قطع الزياره المفاجىء الذى قام به جان كلود تريشيه "محافظ البنك المركزي الأوروبي" لاستراليا اليوم - الثلاثاء التاسع من فبراير- تاركا خلفه اجتماعا للبنوك المركزية وذلك استعدادا لاجتماع بروكسل يوم الخميس القادم من اجل "عيون اليونان" استطاع تحريك الراكد وتطمين المتوتر من المتداولين داخل الأسواق المالية وهو ما لم تستطع مجموعة السبع التى اجتمع وزراء ماليتها مؤخرا فى كندا ان تفعله حيث خرج "اصحاب اليورو" بلا فعل حقيقي يطمئن الأسواق.
فهل كانت اوروبا تنتظر ان تهتم الولايات المتحده وكندا واليابان بمشكله اليونان؟؟ ام كانوا يريدون المحاوله فقط؟؟ الاجابات خرجت كلها بالنفى مع انتهاء الاجتماعات، حيث بات واضحا ان الكل لديه ما يكفيه من الهموم وعلى الرغم من تصريحات تريشيه السابقه بعد قبوله خطه الحكومه اليونانيه لتخفيض عجز الموازنه البالغ 12.7%، الا ان الايام اثبتت ان يد اليونان لا تستطيع التصفيق منفرده وان الشك حيالها كان مُحقا.
واليوم نحن على موعد لتسليط الاضواء من جديد على منطقه اليورو حيث "اغاثه" اليونان الاجباريه والتى من المؤكد ان هناك دولا اوروبيه ستتمعض كثيرا وهى تقرض الحكومه اليونانيه لعدم ثقتها فى سداد تلك الديون بشكل مؤكد. لكن الإشكالية الكبرى تكمن فى الطابور الذى بات وشيكا على الانتظام والاصطفاف خلف اليونان طلبا للمساعده حيث البرتغال واسبانيا وايطاليا وكذلك ايرلندا، فهل سيستطيع الاتحاد الأوروبي مساعده كل هؤلاء؟؟؟؟ وسؤال آخر ما مدى التأثير الذى سيتركه العجز فى الموازنه وكذلك الديون السياديه على دول الاتحاد ككل وعلى نموها الاقتصادى خاصه والذى يبدو باهتا ؟؟؟
ومن المعلوم تماما ان مشاكل الديون السياديه تتفاقم كلما اتجهت الحكومات للاقتراض بكثافه خصوصا وان خطط التحفيز التى زج العالم فيها نفسه تفرض عجوزات واضحه فى كثير من الموازنات وبحسب ما ذكر موقع بلومبرج الاخبارى نقلا عن المفوضيه الاوروبيه فان عجز الموازنه اليونانيه سيبلغ 135% من الناتج الاجمالى المحلى عام 2011 وكذلك العجز الاسبانى مرشح الى 74% وايضا الايطالى الى 118% وهذه الارقام الخطيره والتى لاتبتعد كثيرا عن وقتنا الحالى بالقياس الزمنى تحتاج الى تحرك نشط لمواجهتها قبل فوات الاوان بكل تأكيد. وهذا يعنى بالتبعيه ان طابور الاغاثه الاوروبى سيزداد طولا.
ان الاسواق هدأت الى حد كبير بعد عوده تريشيه المفاجئه من سيدنى، والتى اصابت خلالها التكهنات الى حد كبير ان الاتحاد الاوروبى بصدد الاعداد لشىء خلف الكواليس من اجل مساعده اليونان ولذلك كان منطقيا ان نرى تغطيه مراكز "الشورت" بكثافه على اليورو دولار خصوصا خلال الجلسه الاوروبيه والتى شهدت بالمقابل مكاسب السلع خصوصا النفط والنحاس والذهب بعد تخطيهم لمقاومات الامس .
وبالطبع كنا قد حصلنا على نموذج inside day على شارت داو جونز بالامس وهو الامر الذى شرحناه تفصيلا فى تقرير السوق الاسبوعى وايضا على شارت داو للعقود الآجله حصلنا على نفس النموذج كى يعزز الارتداد ليبقى تخطى 10200 ثم 10350 فى داو جونز.
ويبقى ايضا فى المقابل ضبابيه فى الرؤيه حيال المدى البعيد، فنحن اذا كنا قد حصلنا على اشاره ايجابيه اوليه فاننا بحاجه الى اشاره اشد وضوحا على السياسات النقديه وكيفيه معالجه العجوزات المتوقعه فى بقيه البلدان الاوروبيه والا سيظل التخبط قائما مع كل شارده ووارده وتكون النتائج فى النهايه سيئه بلا شك.
والله تعالى اعلى واعلم ودمتم بخير