نشرت وسائل إعلامية عن اعتزام أرامكو طرح الاكتتاب محليا من خلال السوق السعودية، بدلا من الطرح الخارجي في بورصات دولية (لندن، نيويورك)، ولا شك أن حدثا بهذا الحجم واكتتابا بهذة الضخامة، يستدعيان الوقوف على بعض النقاط الهامة التي قد تحيط بنوعي الاكتتاب المحلي والخارجي، وأهم الإيجابيات والنتائج المتوقعة.
أولا: الاكتتاب الخارجي الدولي له إيجاببات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. إدراج الأسهم الوطنية في بورصات وأسواق دولية ناضجة مثل بورصة لندن وبورصة نيويورك وغيرها.
2. ضخ 50 مليار $ في شركة وطنية قوية من خلال بورصات خارجية.
3. تأثير أرامكو بثقلها وضخامتها على العلاقات بين المملكة والدول الأخرى وخصوصا على المستويين الاقتصادي والسياسي.
وفي ذات الوقت لا يخفى أيضا أن الطرح والاكتتاب الدولي يعني وجود وسطاء دوليين منتفعين من عملية الاكتتاب بأرباح طائلة خارجية.
ثانيا: إيجابيات الطرح المحلي لأرامكو العملاقة، فمنها:
1. زيادة حجم السوق السعودية المحلية، بإضاقة 50 مليار $ إلى قيمة السوق المحلية أي بزيادة تتجاوز 10% من القيمة الإجمالية الحالية.
2. قد يسهم في الارتقاء بالسوق المحلية نحو التدويل في عدة جوانب ومنافسات بعض البورصات العالمية الناشئة والناضجة.
3. قد يكون له أثر في زيادة المستثمرين القادمين إلى المملكة وجذب رؤوس أموال أجنبية، لكن من خلال السوق المحلية وليس البورصات العالمية مثل لندن ونيويورك.
4. يتوقع أن تتحرك شركات الوساطة المحلية وتنتعش بشكل ملحوظ.
5. قد يكون له تأثير إيجابي على تصنيف السوق السعودية والاقتصاد الوطني، وهذا رهين بطريقة الاكتتاب وما يصاحبه من بيئات وآليات تشريعية واستثمارية وإعلامية
6. السيادة السعودية الكاملة على الطرح وآلياته ونتائجه وتشريعاته وكل ما يحيط به
7. توزيع عوائد وأرباح الأسهم من خلال السوق المحلية، بكل ما تضيفه إلى مؤشرات السوق من إيجابية وقيمة مضافة.
ثالثا: لكن الإيجابيات المتوقعة والمنشودة من الطرح المحلي مشروطة بعدة جوانب على السوق المحلية أن تلبيها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1. الواقعية في تقييم الحصة المطروحة للاكتتاب، خصوصا في ظل تضارب آراء المحللين حول التقييم بين من يراها أقل من الواقع ومن يراها تتجاوز ضعف الواقع.
2. إدارة الإصدار باحترافية عالية، وإعداد نشرة إصدار تأخذ الألباب وتجذب الأموال للاكتتاب.
3. التشريعات التي تشجع المستثمرين على القدوم مثل تيسير بعض تشريعات الإقامة وبعض الإعفاءات الضريبية والرسوم وغيرها.
4. منح مزايا دولية مصاحبة للاكتتاب المحلي، أو توقيع مذكرات تفاهم دولية بهذا الخصوص، مما يشجع المستثمر على الاكتتاب محليا والاستفادة دوليا من هذه المزايا المتوقعة.
5. تحديد المرجعية القانونية والتحكيمية بالقوانين الوطنية المحلية، بعيدا عن المشاكل التي صاحبت بعض الاكتتابات العربية خارج الحدود والقوانين الوطنية والمحلية؛ مما يفتح المجال للمتلاعبين - والعالِمين بثغرات تلك القوانين الأجنبية - لاستغلال تلك الثغرات ابتزازاً وامتصاصا للشركات العربية، وإدخالها وإغراقها في حبائلَ قانونيةٍ لها بداية وليس لها نهاية.
من وجهة نظري المفروض الاكتتاب يكون في أسواق خارجية و لا يمنع مشاركة السوق السعودي بجزء من الاكتتاب. اما ان يقتصر الاكتتاب على السوق السعودي فهذا يدل على فشل ارامكو في استيفاء شروط الاكتتاب الخارجي و بالتالي لن يرغب الأجانب في شراء السهم من السوق السعودي. و كأنك يابو زيد ما غزيت