كثير من الأشخاص الذين ابتلوا بالديون (وأنا كنت واحداً منهم) لم ينتبهوا لشيئ بديهي اسمه (التساهل مع الديون) أو تبسيط مسألة الدين والتي من خلالها يدخل المقترض في صراع كيفية تسديد هذه الديون ولا يلتفت إلى أولوياته في الحياة فلا يعرف كيف يتعامل مع هذه الإلتزامات ولايهنأ بعيشه.
في هذا المقال أقف على محورية الإدخار مع صعوبة إدارة الأموال الشخصية في مجتمع تعود على الصرف الحقيقي أو الصرف المبالغ فيه. على أن أتبعه بمقال آخر أضع فيه تحويل جزء من الإدخار إلى الإستثمار بعد تثبيت وترسيخ كيفية الإدخار وأدواته والذي سيتضح أن باستطاعة أي شخص أياً كانت حالته المادية أن يدخر ويوفر حتى يصل إلى مرحلة الإستثمار أو المتاجرة.
قبل البدء بسرد أهم العناصر التي تساعد على الإدخار يجب علينا أن نفهم أن مايمكن أن يطبقة أي شخص ليس بالضرورة ينطبق على شخص آخر والسبب يعود إلى مدى قابلية الأشخاص للتغيير وخصوصاً الذين تعودوا على الصرف بنهم وعندما اصطدموا بالزيادة في المصاريف تفاجأوا بأنهم غير قادرين عن التوقف أو تقليل مصاريفهم ليواكبوا الوضع المالي الجديد لديهم.
عليه، تتلخص أهم عوامل التخلص من الديون والبدء في الإدخار من خلال عدة امور أساسية ومنها:
- لايمكن التخلص من الديون قبل البدء بالتفكير الجدي بأنك فعلاً تحتاج إلى تغيير داخلي (تغيير القناعات والسلوك المالي) وهذا يعني تغيير نمط الحياة بشكل توازن فيه بين الدخل والمصاريف وبين الديون والإدخار.
- يجب استشارة المختصين فقط وعدم التواصل مع أي شخص لا علم له بالأمور المالية وخصوصاً أن الكثير للأسف أصبح في حكم الخبير المالي دون دراسة أكاديمية أو مهنية تطبيقية.
- كما هو متعارف عليه، يجب البدء بالديون الصغيره والعمل على تسديدها (وهذا يحتاج إلى استشارة مهنية متخصصة لكل حاله).
- التوقف عن الإقتراض، وهذا أحد أهم الأسباب التي من خلالها يستطيع الشخص إعادة جدولة ديونه.
- التوجة إلى السلوك الحضاري في الإدارة المالية الشخصية وهو الإدخار وهو يعتبر الجزء من الدخل الذي لم يخصص للمصاريف. وهذا يعني بأننا بدأنا نعي أهمية هذا السلوك من خلال الإنتباه إلى جدولة مصاريفنا والبدء في الإدخار. نعم كثير من الناس الذين يستنكرون مسألة الإدخار بسبب أنه لايمكن الحفاظ على الراتب لأسباب كثيرة فكيف لنا ادخار جزء منه وهذا واضح وكما قلت في السابق أن لكل حاله لها طرقها للحل والتخلص من الديون وليس كل مايُقال عن طرق تسديد الديون تصلح للجميع ولكن بإمكان الجميع استخدام أدوات الإدخار التي من الممكن جداً أن تساعد على الإدخار. وكمثال على ذلك كنا في السابق نعرف بأن الإدخار يبدأ مع دخول الراتب الشهري في حسابك الجاري وهذه تصلح للكثير ولكن البعض لايستطيع ادخار أي شيء بسبب سلوكه المالي وهنا نقول له بأن الإدخار اليومي أفضل للذين لايستطيعون توزيع المرتب الشهري إلى إدخار وتسديد ديون ومصاريف، حيث تبين من خلال ممارسة شخصية بأن الإدخار اليومي ولو بجزء بسيط من محفظتك تظهر نتائجة في كل شهر بحيث تأخذ مبلغ من المصاريف اليومية وتضعة في صندوق لايمكن فتحة إلا للضرورة القصوى. ومن خلال تجاربي مع عدة اشخاص تبين أن من استخدم هذه الطريقة استطاع ادخار ما بين 7% إلى 10% من الراتب الشهري دون تضييق على المصاريف الضرورية ولكن يجب أن يتم استقطاع مبلغ من المحفظة لايقل عن 20% من المصاريف اليومية، وبذلك يستطيع أي شخص مهما كانت ديونه والتزاماته أن يدخر بشكل صحيح.
أخيراً، من أراد التغيير فباستطاعته البدء بأي طريقة تساعدة على تصحيح أوضاعه المالية من خلال البدء في تغيير السلوك الإستهلاكي والقناعة بأنه بدون الإدخار ولو باليسير سيستمر مسلسل تضييع الوقت وانتظار معجزة لتسديد الديون وعدم الإستفادة من الأستثمارات الكبيرة التي تنعم بها بلدنا.
خاص_الفابيتا
أضيف عليها ان البعض يستخدم بطاقات الائتمان دون أن يكون مستعدا لسدادها في فترة السماح فتتراكم عليه الفوائد البنكية.
موضوع مستهلك بصراحه , اذا الضرائب الان تاكل من مرتبك 5% , علاواتك السنويه على اقل تقدير لل3 سنوات السابقه اختفت , الراتب يتناقص والاسعار في ارتفاع . وهذا الفشل يعزى لصاحب القرار الاقتصادي في البلد ولا تلام الناس في ذلك
بصراحة اذا كنت موظفاً وتأخذ راتباً مقابل عملك فلن تستطيع الوفاء بالتزاماتك مهما فعلت ولن تكف عن الاقتراض !!! الحل هو البحث عن مصدر دخل جديد يعين على ظروف الحياة ويصبح عامل مساعد في تقليل مصاريف الحياة المتجددة والمتغيرة دوماً .. وكمثال بسيط لو كنت تدخر مبلغاً شهرياً بسيطاً من راتبك الاساسي وتعرضت لظروف قاهرة مثل فقدك لسيارتك أو جزء من مسكنك أو مرض أحد أقاربك أو أي باب للصرف تحتاج له مبلغ كبير في وقت محدد فإن إدخارك البسيط لن يعينك على مواجهة هذا الموقف أو الظرف الخارج عن الارادة وتصبح بحاجة للاقتراض وتبدأمعاناتك التي تدخلك الدائرة التي ليس لها نهاية !!!!