«سدّحتْ رَبْعِي يا براون»!

18/05/2018 9
عبدالله الجعيثن

أكثر الذين ضاربوا على (العملات) خسروا أموالهم كاملة! والبقية خسروا أكثر أموالهم، وتم سدحهم وسحقهم! وكلمة (سدح) فصيحة معناها (أسقطه على الأرض ومرَّغه بالتراب)! ورغم التحذيرات المتوالية والمتتالية من مؤسسة النقد العربي السعودي ومن هيئة سوق المال، بالبعد التام عن المضاربة على العملات، لما تنطوي عليه من خطورة بالغة، وما يشوبها من نصب وغش واحتيال، إلّا أن إعلانات شركاتها تملأ مواقع الشبكة العنكبوتية، وبصيغ مغرية جذابة، وصور نساء فاتنات، وعناوين خدّاعة جداً، ومزاعم بأن (فلان) ربح ألوفاً في يوم! و(علان) ربح الكثير في ساعة واحدة! إعلانات مغرية جذابة لجرّ الضحية للمذبح، وإيهام السذج أنهم سوف يربحون المال الوفير وهم في بيوتهم بلا عناء ولا تعب ولا مراجعة! فالأرباح تُحَوّل لحساباتهم آلياً، واتخذوا من بعض القصص الكاذبة، ذات المضامين العجيبة، مداخل للوصول إلى إعلاناتهم ونَصْب حبائلهم وأفخاخهم التي صادت كثيرين وصادرت رؤوس أموالهم، وكثير منها يزعم للمتداول الساذج أنه ربح الألوف ولكن لا يمكن تحويلها له حتى يُحوّل هو المزيد من المال لحضراتهم حتى تتم العملية!!.. 

وبعضهم حوّل أكثر من مرة! فأكلوا ماله وقوت عياله، وقهروه في حياته،  وسرقوه باختياره، حتى شكّك في عقله.. ومعروف أن عقود العملات المستقبلية وجدت لتحوط البنوك والمقاولين والموردين وليست للمضاربة أبداً.. 

تُذَكِّرني حبائلُ المضاربة على العملات بالمسرحية الكويتية (بني صامت) والتي أغراهم فيها (الخواجة) بالمضاربة في مختلف العملات حتى أفلس بهم وجَنّنَهم وسقطوا أرضاً مغشياً عليهم وعبدرب الحسين يصرخ: (سدّحت ربعي يابراون)!!.


نقلا عن الرباض