الشركات العائلية الناجحة حدودها الفضاء «1 من 2»

16/09/2018 1
راندل كارلوك

رسم مستقبل طموح للشركات العائلية أشبه بالتخطيط لخوض مغامرة في الفضاء. تعد شركة باتا للأحذية أكبر شركة حول العالم مختصة في الأحذية منذ نشأتها في 1894. التحق بعض أفراد العائلة أخيرا بأحد برامج إنسياد التي تناقش قضايا الشركات العائلية "تحدي الشركات العائلية". وعند انتهائهم من أحد التدريبات حول استكشاف رؤية وقيم العائلة، تساءل أحد أفراد الجيل الثاني "لماذا لا يوجد متجر أحذية على القمر؟". طموحه كان منطقيا.فعقب النجاح الكبير للشركة، ما حدود عملاق الأحذية الأشهر في العالم غير الفضاء؟ في حين يعد ذلك جرأة زائدة، إلا أنه يعلق في أذهاننا كاستعارة قوية لطريقة تفكير الشركات العائلية الناجحة عند وضعها لخططها المستقبلية. ندرك كلما تعمقنا بشكل أكبر في طريقة إدارة الشركات العائلية، أن الخطط الطويلة الأمد للشركات تشبه إلى حد ما التخطيط إلى رحلة عبر الفضاء.

فهي تتطلب القدرة على التواصل بشكل فعال، ومشاركة القيم والرؤية، والتخطيط السليم، واستثمارات كبيرة في المواهب، والقوة المادية، والمساءلة. لا تستطيع أي شركة عائلية خوض الفضاء دون التزام أفرادها بهدف مشترك يجمعهم ويضعهم على المركبة نفسها. تتفادى العديد من الشركات العائلية عملية تنظيم الأمور المهمة في الأسرة، وبالتالي تبقى عند منصة الإطلاق. وحتى عندما تتحضر للانطلاق، ستكون الرحلة مضطربة من دون وجود خطة مناسبة للعائلة، وستفقد مسارها، وفي أسوأ الحالات ستتحطم مركبتهم. أكثر الأسباب شيوعا لذلك، هو فشل العائلة بوضع خطة لها عقب وفاة المؤسس. فغالبا ما يتصارع الإخوة على تسلم زمام القيادة، أو يتقاسمون الشركة العائلية أو يدفعونها نحو الهاوية خلال محاولتهم للسيطرة. يعتقد عديد من الشركات العائلية أن بمقدورها الحفاظ على الشركة من خلال تفاديها مواضيع شائكة مثل الحوكمة والملكية والتعاقب على إدارة الشركة. لكننا نرى العكس على أرض الواقع.

شاهدنا سقوط عديد من الشركات العائلية ممن تمتلك خطة واستراتيجية جيدة، بسبب تهميشها الأمور العائلية وعدم التخطيط لها. الشركات العائلية تصل القمر لهذا السبب شرعنا في كتابة كتاب متخصص في مساعدة الشركات العائلية للوصول إلى هدفها. يتوج كتاب "الشركات العائلية تصل القمر" A Family Business on the Moon عقودا من الأبحاث والعمل مع عديد من الشركات العائلية. الكتاب مبني على أطر مجربة ومختبرة تساعد الشركات العائلية على استشراف مستقبلها. يقدم الكتاب شرحا مفصلا لكيفية تطبيق الشركات العائلية لخطط تتماشى فيها متطلبات العمل مع العائلة. فإطار العمل المؤلف من ثماني خطوات، يساعد الشركات على الإجابة عن الأسئلة الحاسمة حول مستقبل الشركة. تتعامل الشركات العائلية الناجحة مع بعض الأسئلة بشكل مباشر: القيم: ما الأمور المهمة بالنسبة للعائلة؟ تتشارك الشركات العائلية الكبيرة بعض القيم التي تقود قرارات الشركة والعائلة.

الرؤية: ما المستقبل الذي تطمح إليه في ظل تلك القيم؟ الالتزام برؤية الشركة كعائلة، يساعد على وضع أهداف واستراتيجيات عقلانية وقابلة للتحقيق. الاستراتيجية "استراتيجية الشركة والعائلة": كيف نستطيع تحقيق رؤى الشركة والعائلة؟ تصبح الأمور أكثر شخصية عندما تتشارك العائلة عالم الأعمال. لذا يعتبر ضم استراتيجية الشركة لاستراتيجية العائلة من الأمور الحاسمة. على سبيل المثال، إذا ما كانت رؤية العائلة هي الحفاظ على ملكية الشركة على المدى الطويل، يجب أن تنطوي استراتيجية العائلة على مشاركة أفراد مؤهلين في نشاطات الشركة وتخطيط فعال للجيل التالي. الاستثمار "رأس المال البشري ورأس المال": ما الموارد البشرية والمالية التي سنسهم بها؟ تشكل القرارات المتعلقة بالاستثمارات المالية تحديا حتى بالنسبة للعائلات المقتدرة والفاعلة. تنطوي مثل تلك القرارات على المطالب المتعارضة والآثار المترتبة عنها على إرث العائلة. فتحديد من سيعمل في الشركة أو لا، والفرص المتاحة أمام من يرغبون في التنحي في منتصف الطريق، تعتبر من القرارات الحاسمة التي يجب النظر فيها.

 

نقلا عن الاقتصادية