برنامج جودة الحياة 2020 هو كما يعلم الجميع أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 الاثني عشر ويركز بشكل أساسي على جعل المملكة أفضل وجهة للعيش للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وتطلعه لإدراج ثلاث مدن سعودية على الأقل ضمن قائمة أفضل مئة مدينة للعيش في العالم مع حلول 2030.
هذا البرنامج يستند في تحديد فئاته إلى ستة مؤشرات عالمية، يُعنى كل منها بتعريف وقياس جودة الحياة من جوانب عدة، حيث تمت بلورة فئات البرنامج التي تم تحديدها استناداً لتلك المؤشرات ضمن مفهومين اثنين مرتبطين مباشرة بجودة الحياة، هما قابلية العيش، ونمط الحياة، وقد حدد البرنامج خمس فئات ضمن المفهوم الأول وهو قابلية العيش، من بينها الإسكان والتصميم الحضري والبيئة، من منظور أن أفضل المجتمعات هي من تقوم بتوفير فرص السكن للأفراد على اختلاف مستويات دخلهم، بحيث يكون بوسع الجميع العيش في أحياء عالية الجودة، كما يمكن للمواطنين والمقيمين عبر التصميم الحضري الجيد، والسياق البيئي المناسب الوصول بشكل أفضل للخدمات، وفرص العمل، مع إمكانية تعزيز الممارسات الصحية مثل المشي.
ما يجده المتأمل في منهجية هذا البرنامج، هو ما يحتمل أن تمارسه تلك المؤشرات الستة التي تم الاستناد إليها في تحديد فئات البرنامج، من تقييد للمفهوم الواسع الذي نعرفه عن تلك الفئات التي جرى تحديدها وقصر النظر إليها من زاوية ومقاييس تلك المؤشرات فقط، وأسوق مثالاً على ذلك التصميم الحضري الذي تشير وثيقة برنامج جودة الحياة أنه يعتبر أحد العوامل المهمة في حياة سكان المدينة، إلا أن المملكة تحتل حالياً مرتبة متأخرة في هذا الجانب، حيث تذكر الوثيقة ضمن تقييم البرنامج لوضع مدننا في الوقت الحاضر أنه في المقياس الخاص بتوفر الأماكن الملائمة للمشي (Walk score) كانت الدرجة التي حصلت عليها الرياض هي نصف الدرجة التي حصلت عليها مدن نيويورك وسنغافورا ولندن، كما أنه من حيث المقارنة المعيارية فإن أحد الجوانب التي تعد المملكة متأخرة فيها هو عدد الخطوات التي يمشي الفرد فيها يومياً، إذ أتت المملكة متأخرة عن أفضل الممارسات بأكثر من (1000) خطوة في اليوم (3800)، لذا تقوم استراتيجية برنامج جودة الحياة 2020، التي تمثل الآلية للوصول إلى أهداف البرنامج، على عدة مرتكزات اســــتراتيجية منها ما هو مخصص لوضع معايير ذات مستوى عالمي لقابلية العيش، من مكوناتها تطوير المدن السعودية لتعزيز قابلية العيش بها، انطلاقاً من أن المدن التي تحرص على توفير أرصفة وشوارع آمنـة للمشـاة، وأحيـاء مميزة يمكن المشي فيهـا بأمـان وراحـة، تحصل على أعلى المراتب في المؤشرات الخاصـة بقابليـة العيش، واعدة الوثيقة بأنه سيتم تطبيق مبادئ ارشادية واضحة للتخطيط الحضري، لضمان توفر مناطق عمرانية تسهم بين جملة من الأمور الأخرى في زيادة عدد الخطوات التي يقطعها الفرد يومياً إلى أكثر من (4000) خطوة.
ما أود إيضاحه هنا، هو أن ما تم من تحسين للتشكيل الفراغي لشارع التحلية في مدينة الرياض -على سبيل المثال- عبر الارتقاء بتصميمه الحضري، بما في ذلك توفير مسارات آمنة للمشاة، ولم يكن معيار القياس في هذا التحسين هو مقدار ما أسهم به من زيادة في عدد خطوات المشي لسكان المدينة فحسب، وإنما في الواقع ما عزز من أنشطة اجتماعية واقتصادية وفرص عمل لهؤلاء السكان، ورفع من مستوى جودة ونمط الحياة للمقيمين في العاصمة الرياض.
نقلا عن الرياض
نقلا عن الرياض
كلام سليم شخصياً اكره استخدام السيارة في المشاوير القريبة خلال الاوقات التي يكون فيها الطقس مناسباً ولكن لا استطيع بسبب سؤ التخطيط للاحياء وعدم فصل حركة المشاة عن السيارات او تنظيمها والخلط بين السكني و الخدمي حتى في الشارع الواحد هناك اختلاف في مناسيب الارصفة علوا وعرضا و وجود مستوعبات الزبالة و الاعمدة وعلب الكهرباء و الهاتف ثم كثرة تقاطعات الطرق كل 50 متر.