فى 18 أبريل 1951 تم تأسيس أول تجمع اوروبى من ست دول " فرنسا - ألمانيا - بلجيكا - لوكسمبورج - هولندا - إيطاليا " تمثل بداية للمجموعة الاقتصادية الاوروبية .
فى اغسطس 1961 تقدمت بريطانيا بطلب عضوية فى المجموعة الاقتصادية الاوروبية ، إلا انه قوبل بالرفض من فرنسا مرتين فى 1963 و 1967 إلى ان نالت بريطانيا عضوية المجموعة الاقتصادية فى يناير 1973 بوضع مميز يشمل الاشراف على ادارة الشئون الخارجية لجبل طارق المتنازع عليه مع اسبانيا التى لم تكن انضمت للمجموعة.
منحت بريطانيا عام 1981 جنسيتها لسكان جبل طارق و تلتها اتفاقيات هامشية مع اسبانيا بشأن الحدود و السكان و حقوق العمل ... دون التطرق لموضوع السيادة خشية مطالبة المغرب بحقوقها فى منطقتى سبتة و مليلية.
فى يناير 1986 انضمت أسبانيا رسيما للمجموعة الاقتصادية الاوروبية و بدأت مشاهد طويلة من المناوشات العلنية حول تبعية جبل طارق حتى صوت سكانه فى يونيو 2016 على البقاء فى الاتحاد الاوروبى بنسبة 96 %
الموقف الاسبانى بشآن جبل طارق الآن بات بمثابة شوكة خارجية صلبة فى طريق أعتماد المفوضية الاوروبية لمسودة اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى فى قمة الأحد 25 نوفمبر الجارى ، التى قد تؤجل اذا لم يخرج الطرفان البريطانى و الاسبانى بأتفاق واضح و مريح للجميع قبل انعقاد القمة ...
مثلث الرآى حول وضعية جبل طارق تمثل فى موقف تريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية التى تقول انها لن تفرط فى سيادة بلادها على جبل طارق و أسبانيا التى ترفض تلك الرؤية و تهدد بالتصويت ضد مسودة اتفاق الخروج البريطانى ... و فرنسا و المانيا اللتان تناقشان تفاصيل الموقف المعقد لجبل طارق الذى بلغ ذروته بالأختلاف الدقيق حول امكانية دخول الاسماك البريطانية للسوق الاوروبية و كذلك اتاحة مرور الاوروبين بالمياة الاقليمية البريطانية .
اسبانيا تتمسك فى قضية جبل طارق بالحصول على موقف مشابه لحدود بريطانيا مع ايرلندا ، كما تعد ايضا بتشجيع انفصال اسكتلندا عن بريطانيا الاعتراف بأستقلالها حال تم استفتاء شعبى على ذلك.
و المانيا تصر على خروج خشن لبريطانيا من الاتحاد الاوروبى لضرب المثل على وحدة الاتحاد و عدم تجرأ اى دولة اخرى على شق الصف الاوروبى ... كما ان المانيا تدعم من اسفل الطاولة الموقف الاسبانى الصلب بشأن جبل طارق رغم وجود اتفاق مبدئى بشأن ذلك .
و يبقى السؤال ... إذا نجحت تريزا ماى فى تجاوز العقبة الاسبانية و تم اعتماد مسودة اتفاق خروج بريطانيا خلال القمة الاوروبية رغم أعلب الصعوبات المطروحة ، هل يصدق عليها فعلا مجلس العموم البريطانى فى النهاية ؟!!
خاص_الفابيتا
