خلص المقال الأخير "البطالة تتأهب للصعود.. ما العمل؟" إلى انخفاض كل من العمالة الوطنية في القطاع الخاص بنهاية الربع الثاني 2018 بأكثر من 28.4 ألف عامل "انخفاضهم منذ بداية العام بنحو 45.9 ألف عامل"، وانخفاض العمالة الوافدة للفترة نفسها بنحو 312.6 ألف عامل "انخفاضهم منذ بداية العام بنحو 512.1 ألف عامل". وإننا - حسبما تقف عليه سوق العمل المحلية بحالها اليوم - أمام مستويين من التحديات: الأول يقوم على حجم منشآت القطاع الخاص والنشاط الذي تنتمي إليه، والآخر يقوم على نوع ومستوى الوظائف التي تستهدف بالتوطين، وهو ما أغفلته تماما برامج التوطين الراهنة، مقابل تجاهلها توطين الوظائف العليا والقيادية والمتوسطة الأعلى في القطاع الخاص.
ما يقتضي بالضرورة في مواجهة المستوى الأول من تحديات البطالة، أن يتم التعامل مع المنشآت العملاقة والكبيرة بمعايير أكثر حزما وقوة على مستوى التوطين، بالتركيز أكثر على توطين وظائفها في المستويات العليا والمتوسطة، دون إغفال المنشآت المتوسطة والصغيرة "يفوق عددها مليوني منشأة"، للقضاء على أي أشكال للتستر التجاري فيها، وما سينتج عنه من ترحيل لمئات الآلاف من العمالة السائبة تحت مظلتها، بانفتاح فرص استثمار محلية لا حصر لها أمام المواطنين والمواطنات، بما يسهم في ولادة وتوسع أعمال منشآت صغيرة أو متوسطة، وتحولها إلى كيانات كبيرة وعملاقة مستقبلا.
أستكمل هنا بعد أن تم التركيز أعلاه على ضرورة استهداف برامج التوطين للمنشآت العملاقة والكبيرة بالدرجة الأولى، وتصميم برامج أكثر اختصاصا بها دون غيرها من المنشآت الأصغر منها، كونها الكيانات الأكثر تأهيلا مقارنة بغيرها خلال الفترة الراهنة لتوظيف العاطلين والعاطلات من المواطنين والمواطنات، وفي الوقت ذاته هي ذاتها الكيانات التي ما زالت أغلب الوظائف المجدية فيها تأهيلا وأجورا مشغولة بالعمالة الوافدة، بل ما زالت حتى تاريخه تستقدم تلك الكيانات العملاقة والكبيرة لإشغال تلك الوظائف آلاف العمالة الوافدة من خارج الحدود، وتقوم في الوقت ذاته بإنهاء آلاف عقود المواطنين والمواطنات تحت مظلة مواد نظام العمل الجديد، مستفيدة من ترحيل مئات الآلاف من الوافدين ذوي الأجور والمهارات المتدنية، التي مكّنتها دون عناء من رفع نسبة التوطين لديها، وأتاح لها المجال كثيرا لمزيد من الاستقدام على الوظائف العليا والمتوسطة، وفي الوقت ذاته أتاح لها مزيدا من المرونة لإنهاء عقود العمالة الوطنية لديها من ذوي الأجور المرتفعة، وعنصر اللعبة هنا - إذا صح التعبير - يقوم على التحكم والسيطرة على بند التكاليف.
لهذا، يلاحظ اقتران كثير من تبريرات الشركات المساهمة حال صدور بياناتها المالية، زيادة تحملها رسوم العمالة الوافدة، وما تسببت فيه من ارتفاع تكلفة التشغيل، وكيف أنها اضطرت في المقابل إلى إنهاء عقود شريحة من العمالة الوطنية لديها نتيجة انخفاض الإيرادات، ما يعبر بصورة حقيقية ومؤسفة عن النفوذ القوي جدا على الإدارات العليا من قبل العمالة الوافدة في تلك الشركات المساهمة، وهو الأمر نفسه في بقية الشركات الكبرى غير المدرجة في سوق الأسهم، التي تبرر كما تشاء دون أي مساءلة لها عن أسباب التغيرات في البيانات المالية النهائية للشركات التي يقفون على رؤوس إداراتها في المناصب العليا والتنفيذية.
إن استمرار العمل في برامج التوطين الراهنة، التي لا تفرّق بين جاذبية فرص التوظيف في المنشآت العملاقة والكبرى وبقية المنشآت الأصغر، ولا بين جاذبية فرص التوظيف حسب المستويات الإدارية العليا والتنفيذية والمتوسطة وما دونها، ولا بين المؤهلات العلمية والخبرات العملية اللازمة لإشغال تلك الوظائف، ولا تفرّق أيضا بين حقيقة المؤهلات العلمية التي يتحجج بها أرباب تلك الشركات، واضطرارهم إلى الاستقدام عليها من خارج الحدود، في الوقت ذاته الذي بدأت تتكشّف "وهمية" تلك الشهادات والمؤهلات، مقارنة بالمؤهلات العلمية الموثقة لدى المواطنين والمواطنات، ولم ترتقِ حتى تاريخه إلى مستوى القبول من أرباب تلك الشركات العملاقة والكبرى، كل ذلك وغيره من التفاصيل الجوهرية، لم تصل بعد برامج التوطين الراهنة إلى اختباره وفحصه كما يجب.
لا تزال برامج التوطين تنظر إلى الكم دون النوع، وقد خدمها هذا التوجه فترة من الزمن سابقا، حينما اكتظت سوق العمل المحلية بآفة "التوطين الوهمي"، التي سرعان ما انكشف حملها الكاذب بمجرد توقف صندوق الموارد البشرية عن دعمه الجزئي للأجور المدفوعة للعمالة الوطنية، لنعود - كما تظهر البيانات الرسمية خلال الفترة الراهنة - إلى الوراء، لكن عدنا إلى ما قبل المربع الأول، الذي شهد زيادة سيطرة العمالة الوافدة على المناصب العليا والتنفيذية، وتوطين الفرص الهامشية وما دونها، وارتفاعا لمعدل البطالة، وارتفاع نسبة العاطلين من حملة الشهادات الجامعية فأكثر لأعلى من 50 في المائة من جملة العاطلين، ونحن على موعد بتفاقم كل تلك التحديات الجسيمة، ما دامت برامج التوطين على تلك الآلية التي لا تركز إلا على الكم دون النوع "الذي خرج من سيطرتها، كما ثبت أخيرا".
إن التحديات المتصاعدة في سوق العمل المحلية، في حاجة ماسة لأجل تجاوزها إلى برامج توطين أكثر ذكاء وديناميكية، تقوم على: "1" فرز وتمييز المنشآت حسب حجمها ونشاطاتها. "2" فرز وتمييز الوظائف المتاحة حسب مستوياتها الإدارية والأجور المحددة لها، إضافة إلى المؤهلات اللازمة لها. هذا الحديث حول برامج التوطين يتكرر للعام الثامن على التوالي، وما نشهده أمامنا من تحديات متصاعدة ليس إلا إحدى نتائج تجاهل عناصر الخلل الكامن في تلك البرامج، والنتيجة المؤكدة في هذا السياق أنه متى ما استمرت تلك البرامج على وضعها الراهن، فإن الطريق سيبقى ممهدا أمام تلك التحديات للتفاقم أكثر مما هي عليه في الوقت الراهن. يؤمل في أقرب وقت ممكن، أن تقوم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بإحداث تغيير جذري لتلك البرامج، والانطلاق بشكل أقوى وأكثر كفاءة من نسخة "محدّثة" لاستراتيجية التوظيف السعودية الموجودة لديها الآن، والأخذ في الحسبان كل التفاصيل الدقيقة في سوق العمل المحلية حسبما وصلت إليه الآن، وهو العمل العملاق الذي يتطلّب بذل جهود أكبر من كل ما تم إنجازه حتى تاريخه، وهو أيضا الجهد الممكن بذله قياسا إلى الإمكانات والموارد المتاحة لدى الوزارة، ولا يقف بينها وبين ترجمته على أرض الواقع سوى الإرادة! والله ولي التوفيق.
نقلا عن الاقتصادية
عندما شاهدت بعينك نتائج القرارات الخاطئة التي بنيت على توصيات محللي الغفلة تحاول الان الهروب من المسئولية والقائها على الجهات الحكومية والحقيقة ان مسئولية الجهات الحكومية تكمن في انها خضعت للخطاب الشعبوي العاطفي الغير مبني على حقائق اقتصادية بل على وساوس وحسد لاصحاب الاعمال وقطع لارزاق الناس وهذا كلفنا خسارة اصحاب الاعمال وتحويلهم لعاطلين وتقلص الوظائف وضعف اقتصادي عام في حين ان الحكومة تتحدث عن ميزانية تاريخية!!!! وهذا لا يستقيم مع الواقع الملموس!! خصوصا اذا شاهدنا نتائج شركات قطاع التشييد والبناء في سوق المال فنعرف ان الصرف الحكومي على البنية التحتية في هذه الميزانية التاريخية شبه معدوم!!
كما تدين تدان !!! رجال الاعمال وقفوا ضد السعودة الحقيقية وحاربوها بكال الوسائل فكان الرد المثالي من لا يريد توظيف أبناء البلد والاحساس بالمسئولية المجتمعية والاخلاقية والوطنية فوجوده زي عدمه وهذا ما حصل !!!
أحسنت يا Sahood..محل ما يوظف سعوديين ..خيره لصاحبه (فقط) يجب القضاء عليه لأنه ما ينفع البلد اقتصاديا...إذا ثبت خطأ محاربة شركة المراعي التي وظفت عشرات الآلاف من السعوديين براتب مجزي.
صحيح الشركات تحتاج إلى حزم و نظام مثل نظام ساهر يضبط مخالفتها من ناحية توطين الوظائف العليا والمتوسطة لأن إذا مافيه نظام رقابي صارم والا ان الامور ستضل على حالها والحزم في هاذه الحاله شي ضروري ولا مناص عنه الشركات أسرفوا في الاعتماد على الأجنبي في كل الوظائف من العليا حتى الوظائف الأدنى ولا هم لهم غير كيف يحصلوا على أكبر عدد من التأشيرات الشركات وأصحاب الأعمال لم ولن يلتزموا بالتوظيف حتى يجدوا صرامة في القرارات وبعدها سوف يرجعون إلى رشدهم.. وشكراً
تخبط على كافة المستويات
المتنفذون تهمهم مصالحهم والبقيه الى الجحيم !!.... اخطبوط الاجانب تضخم لدرجه انه يتحكم بالمواطنين واصبح من المواطنين من يدافع عنه دفاع المستميت !!... البطاله في ازدياد مرعب والتسويف في سياسة الاحلال وتأخيرها بحجة عدم تأهيل السعوديين لم تعد تنطلي ولا ينبغي ذالك .... نحن نتحدث اليوم عن بطالة خريجين جامعيين بمختلف التخصصات بالهندسه والطب ... يعني هؤلاء لايمكن استيعابهم بوظيفة بائع ومعقب وكاشير واستقبال !!.... في الوقت الذي ( يبرطع ) الاجانب بوظائف بنفس هذه التخصصات ويقبضون رواتب ضخمه ابناء البلد اولى فيها !! المسأله واضحه لكل ذي عينين ... الحجج والتحجج انتهى زمانه ... على وزارة العمل فرض التوظيف في الوظائف الهندسيه والطب خلال فتره زمنيه وجيزه .. الخريجين العاطلين عددهم بالالاف وهم في ازدياد كل سنه ....الوقت ليس في صالحنا ابدا ... والله اعلى واعلم.
الشق صار أكبر من الرقعة و الله المستعان .. شغل الترميم ما عاد ينفع .. لا بد من الهدم والبناء من جديد .
يفترض أن تدخل وتجد حلا للعنوان..كيف تواجه وزارة العمل البطالة المتصاعدة؟.. كعادة [أكثر الكُتَّـاب] يركز على المشكلة! عنوانا!! وثلاثة أرباع الموضوع!!!..ثم تننتظر أن يطرح حلا .. فتجده كلاما عائما عاما..مثل : التحديات المتصاعدة في حاجة ماسة إلى برامج توطين أكثر ذكاء وديناميكية....يؤمل أن تقوم الوزارة بإحداث تغيير جذري ..الانطلاق بشكل أقوى وأكثر كفاءة ..الأخذ في الحسبان كل التفاصيل الدقيقة .. بذل جهود أكبر .!!!!
دعونا يا إخوة نتجنب (الخلط) يجب أن نفصح عن نوع البطالة لدينا هل هى بطالة مهن وحرف أم بطالة وظيفة وموظفين وشهادات ومتخصصين.من هنا نبدأ إن كنا جادين فى نقاش مثمر. لعلمكم تقريبا 90% من الوظائف الى يشغلها وافدين هى وظائف متدنية عمالية مهنية وحرفية أساسا لا يقبل العمل بها السعوديون!
لابد ان تقضي على البطاله بتسريح الاجانب واحلال السعودي الذي يمتلك شهادات جامعيه ولا هو محصل شغل