كتب الأستاذ عبدالرحمن الراشد مقالاً بعنوان (لنؤسس شركات أكبر).. الحقيقة أؤيد مقال الأستاذ تأسيس شركات كبيرة لكن تعلمنا من قامته متعة النقاش والاختلاف، لذلك أحب توضيح نقاط الاختلاف وهي دور الشركات الكبيرة الحديث ومدى أهمية الشركات المتوسطة والصغيرة ومفهوم التحول إلى الاقتصاد الحر، ذكر المقال مميزات كثيرة للشركات الكبيرة، لكن جميع تلك الميزات تنحصر في صفتين للشركات الكبيرة وهي (اقتصاديات الحجم) والتي تؤهلها لتوظيف الأكفأ وتدريبهم وتطوير وسائل الإنتاج ورفع كفاءته والتي تمكنها من تخفيض الأسعار، وثانياً (الحوكمة) والتي تمكنت من رفع شفافيتها ورسم استراتجيتها نحو التوسع والاستثمار والإنفاق على البحث والتطوير، مع ذلك أغلب هذه الشركات الكبيرة التي تأسست منذ عقود طويلة تواجه تحديات قد تصل إلى صراع من أجل البقاء لكن ظهرت شركات أخرى أصبحت ترسم وجه الدولة أكثر من صناديق الناخبين وأوثق من وعود المرشحين.
أما فيما يتعلق بالتوظيف فإن الشركات الصغيرة هي من يخلق الفرص. وفيما يتعلق بالابتكار فالشركات الصغيرة والمتوسطة هي رائدة في خلق الأفكار في الاقتصاد الحر، وهنا أشدد على أهمية أن يكون الاقتصاد حراً حتى يظهر الدور الحقيقي للشركات الصغيرة والمتوسطة.
السوق الحرة لا تعني توقف الدعم، لكنها تعني أن ينعكس هذا الدعم إلى إضافة أعلى في الناتج المحلي أكثر مما كان من دون دعم.
مع انخفاض دخل الأجيال الجديدة في الغرب وتطور التقنية أصبح كثير من الشركات الكبيرة التي تأسست قديماً تواجه تحدي التغيرات والبقاء، وظهرت شركات جديدة تنافس الولايات على جذبها. الآن تقوم أمازون بمسابقة بين عشرين ولاية أميركية، مَنْ منها سوف تفوز بمركزها الجديد، وما تفعله أمازون تفعله Apple وغيرها مقابل تسهيلات في الإجراءات والتشريعات.
لا يفوتني أولاً أن أذكر أن هذه الشركات هي أكبر من ينفق على زيادة إنتاج الطاقة مثل Facebook وWalmart وIkea والتي تنفق المليارات لتوطين الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة وضمن خططها أن تعتمد على الطاقة المتجددة بالكامل العام 2020، وتجد استثمارات هذه الشركات تنعكس على الولايات برفع المستوى التعليمي والبيئي.
ثانياً؛ قدرة المؤسسات الصغيرة على خلق فرص عمل حقيقية زادت لا العكس لكن بفضل ترابط المؤسسات الكبيرة وتكاملها معها، كما أن شكل المؤسسات الصغيرة تغير والعالم يتجه إلى أن يكون مؤسسات صغيرة وأفراداً، سأذكر مثالين، الأول أمازون التي تعتمد في نسبة كبيرة من منتجاتها على شركات صغيرة أو أفراد وبعضها ينتج من البيوت، كثير من الأميركيين اليوم يشترون ملابس من المتاجر الإلكترونية ليس لها علامة تجارية معروفة، مقابل جودة جيدة وسعر جذاب.. بمعنى أن (أمازون) تقدم الكثير من الشركات الصغيرة والتجارة الإلكترونية ليست المفهوم المحدود بعرض السلع بسعر أقل بل فتح منصة تجعل كل من يريد الإنتاج أن يسوق عبرها من ملابس أو أطعمة أو منتجات جديدة مبتكرة لذلك تتعمق التجارة الإلكترونية في الدول ذات المجتمعات المنتجة ولا يكفي أن تكون مستهلكة.
الثاني، Walmart أيضاً في استراتجيتها الجديدة التي تستهدف إيصال الطلبات لحوالي 40 % من عملائها سوف تصنع آلاف الوظائف للسائقين الذين يعملون معها كسائقي أجرة وليس كموظفين مثل (أوبر).
سيطرة الأجانب على المؤسسات الصغيرة في المملكة وكذلك بعض الحرف مثل الكهربائي والميكانيكي.. هذه المهن والمتاجر الصغيرة على شكلها الحالي في المملكة سوف يمسحها من الوجود الذكاء الاصطناعي هي ومشكلاتها من التستر وغير ذلك بعد سنوات قليلة، ولن يعرف العمال الأجانب إصلاح الآلات الذكية مستقبلاً، الولايات المتحدة الآن يُغلق فيها الكثير من المتاجر بفضل تطور التقنية والتجارة الإلكترونية.. بمعنى أن أغلب المؤسسات الصغيرة الموجودة لدينا مآلها إلى الإغلاق، سَعوَدَة المحلات والمتاجر خطوة جيدة لكن التغير المقبل مهما تأخر وما تمت سعودته قد لا يعمر طويلاً.
لا بد أن ندعم الشكل الجديد للمؤسسات الصغيرة وأيضاً الأفراد الذين يعملون.
أخيراً أشكر الكاتب عبدالرحمن الراشد على فتح الموضوع وأؤيد توجهه بأن نجاح الرؤية 2030 والنمو الاقتصادي يتطلب ظهور شركات كبيرة عديدة لأن من دونها لن تظهر طفرة من فرص العمل على شركات صغيرة وأفراد يعملون بالتكامل معها.
نقلا عن الرياض
اتفق لاكن ارى بان الذكاء الصناعي بحاجة لوقت طويل حتى يكون له الأثر كما يصف الكاتب و أن هناك مبالغة شديدة و حماس في تقدير وقت هذا الأثر