر على خلق تحول معتبر ) . سأكتفي بالحديث عن المالية العامة في هذا العمود للتركيز على الضغوط المالية و كذلك بسبب المساحة الممكنة .
بالرغم من التحسن الطفيف في النمو و الوضع المالي في 2019 مقارنة مع 2018 إلا أن عمان لا زالت في وضع صعب ، و ربما غير قابل للاستدامة إذ لم يحدث تحسن مؤثر في النمو و اسعار النفط و الغاز أو اصلاحات هيكلية ، فمثلا أثرت عمان تأجيل تطبيق الضريبة المضافة إلى 2020 و ربما بعد ذلك . هيكليا لا تزال الميزانية عالية كنسبة من الدخل القومي الاجمالي إذ تبلغ 40٪ ، خاصة أن 74% من الإيرادات مصدرها النفط و الغاز و التي تمر بحالة انكماش منذ 2015 . تعاني عمان من عجز في الميزانية و ميزان المدفوعات الجاري ، بلغ عجز الميزانية لعام 2018 2.9 مليار ريال عماني ( 7.5 مليار دولار ) أي حوالي 22% من الإيرادات ، تستهدف الحكومة تقليص العجز بنسبة 7% و لكن قد لا تستطيع خاصة أن المصروفات لعام 2019 تبلغ 12.9 مليار ريال مقارنه ب 12.5 لعام 2018 . تنوعت مصادر تمويل العجز - 69% من قروض خارجية ، 17% مصادر داخلية و 14% سحب من الصندوق السيادي ، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه لعام 2019 بالرغم من تخفيض التصنيف الائتماني لعمان ، إذ تبلغ نسبة الفوائد على سندات عمان 7.5% تقريبا (بسبب التصنيف الغير استثماري ) بينما تقدر ميزانية 2019 أن تكون الفوائد على القروض تشكل 5% تقريبا من المصروفات العامة .
في ظل هذه الأوضاع تواصل احتياطيات عمان من العملة الصعبة في الانخفاض لتمويل العجز ، فالعملة الصعبه لعمان كانت حوالي 20 مليار دولار في 2016 ( تغطي واردات 7 شهور ) مقارنه بحوالي 17 في 2018 ( تغطي واردات 5.7 شهور ) . استمرار الحالة سيرفع نسبة الدين العام إلى حوالي 67% من الدخل القومي الاجمالي في نهاية 2020 ما يجعل خيارات عمان المالية و الاقتصادية قليلة ، إذ سوف تؤثر على الثقة في الاقتصاد و بالتالي تخوف المستثمرين الأجانب خاصة أن عمان تعتمد في الاساس على الصين كأكبر مستثمر أجنبي و كذلك ارتفاع تكلفة التمويل تباعا ، فمثلا تبلغ ميزانية الدفاع و الأمن نسبة 27% من الميزانية كواحدة من أعلى النسب في العالم . هذه الضغوطات المالية سوف تؤثر على الحالة المعيشية خاصة في ميدان البطالة في ظل تزايد العمالة الوافدة وهروب الأموال ، تقليص الوافدين سوف يضغط على القطاع الخاص و بالتالي استيعاب النمو الكبير من طالبي الوظائف العمانيين خاصة أن 40% من السكان أقل من عمر 25 سنة . قد تستطيع عمان مقاومة الضغوطات لمدة سنتين أو ثلاث و لكن بعد ذلك لابد من تعديلات هيكلية في المصروفات العامة قد تصل لتخفيض الريال العماني مقابل الدولار أو تحسن في اسعار النفط أو دعم مالي مؤثر من دول مجلس التعاون ( قد لا يكون في الحسبان نظر للضغوط المالية في المنطقة بسبب انخفاض اسعار النفط ) أو التوصل إلى تأليفة معينة تجمع هذه العلاجات بالصيغة المناسبة في حينه .
مقال عميق ويقرأ المستقبل يا ليت تكتب في مصر والدول العكس المتوقع لها نمو مثلا
شكرا لك Khial من فترة لاخرى اكتب عن اقتصاديات دول المنطقة لاهميتها للمملكة و معرفة اين نحن مقارنة بالاخرين .
يعطيك العافية ابو حمد على هذه المقالة المتميزة ...ملاحظات سريعة جدا : - - لاتختلف مشاكل هيكلية الاقتصاد العماني عنها في دول الخليج الاخرى ، اللهم في درجة الحدة فقط ...والا الحال من بعضه في البحرين وربما السعودية - المشكلة في عمان ليست فقط في عجز الميزانية وفي عجز الحساب الجاري وفي عجز حساب المدفوعات فهذه موجودة ايضا في البحرين وايضا في السعودية كما ذكرنا سابقا فقط الاختلاف في الحدة ليس الا. - في نظري المشكلة الاكبر في عمان هي في الجوانب السياسية لتلك الدولة فلايوجد وضوح تماما عن طريقة تداول السلطة ومن سياتي بعد السلطان المريض هذا كافي لتنفير الاستثمارات الداخلية والاقليمية قبل العالمية للقطاع الخاص هذا من ناحية ومن اخرى ان البلد لايزال يعيش في الماضي والاحلام الامبراطورية وانه كان شيئا عندما كان الاخر اقل منه ...اعتقد لو ان صاحب القرار هناك عرف انه ضعيف وعليه ان لاينكاف اهل الوفرة بل عليهم ان يمشي في ظلهم -كما هو الحال في البحرين -لكان وضعه افضل بكثير ولكان سببا لدخول استثمارات كبيرة من دول الجوار ...اما ان تكون ضعيف اقتصاديا وتريد ان تبتعد عن التبعية لمن هو اقدر على مساعدتك فقد يكون هذا غير معقول ....فقط انظر حجم الاستثمارات الكويتية في البحرين والسعودية والامارات وقارنها في الاخوة في السلطنة سترى ما ارمي اليه ناهيك عن الاماراتية !!!. - اخي الحبيب ترجم المصريين Gross National Product -GNP على انها الناتج القومي والاصح انها الوطني ...فيقال اجمالي الناتج الوطني هذا ربما يكون اصح.... ايضا اعتقد انك تعني GDP وهو اجمالي الناتج المحلي ونا على يقين انك تعرف الفرق بينهم بشكل تام . تحياتي لكم وننتظر منكم دائما مقالات في الشان المحلي
شكرا لك اخي المعتمد ليس لدي من اي اظافة و اشكرك على هذه المعلومات الدقيقه و الوافيه . البعد السياسى دائما حاضر و لكن لا نستطيع التعامل مع كل الزوايا في عمود واحد .سبق ان كتبت عمود في الافتصادية بعنوان : فتح الصندوق العماني .
اختلف معك في موضوع تشابة هيكلية اقتصاد عمان بالبحرين وباقي جيرانها. هذا غير دقيق. لو تعمل اختبارات صدمات العرض والطلب وتقارن دول الخليج تجد ان عمان تتاثر بشكل مختلف عن جيرانها وهذا (على الاقل اقتصادياً) يفسر عدم حرصهم على العملة الموحدة. كذلك سعر صرف العملة وجمودها. وبالتاكيد كلامك عن الجانب السياسي واضح لكن يوجد اسباب اقتصادية عميقة تحتاج الى اعادة نظر.
لاشك انه ليس هناك اقتصاد يشابه الاخر بدرجة عالية و لكن الاساسيات متشابهه ، منها دور النفط و الاعتماد على العمالة الوافدة و مستوى المعرفة . حجم عمان لا يؤهلها لدرجة من الاستقلال ولذلك لا تستطيع الحد من مخاطر انكشاف العملة و ضرورة عدم تاجيل الاصلاحات و رفع الانتاجية ، ممكن ان تنقذ بارتفاع اسعار النفط ...
ياليت لو نسمع راي الاستاذ/ فواز عن فكرة توريق ارامكو بالاسواق الدولية بغرض تعويم الريال لكي يكون عملة حرة .... ************************************************************************ عدم انضمامهم للعملة الخليجية والذي توفت قبل ان تولد مرجعه لرغبتهم الماسة في البعد عن التبعية للاقتصاد السعودي والسعودية بشكل كامل .....لذلك السعودية بعد فشل الوحدة النقدية واقتصارها على السعودية والبحرين ، سعت لادراج ارامكوا السعودية في البورصات العالمية بغية الحصول على رادع كافي ضد المضاربين في حالة سعت الى تعويم الريال وادراجه في سوق العملات والذي اعتقد انه سيتم بين 2025-2030 ...وجود 1.9 ترليون سهم لارامكو في الاسواق العالمية سوف يساعدها للحصول على احتياطي نقدي ضخم عند الطلب ( عبر الاقتراض بضمان الاصول ) في اي وقت وسيكون قادر ضد اي نوع من المضاربات المسيسة للاطاحة بالريال او رفعه دون النطاق الذي يحدده ساما ...والله اعلم .
ياليت لو نسمع راي الاستاذ/ فواز عن فكرة توريق ارامكو بالاسواق الدولية بغرض تعويم الريال لكي يكون عملة حرة .... **************************************************************************************** اعتقد ان السعودية بعد فشل الوحدة النقدية واقتصارها على السعودية والبحرين ، سعت لادراج ارامكوا السعودية في البورصات العالمية بغية الحصول على رادع كافي ضد المضاربين في حالة سعت الى تعويم الريال والسماح له بالحركة ضمن نطاق اوسع وادراجه في سوق العملات والذي اعتقد انه سيتم بين 2025-2030 ...وجود 1.9 ترليون سهم لارامكو في الاسواق العالمية سوف يساعدها للحصول على احتياطي نقدي ضخم عند الطلب ( عبر الاقتراض بضمان الاصول ) في اي وقت وسيكون قادر ضد اي نوع من المضاربات المسيسة للاطاحة بالريال او رفعه دون النطاق الذي يحدده ساما ...تقريبا ساما سيكون قادرا على اتباع سياسة تلبي متطلبات الاقتصاد السعودي بعيدا عن تعقب الفيدرالي وتحركاته عبر وضع اسعار فائدة على الريال تكون مواتية اكثر لكي تدعم النمو وتكافح التضخم وتكون السياسة النقدية للبلد فعلا مستقلة وخادمة للوضع الاقتصادي المحلي
شكرا أستاذ فواز. صباح اليوم كنت اتابع و احدث ارقام المؤشرات و اتابع مؤشر مسقط منذ يناير 2011 و انه الآن %50 أقل مما كان عليه و %13 أقل من بداية 2019. أعتقد لو كانت خطوطهم العريضة متزامنة مع جيرانهم لما حدث ما حدث.
شكرا لك هذا احد اعراض الحالة و بصراحة هناك نوع من المبالغه في اهمية عمان اقتصاديا مع احترامنا لاخواننا في عمان و اهمية الاقتصاد لهم، فمثلا القيمة السوقية للسوق العماني اقل من القيمه السوقية لشركة الإتصالات السعودية.
ليست بعيدة عما يحدث عندنا وعند معظم دول الخليج ولكنها تتميز بالإتزان السياسى مما أكسبها تقدير معظم دول العالم والمنظمات الدولية. وفق الله الجميع دول الخليج تستحق ماهو أحسن !
شكرا لك و لكن يبدوا لي هذه ظاهرة من الماضي و عمان كغيرها تتصرف حسب راي و مصالح النخبة . سبق و ان كتبت مقال في الاقتصادية عنوانه : فتح الصندوق العماني .
شرح رائع بالارقام عن الوضع المالي والاقتصادي لسلطنة عمان الشقيقة. اضيف على كلامك ان البنية التحتية لم تتحدث وهي ضعيفة ولاتشجع على جلب الاستثمارات الخارجية لا من مطارات او طرق او حتى موانيء حديثة. التأخر كذلك في الاصلاحات المالية على الرغم من التصنيف الائتماني والعجز المالي بالاضافة الى تحدي العومنة كلها تتطلب ديناميكية اعلى في اتخاذ القرار وانسجام جيوسياسي مع الدول المؤثرة اقتصادياً في المنطقة. تحياتي.
شكرا لك .عمان تعاني و ليس اكبر من دليل من التآكل المالي و فشل واضح لاغلب اهداف الرؤية و منها العومنه فقد ارتفع عدد الوافدين كنسبة من السكان في العشر سنوات الاخيرة
ياليت لو نسمع راي الاستاذ/ فواز عن فكرة توريق ارامكو بالاسواق الدولية بغرض تعويم الريال لكي يكون عملة حرة .... **************************************************************************************** اعتقد ان السعودية بعد فشل الوحدة النقدية واقتصارها على السعودية والبحرين ، سعت لادراج ارامكوا السعودية في البورصات العالمية بغية الحصول على رادع كافي ضد المضاربين في حالة سعت الى تعويم الريال والسماح له بالحركة ضمن نطاق اوسع وادراجه في سوق العملات والذي اعتقد انه سيتم بين 2025-2030 ...وجود 1.9 ترليون سهم لارامكو في الاسواق العالمية سوف يساعدها للحصول على احتياطي نقدي ضخم عند الطلب ( عبر الاقتراض بضمان الاصول ) في اي وقت وسيكون قادر ضد اي نوع من المضاربات المسيسة للاطاحة بالريال او رفعه دون النطاق الذي يحدده ساما ...تقريبا ساما سيكون قادرا على اتباع سياسة تلبي متطلبات الاقتصاد السعودي بعيدا عن تعقب الفيدرالي وتحركاته عبر وضع اسعار فائدة على الريال تكون مواتية اكثر لكي تدعم النمو وتكافح التضخم وتكون السياسة النقدية للبلد فعلا مستقلة وخادمة للوضع الاقتصادي المحلي
يعني بدلا من يكون لدى ساما 180 مليار دولار في سندات الخزينة الامريكية وهي اصول سائلة ولكن العائد عليها ضعيف ...سوف يستبدل ساما هذه الاصول ب 2 ترليون سهم لارامكو مدرجة ام في لندن او نيويورك او في سوق عالي السيولة يستيطع توقيع مذكرة تفاهم على سحب قروض عند الطلب لحماية الريال وضمان ان يكون في النطاق المحدد لخدمة ثنائية النمو واستقرار الاسعار و يستبدل السندات باصول ذات مردود اعلى بكثير منها وحتى اصول حقيقية ..... كيف ترى هذه الفكرة استاذ/ حمد
مقالات جميلة ومفيدة تشكر عليها استاذ فواز الفواز
شكرا لك اخ صقر . نتعلم من بعض .
الحاجة المتزايدة للتوظيف وخفض نسبة البطالة وموضوع القيمة المضافة الذي سيطبق العام القادم بالإضافة إلى ضريبة الدخل على الشركات حالياً وانخفاض أسعار النفط تضغط على الوضع المالي والاقتصادي .. محاولة الموازنة بين المخاطر صعب جداً ويحتاج إلى وقت ليس بالقصير
شكراً لك أستاذ فواز.. نستفيد كثيراً من مقالاتك التي تعكس قراءة متمكنة ونقد عالي
شكرا لك على الاهتمام .