لم يُسَلْط الإعلام بشكل جيد وبما يكفي على النتائج المميزة والتي عرضت في التقارير الدولية الصادرة خلال الأسبوعين الماضيين من مجموعة العمل المالي «فاتف» ولجنة بازل للرقابة المصرفية بعد عملية تقييم شاملة للوضع المالي وغير المالي والرقابي في المملكة العربية السعودية لقياس مدى توافق الأنظمة والممارسات والتطبيق للمعايير الدولية.
وقد أكد تقرير مجموعة العمل المالي «فاتف» على تمتع الأنظمة السعودية بإطار قانوني قوي وإجراءات وممارسات فعالة وتنسيق جيد يوفر درجة عالية من الإجراءات الوقائية والحمائية لمنع أي مخاطر محتملة للجرائم المالية وخصوصاً غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، وقد خصص التقرير نظرة إيجابية للقطاع المصرفي السعودي والمؤسسات المالية الكبرى لما تتمتع به من إجراءات رقابية متينة وفهم عالٍ للمخاطر وسبل الوقاية منها وهو ما يؤكد توافق الممارسات والإجراءات المطبقة مع المعايير والتوصيات الدولية.
كما أعطى التقرير الصادر في نفس الفترة من قبل لجنة بازل للرقابة المصرفية تقييم «ملتزم» للمملكة وهو ما يمثل أعلى درجات التقييم والالتزام الممكنة بالمعايير الدولية وهو ما أكد على الأرقام القوية الصادرة في التقرير السنوي لمؤسسة النقد العربي السعودي الذي برهن على حجم القوة التي يتمتع بها القطاع المالي في المملكة من خلال مؤشرات مهمة تتعلق بالتطورات النقدية والمصرفية وميزان المدفوعات بالإضافة إلى آخر تطورات المالية العامة والقطاعات النفطية وغير النفطية بما في ذلك تطورات أنشطة التأمين والتمويل والسوق المالية.
وعلى الرغم من إيجابية الصورة المشرقة التي عكستها تلك التقارير إلا أن بعض قنوات الإعلام الغربي لم تتعامل معها بشكل إيجابي فظهرت بعض التحليلات الاقتصادية التي نُقل بعض منها إلى العربي بشكل سلبي أو شبه سلبي وكان ذلك بنظري لأحد أمرين:
الأول: بحث الإعلام عن مادة إعلامية مشوقة ومثيرة وليس أكثر إثارة من الزج باسم المملكة في أخبار سلبية.
ثانيا: تحليلات اقتصادية بأجندات سياسية مدفوعة الثمن بأهداف معادية.
«القافلة تسير والكلاب تنبح.. ، فالسعودية والسعوديون اليوم أكثر وعياً من أي وقت مضى بمصالحهم وما يحاك لهم، وما يهم هو أن الوضع المالي والاقتصادي والرقابي في السعودية قوي ويزداد قوة ويمثل أحد أهم مميزات هذا البلد العظيم إلا أنه من الأهمية بمكان أن يتم استثمار مثل تلك النتائج الجيدة والتفاعل معها بشكل أقوى مستقبلاً بما يخدم مصالح واستثمارات وسمعة المملكة.
نقلا عن الرياض