المفاجأة أن الفحم تحتكره الدول الغنية (أميركا كمثال)، ثم الدول الكبيرة (الصين كمثال)، بعكس البترول الذي يوجد معظمه في دول الخليج العربية قليلة الموارد والسكان. ولكن البترول يوجد أيضاً – لا سيما غير التقليدي – في شتى مشارق الأرض ومغاربها.
الدول المتقدمة المعروفة باسم (OECD) تحتكر نصف (48.1 %) احتياطيات الفحم المؤكدة في العالم (صفحة 36 إحصائية BP). أميركا وحدها تمتلك رُبع (24.2 %) إجمالي احتياطي العالم من الفحم.. فلو أضفنا احتياطي كل من: روسيا 15.5 %، والصين 13.4 %، والهند 9.4 % الى احتياطي الدول المتقدمة (البالغ 48.1 %) نجد أن الدول الغنية والكبيرة يحتكرون حوالي (86.4 %) إجمالي احتياطي الفحم الموجود في كوكب الأرض.
يبلغ احتياطي الفحم المؤكد في العالم حوالي 1.04 تريليون طن يكفي استهلاك العالم وفق الاستهلاك الحالي لمدة 134 سنة أي أكثر من مرتين ونصف (2.6) ضعف عمر البترول الذي يبلغ 50.2 عاماً فقط وفق الاستهلاك الحالي للبترول.
الفحم ليس كما يعتقد معظم كُتابنا – وربما بعض مسؤولينا – أن العالم استغنى عنه. بل العكس الفحم رغم كل مساوئه ومحاربة أنصار البيئة له، ورغم زعم الدول المتقدمة أنها حريصة على المناخ يُشكّل الآن (في يومنا هذا) 27.61 % من إجمالي مصادر الطاقة.
عندما نُقارن إنتاج البترول البالغ 92.6 مليون برميل في اليوم بإنتاج الفحم البالغ 72.28 مليون برميل مكافئ في اليوم. نجد أن الفحم في حقيقة الأمر - لولا البنزين – هو المصدر الأول في العالم بلا منازع يستخدمه الإنسان كوقود للطاقة.
كذلك كما أن البترول هو المصدر الأول بلا منازع للمواصلات فإن الفحم هو المصدر الأول بلا منازع (38.1 %) لتوليد الكهرباء، بينما البترول لا يُستخدم في توليد الكهرباء إلاّ لدينا بحوالي 41 % بينما المعدل العالمي 3.4 % فقط.
السؤال المُحيّر الذي يُحيّرني جوابه هو: من أين جاء الاعتقاد الكاسح لدى بعض كُتابنا والمُغرّدين في تويتر الذين يحتجون على سلسلة مقالاتي التي تؤكد أن الإنسان مستحيل يستغني عن استخدام البترول، فيستشهدون بالفحم ويؤكدون أن الإنسان سيستغني عن استخدام البترول كما سبق أن استغنى الإنسان عن استخدام الفحم.
ماذا عن أسعار الفحم؟ تقول إحصائية الشركة البريطانية (صفحة 36) كان سعر الفحم العام 2000 في أوروبا 35.99 دولاراً للطن، وفي أميركا 29.90 دولاراً، وتضاعف سعره أكثر من الضعف العام 2017 فبلغ 84.51 دولاراً للطن في أوروبا وبلغ 63.83 دولاراً في أميركا.
سأختم بمقولة وردت في الصفحة 22 من رسالتي للدكتوراه قبل 30 سنة تقول بالنص: إن الفحم والبترول الصخري (Shale oil) سيكونان المصدر للطاقة بعد نضوب البترول.
نقلا عن الرياض
مقال أكثر من رائع يشكر عليه الدكتور. للأسف تم تكًون معتقدات سلبية سائدة على استخدام الفحم وعلى أنه تم الاستغناء عنه كما تم رسم صورة سوداوية عن آثاره البيئية، وكما سرد الدكتور مازال الفحم يمثل أكبر عامل في صناعة الطاقة،،
دائماً استفيد من مقالات هالكاتب . سلمت يداك د. أنور