لقد تأثرت صناعة النفط الصخري بعض الشيء نتيجة الاختناقات في البنية التحتية، خصوصا خطوط الأنابيب، وارتفاع التكاليف، وكثافة العمليات الحقلية، ما أدى إلى تباطؤ عمليات الحفر ونمو الإنتاج. لكن ارتفاع أسعار النفط أسهم في التقليل من وطأة تأثير هذه العوامل، وتعداه إلى دعم نمو الإنتاج. لذلك، كثيرون في الصناعة واثقون بأن هذا التباطؤ سيكون مؤقتا. هناك عديد من الاستراتيجيات التي بدأت شركات النفط الصخري في اتباعها، مثل الانتقال إلى تشكيلات نفط صخري جديدة، أو الحد من أنشطة الحفر، أو حفر الآبار وتأجيل عمليات الإكمال.
ووفقا لبعض الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الصخري، فإن هذه الاستراتيجيات تخفف قليلا الضغوط على حوض بيرميان، وتكبح جماح التكاليف التي تأتي نتيجة تركيز عمليات الحفر والاختناقات المصاحبة في المعدات والبنية التحتية. وفي الوقت الذي يواجه فيه حوض بيرميان "أكبر تشكيلات النفط الصخري في الولايات المتحدة" مشكلات، تنشط شركات النفط الصخري في تشكيلات أخرى مثل "إيجل فورد"، "باكن" و"نيوبرارا" حتى "حوض نهر باودر" في وايومنج، مدعومة بارتفاع الأسعار.
في الواقع، دعمت سلسلة من التقارير الصادرة أخيرا عن مجموعة من مصارف الاستثمار فكرة أن صناعة النفط الصخري ستستمر في المضي قدما، على الرغم من المعوقات الكبيرة التي تواجهها. في حزيران (يونيو)، وهو الشهر الأخير الذي تتوافر فيه بيانات إنتاج دقيقة، قالت إدارة معلومات الطاقة إن إنتاج النفط الأمريكي ارتفع بمقدار 230 ألف برميل في اليوم، ونحو 165 ألف برميل في اليوم من هذا الإجمالي جاء من ولاية تكساس، وهذا دليل على أن الحوض البرمي لم يعانِ التباطؤ، على الأقل حتى حزيران (يونيو).
في هذا الجانب، قال بنك الاستثمار جولد مان ساكس، إن نمو إنتاج النفط الصخري سيستمر ما دامت الأسعار مرتفعة، وأشار البنك إلى حقيقة أن صناعة النفط الصخري قد زادت من الإنفاق على مدار هذا العام، أعلى مما كان مخططا له في الأصل. وأضاف البنك، إننا في الوقت الحالي نبقي على توقعاتنا بنمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمعدل 1.3 مليون برميل في اليوم عام 2018، على الرغم من أن المنتجين زادوا ميزانيات السنة المالية الحالية إجماليا 7 في المائة، لكن قد يكون هناك احتمال لارتفاع تقديرات نمو الإنتاج لعام 2019 البالغ 1.1 مليون برميل في اليوم في عام 2019، حيث إن زيادة الاستثمار عام 2018 قد تترجم إلى نمو أكثر العام المقبل.
من جانبه، قال بنك أمريكا ميريل لينش إنه بخلاف زيادات الإنفاق، فإن التحسينات في عمليات الحفر والإكمال تعني أن شركات النفط الصخري يمكن أن تستمر في نمو الإنتاج بينما تنفق أقل. على سبيل المثال، منذ عام 2014، انخفض الزمن اللازم للحفر بنحو الثلثين في معظم الأحواض الرئيسة المنتجة للنفط، ما أدى إلى عدد أقل من منصات الحفر اللازمة للقيام بالعمل نفسه.
في الوقت نفسه، بسبب وجود اختناقات في بعض الأنشطة، مثل التخلص من المياه وتوفير الرمال المستخدمة في عمليات التكسير الهيدروليكي، "التي عادة تشحن من ولايتي ويسكونسن ومينيسوتا"، تم إنشاء مشاريع جديدة لمعالجة المياه ومناجم لرمل عمليات التكسير في ولاية تكساس، ما مكن الصناعة من خفض التكاليف. في هذا الصدد، تشير بعض مصادر الصناعة إلى أن هذه الإجراءات مجتمعة أدت إلى تحسين كفاءة رأس المال بشكل كبير، وسمحت للمنتجين بزيادة الإنتاج بوتيرة مماثلة إلى عام 2014، في حين أنفقوا ما يقرب من 30 في المائة أقل.
على الرغم من أن مكاسب الكفاءة في عمليات الإنتاج كانت مهمة، إلا أن المكاسب من هذه العوامل قد تكون متواضعة مقارنة بالزيادة في أسعار النفط. في هذا الجانب أشارت شركة الاستشارات "ريستاد إنرجي" في تقرير حديث لها: دون التقليل من أهمية مكاسب الكفاءة، نشدد على أن وجود بيئة سعرية أعلى يؤدي دائما إلى نشاط إضافي في تشكيلات النفط الصخري الأقل جودة. وبالطريقة نفسها، يؤدي انهيار أسعار النفط إلى نشاط غير مستدام في هذه التشكيلات. وتقول الشركة الاستشارية إن معظم الشركات العاملة في موارد النفط الصخري قد وضعت موازناتها وخططها الرأسمالية على سعر نفط محافظ يراوح بين 55 و60 دولارا للبرميل، وبالتالي فإن المكاسب السعرية قد أدت هذا العام إلى مواقف نقدية أفضل من المتوقع. أما بالنسبة إلى اختناقات خطوط الأنابيب، فإن صناعة النفط الصخري تتوقع أن تنتهي معاناتها قريبا، حيث تتوقع أن تصبح خطوط الأنابيب الجديدة متاحة في غضون عام أو أكثر قليلا. مع كل ما ذكر، يرى كثيرون أن الاختناقات مصدر قلق يمكن أن يبطئ نمو الإنتاج، لكن شركات النفط الصخري واثقة بأن خطوط الأنابيب الجديدة ستخفف العبء بحلول أواخر عام 2019 أو أوائل عام 2020. كما يعتقد كثيرون أن ارتفاع التكاليف الذي يؤثر في الشركات العاملة في حوض بيرميان ممكن تحملها إلى حد ما؛ بسبب ارتفاع أسعار النفط. بشكل عام، ساعدت مكاسب الكفاءة والإنتاجية على تعويض ارتفاع تكاليف الخدمات، مع بعض الاستثناءات في حوض بيرميان. في الواقع، يتوقع المنتجون وشركات الخدمات على حد سواء أن تتراجع التكاليف في النصف الثاني من عام 2018.
ليس الجميع على اتفاق في هذا الجانب؛ حيث تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن يستقر إنتاج النفط الأمريكي خلال الربعين الثاني والثالث من العام المقبل عند 11.45 مليون برميل في اليوم، قبل أن يبدأ في النمو من جديد في الربع الرابع مع بدء تشغيل خطوط أنابيب جديدة في حوض بيرميان. ومع ذلك، فإن التوقعات الحالية لكانون الأول (ديسمبر) 2019 كانت أقل من التوقعات السابقة لنيسان (أبريل) 2019، لكن بعض المحللين يعتقدون أن مخاطر الإنتاج الأمريكي هي على الجانب الهبوطي؛ حيث يتوقعون أن ينمو إنتاج النفط الأمريكي بنحو 0.9 مليون برميل في اليوم عام 2019، مقارنة بتوقعات إدارة معلومات الطاقة البالغة نحو 1.25 مليون برميل في اليوم. في الواقع، هذا ليس بالشيء الجديد، حيث هناك دائما اختلافات في وجهات نظر المحللين. لكن أسواق النفط في النهاية ستجد طريقها وسط هذا الكم الكبير من عدم اليقين في التوقعات.
بغض النظر عن تباين التوقعات، الشيء المؤكد هو أن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط هي شركات النفط في الولايات المتحدة، حيث عملت على زيادة الإنتاج، وفي الوقت نفسه تحقيق مزيد من المكاسب في الأرباح، ناهيك عن مكاسب الاقتصاد الأمريكي بصورة عامة.
نقلا عن الاقتصادية
ووفقا لبعض الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الصخري، فإن هذه الاستراتيجيات تخفف قليلا الضغوط على حوض بيرميان، وتكبح جماح التكاليف التي تأتي نتيجة تركيز عمليات الحفر والاختناقات المصاحبة في المعدات والبنية التحتية. وفي الوقت الذي يواجه فيه حوض بيرميان "أكبر تشكيلات النفط الصخري في الولايات المتحدة" مشكلات، تنشط شركات النفط الصخري في تشكيلات أخرى مثل "إيجل فورد"، "باكن" و"نيوبرارا" حتى "حوض نهر باودر" في وايومنج، مدعومة بارتفاع الأسعار.
في الواقع، دعمت سلسلة من التقارير الصادرة أخيرا عن مجموعة من مصارف الاستثمار فكرة أن صناعة النفط الصخري ستستمر في المضي قدما، على الرغم من المعوقات الكبيرة التي تواجهها. في حزيران (يونيو)، وهو الشهر الأخير الذي تتوافر فيه بيانات إنتاج دقيقة، قالت إدارة معلومات الطاقة إن إنتاج النفط الأمريكي ارتفع بمقدار 230 ألف برميل في اليوم، ونحو 165 ألف برميل في اليوم من هذا الإجمالي جاء من ولاية تكساس، وهذا دليل على أن الحوض البرمي لم يعانِ التباطؤ، على الأقل حتى حزيران (يونيو).
في هذا الجانب، قال بنك الاستثمار جولد مان ساكس، إن نمو إنتاج النفط الصخري سيستمر ما دامت الأسعار مرتفعة، وأشار البنك إلى حقيقة أن صناعة النفط الصخري قد زادت من الإنفاق على مدار هذا العام، أعلى مما كان مخططا له في الأصل. وأضاف البنك، إننا في الوقت الحالي نبقي على توقعاتنا بنمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمعدل 1.3 مليون برميل في اليوم عام 2018، على الرغم من أن المنتجين زادوا ميزانيات السنة المالية الحالية إجماليا 7 في المائة، لكن قد يكون هناك احتمال لارتفاع تقديرات نمو الإنتاج لعام 2019 البالغ 1.1 مليون برميل في اليوم في عام 2019، حيث إن زيادة الاستثمار عام 2018 قد تترجم إلى نمو أكثر العام المقبل.
من جانبه، قال بنك أمريكا ميريل لينش إنه بخلاف زيادات الإنفاق، فإن التحسينات في عمليات الحفر والإكمال تعني أن شركات النفط الصخري يمكن أن تستمر في نمو الإنتاج بينما تنفق أقل. على سبيل المثال، منذ عام 2014، انخفض الزمن اللازم للحفر بنحو الثلثين في معظم الأحواض الرئيسة المنتجة للنفط، ما أدى إلى عدد أقل من منصات الحفر اللازمة للقيام بالعمل نفسه.
في الوقت نفسه، بسبب وجود اختناقات في بعض الأنشطة، مثل التخلص من المياه وتوفير الرمال المستخدمة في عمليات التكسير الهيدروليكي، "التي عادة تشحن من ولايتي ويسكونسن ومينيسوتا"، تم إنشاء مشاريع جديدة لمعالجة المياه ومناجم لرمل عمليات التكسير في ولاية تكساس، ما مكن الصناعة من خفض التكاليف. في هذا الصدد، تشير بعض مصادر الصناعة إلى أن هذه الإجراءات مجتمعة أدت إلى تحسين كفاءة رأس المال بشكل كبير، وسمحت للمنتجين بزيادة الإنتاج بوتيرة مماثلة إلى عام 2014، في حين أنفقوا ما يقرب من 30 في المائة أقل.
على الرغم من أن مكاسب الكفاءة في عمليات الإنتاج كانت مهمة، إلا أن المكاسب من هذه العوامل قد تكون متواضعة مقارنة بالزيادة في أسعار النفط. في هذا الجانب أشارت شركة الاستشارات "ريستاد إنرجي" في تقرير حديث لها: دون التقليل من أهمية مكاسب الكفاءة، نشدد على أن وجود بيئة سعرية أعلى يؤدي دائما إلى نشاط إضافي في تشكيلات النفط الصخري الأقل جودة. وبالطريقة نفسها، يؤدي انهيار أسعار النفط إلى نشاط غير مستدام في هذه التشكيلات. وتقول الشركة الاستشارية إن معظم الشركات العاملة في موارد النفط الصخري قد وضعت موازناتها وخططها الرأسمالية على سعر نفط محافظ يراوح بين 55 و60 دولارا للبرميل، وبالتالي فإن المكاسب السعرية قد أدت هذا العام إلى مواقف نقدية أفضل من المتوقع. أما بالنسبة إلى اختناقات خطوط الأنابيب، فإن صناعة النفط الصخري تتوقع أن تنتهي معاناتها قريبا، حيث تتوقع أن تصبح خطوط الأنابيب الجديدة متاحة في غضون عام أو أكثر قليلا. مع كل ما ذكر، يرى كثيرون أن الاختناقات مصدر قلق يمكن أن يبطئ نمو الإنتاج، لكن شركات النفط الصخري واثقة بأن خطوط الأنابيب الجديدة ستخفف العبء بحلول أواخر عام 2019 أو أوائل عام 2020. كما يعتقد كثيرون أن ارتفاع التكاليف الذي يؤثر في الشركات العاملة في حوض بيرميان ممكن تحملها إلى حد ما؛ بسبب ارتفاع أسعار النفط. بشكل عام، ساعدت مكاسب الكفاءة والإنتاجية على تعويض ارتفاع تكاليف الخدمات، مع بعض الاستثناءات في حوض بيرميان. في الواقع، يتوقع المنتجون وشركات الخدمات على حد سواء أن تتراجع التكاليف في النصف الثاني من عام 2018.
ليس الجميع على اتفاق في هذا الجانب؛ حيث تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن يستقر إنتاج النفط الأمريكي خلال الربعين الثاني والثالث من العام المقبل عند 11.45 مليون برميل في اليوم، قبل أن يبدأ في النمو من جديد في الربع الرابع مع بدء تشغيل خطوط أنابيب جديدة في حوض بيرميان. ومع ذلك، فإن التوقعات الحالية لكانون الأول (ديسمبر) 2019 كانت أقل من التوقعات السابقة لنيسان (أبريل) 2019، لكن بعض المحللين يعتقدون أن مخاطر الإنتاج الأمريكي هي على الجانب الهبوطي؛ حيث يتوقعون أن ينمو إنتاج النفط الأمريكي بنحو 0.9 مليون برميل في اليوم عام 2019، مقارنة بتوقعات إدارة معلومات الطاقة البالغة نحو 1.25 مليون برميل في اليوم. في الواقع، هذا ليس بالشيء الجديد، حيث هناك دائما اختلافات في وجهات نظر المحللين. لكن أسواق النفط في النهاية ستجد طريقها وسط هذا الكم الكبير من عدم اليقين في التوقعات.
بغض النظر عن تباين التوقعات، الشيء المؤكد هو أن المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط هي شركات النفط في الولايات المتحدة، حيث عملت على زيادة الإنتاج، وفي الوقت نفسه تحقيق مزيد من المكاسب في الأرباح، ناهيك عن مكاسب الاقتصاد الأمريكي بصورة عامة.
نقلا عن الاقتصادية