شركة الاتصالات السعودية ... هل خسرت المعركة لصالح موبايلي ؟!

06/03/2010 13
انور صالح

تزداد المنافسة بين شركات الاتصالات العاملة في السعودية خلال الربع الأخير من كل عام لكسب اكبر عدد ممكن من العملاء الوافدين للمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، و الذي عادة ما يكون سببا في ارتفاع إيرادات شركات الاتصالات خلال تلك الفترة مقارنة بالفصول الأخرى من العام.

وخلال العام الماضي شهد موسم الحج انخفاض في عدد الحجاج إلى نحو 2.5 مليون حاج مقارنة بما يقارب الـ 3 ملايين حاج في العام 2008، و بالتزامن مع ذلك كانت المنافسة تشتعل أكثر بين شركات الاتصالات خصوصا مع مرور اكثر من عام على دخول المشغل الثالث شركة " زين السعودية " و التي تسعى لوضع بصمتها في هذا الموسم الهام وذلك بالتأكيد كان على حساب احد المشغلين الآخرين .. فمن كان المتضرر الأكبر من دخول زين.. " الاتصالات " أم " موبايلي " ؟

عند إعلان النتائج كانت شركة موبايلي اول من صرح بنجاح باهر لعملياتها خلال موسم الحج الأخير بعد استحواذها على النسبة العظمى من العملاء خلال الموسم بخدمتها لحوالي 1.3 مليون حاج و هو ما يشكل سيطرة بنسبة 52 % من العدد الإجمالي البالغ 2.5 مليون حاج.

إلا أن ما يلفت الانتباه أيضا هو ما أعلنت عنه شركة زين في تقريرها السنوي للعام 2009 و الذي نشر الأسبوع الماضي عن حصولها على 30 % من العدد الإجمالي للحجاج، تأتي هذه التصريحات في ظل صمت شركة " الاتصالات السعودية "، و إن صدقت هذه الأرقام فهذا يعني سحب البساط من تحت أقدام شركة " الاتصالات السعودية " لتنحصر خدمتها لـ 18 % فقط من الحجاج!!

و إذا ما رجعنا إلى الإمكانيات التي تميز الشركات الثلاث، وذلك بحثا عن الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع الكبير في حصة شركة الاتصالات السعودية نجد أن شركة الاتصالات تتفوق من حيث كبر الشبكة و القدرة الاستيعابية في المشاعر المقدسة و التي تبلغ 7 مليون مستخدم، بينما تبلغ في كلا من " موبايلي " و " زين " حوالي 3.5 و 2 مليون مستخدم على التوالي، مما يحول الأسباب لتنحصر في النواحي التسويقية فقط، وقد يكون ذلك عبر تفوق المنافسين الآخرين بابتداع طرق تسويقية على ما يبدو كانت الأكثر نجاحا في جذب اكبر عدد من العملاء، هذا ما جعل الشركة صاحبة القدرة الاستيعابية الأكبر و التي من المفترض انها تملك ايضا الخبرة الاكبر تقدم الخدمة لعدد اقل من الحجاج!!

أخيرا فهذه التحولات المثيرة للاهتمام تعكس ما يشهده هذا القطاع من منافسة حاميه بين الشركات الثلاث ليس فقط في موسم الحج و إنما في السوق بشكل عام، و على الرغم من كون شركة الاتصالات السعودية لازالت تحافظ على موقعها في الصدارة بأكبر حصة سوقية كما أشرت في مقال سابق، إلا أن ذلك لا يعني عدم تأثر الشركة من تزايد المنافسة و الذي يتضح في تناقص حصتها من السوق إلى 48 % من العدد الإجمالي للمشتركين مقارنة بحوالي 53 % في نهاية العام 2008، هذا في مقابل انخفاض بنسبة اقل في الحصة السوقية لـ " موبايلي " و التي تراجعت من قرابة ألـ 42 % إلى 39 %.