الجميع -ربما ليس الجميع وإنما فقط جميع الذين رأيت أنا تحليلاتهم- يقولون إن أسباب ارتفاع سعر البترول الحالي هي العوامل الجيوسياسية (لا سيما الأزمة الإيرانية). لكن أنا أقول بل الأسباب في ارتفاع سعر البترول هي -في المقام الأول- أساسيات السوق وليس فقط العوامل العارضة (كالجيوسياسية) التي تتقلب في الاتجاهين. فهي مرة تقفز بالسعر عاليا لفترة مؤقتة ثم تزول، ومرة أخرى تهوي بالسعر إلى الهاوية في المدى القصير. بينما الأساسيات فهي التي ترسم المسار الطبيعي لسعر البترول في المدى الطويل.
اتفاق دول أوبك (المملكة) ودول خارج أوبك (روسيا) على خفض انتاج البترول بمقدار 1.8 مليون برميل في اليوم ساعد على خفض الفائض في المخزون التجاري من حوالي 400 مليون برميل فوق متوسط الخمسة السنوات السابقة الى حوالي الصفر في عام 2018. مما أدى الى الخوف بأن تؤدي مقاطعة إيران الى اانخفاض صادراتها من البترول وبالتالي سيؤدي -بسبب انخفاض المخزون التجاري- إلى عودة سعر البترول الى مستواه الطبيعي فوق 100 دولار للبرميل كما كان السعر قبل بداية لعبة التسابق على الحصص.
لقد كتبت هذا الجزء من هذا المقال قبل الانخفاض المفاجئ لسعر البترول الى حوالي 75 دولاراً للبرميل بعد أن كاد يتجاوز 80 دولاراً للبرميل، ولكن لم يهون عليّا أن أشطب الذي كتبته وأبدأ في كتابة مقال جديد لا سيما أن الكلام أعلاه لا يتعارض مع التطورات الجديدة في سوق البترول. بل ربما يعتبر مقدمة مناسبة لموضوع مقال اليوم..
إذن السؤال هو لماذا انخفضت فجأة أسعار البترول بعد أن كانت تسير إلى الأعلى؟ السبب واضح وهو أن إعلان روسيا ودول أوبك بأنهم سيبادرون بزيادة إنتاجهم وتعويض النقص في إنتاج فنزويلا وإيران في حالة احتياج السوق للزيادة أدى إلى تحول التوقعات من توقع حدوث نقص في عرض البترول في المستقبل إلى الاطمئنان بأنه لن يحدث هذا النقص.
من المؤشرات التي تعكس حالة السوق (جميع الأسواق) ولكنه متداول الآن بشكل كبير في سوق البترول هو ما يسمى: المنحنى المستقبلي (forward curve). حيث إن المتعاملين في سوق البترول عندما يتوقعون أن عرض البترول سينخفض في المستقبل يصبح هذا المنحنى في حالة ما يسمى: كونتانقو (أي ان السعر الآجل أعلى من السعر الفوري). وبالعكس عندما يتوقعون أن عرض البترول سيرتفع في المستقبل (كما وعدت اوبك) فسينخفض السعر ويصبح هذا المنحنى في حالة ما يسمى: باكوارديشن (أي ان السعر الآجل أقل من السعر الفوري).
خاتمة: واختم بالقول بأنه ربما كان ينبغي ان أغير عنوان هذا المقال ليكون كالتالي: أسباب ارتفاع ثم انخفاض السعر الحالي للبترول.
نقلا عن الرياض
مشكووووووووووووور يا دكتووووووووووووووور
الله يعطيك العافيه د. انور هل ترى فعلا أن مستوى سعر البترول الطبيعي ١٠٠ دولار؟ صحيح أن أساسيات السوق ممتازة ولكن لا أحد يحبذ هذه المستويات حتى المنتجين خوفا من ازدهار البترول الصخري
الله يعطيك العافيه يادكتور اجملت كل مايدور في انخفاض وارتفاع البترول في مقال واحد ..
وعلى مدى فتره 5 سنوات