لم يكن أحد يتوقع أن ينخفض سعر البترول الخام السنوي (برنت الفوري) من 111.67 دولاراً للبرميل العام 2012 إلى 43.73 دولاراً للبرميل العام 2016. ثم ارتفع سعر خام برنت الفوري السنوي قليلاً الى 54.15 دولاراً العام المنصرم 2017.
هذا الانخفاض الكبير المفاجئ في سعر البترول جعل الكثيرين من المحللين (وغير المحللين) يتوقعون أن السعر لن يعود إلى 100 دولار في المستقبل. بل أصبح يصر البعض منهم أنه سيبقى حوالي 50 دولاراً على المدى المنظور. لكن أغرب التوقعات وأكثرها تشاؤماً هو توقع صندوق النقد الدولي (IMF) الذي توقع في تقريره الجديد الصادر في شهر أبريل (قبل عشرة أيام) أن سعر برنت سينخفض إلى 53 دولاراً العام 2023.
رغم أنه حتى البنك الدولي (الشقيق التوأم لصندوق النقد) رفع تقديره لسعر البترول الخام إلى 65 دولاراً للعام الحالي 2018 كما ورد في تقرير البنك الدولي الصادر في شهر أبريل (أي في نفس الشهر لصدور تقرير صندوق النقد الدولي).
ما علينا.. فلندع صندوق النقد الدولي يتوقع ما يشاء من التوقعات الخنفشارية فلم يعد أحد يصدقه أو يثق في تقاريره التي لا تتطابق مع أبسط المبادئ العلمية.. الأسباب الرئيسة التي أدت إلى انهيار أسعار البترول هي مجموعة عوامل أهمها هو إعلان دول أوبك في نوفمبر 2014 علناً أنها ستحافظ على حصتها وستلعب لعبة عض الأصابع مع روسيا والبترول الصخري والمنتجين ذوي تكاليف الإنتاج العالية من خارج أوبك.
كان العامل الرئيس الثاني في انهيار سعر البترول هو أنه تصادف مع بداية لعبة عض الأصابع ارتفاع تدريجي في سعر صرف الدولار بالنسبة لسلة العملات الرئيسة. حيث ارتفع مؤشر الدولار من 76.32 في يوليو 2014 إلى 95.39 في ديسمبر 2016. فعلى سبيل المثال بعد أن كان الدولار يساوي 85 يناً يابانياً أصبح يساوي أكثر من 112 يناً.
الأن بدأ سعر البترول الخام ينتعش رويداً منذ بداية العام الحالي 2018 بسبب مجموعة من العوامل أهمها انتهاء لعبة عض الأصابع بين دول أوبك والمنتجين خارج أوبك (أهمها روسيا) والتسليم أن إنتاج البترول الصخري ليس منافساً بقدر أنه يُزيل العبء عن كاهل دول أوبك بمطالبتها لزيادة إنتاجها لتلبية احتياج العالم للبترول.
كذلك بدأ مؤشر الدولار في الانخفاض التدريجي فبعد أن كان 95.39 في ديسمبر العام 2016 أصبح الآن 85.57 في هذا الشهر أبريل 2018.
نختم بالسؤال الجوهر التالي: إلى أين سيتجه سعر البترول؟ لا أقول إن سعر البترول سيقفز فجأة – بين يوم وليلة – إلى 111.67 دولاراً كما كان في العام 2012 ولكن أقول: سيواصل سعر البترول رحلة الصعود.
نقلا عن الرياض
طالما هي توقعات فالامر فيه فسحة والامر لا يقتصر على الارقام بل حتى الاتجاهات صعوداً او هبوطاً الشيء المؤكد هو ان تعقيدات الاقتصاد العالمي و تشابكاته تزداد يوماُ بعد يوم بشكل يقلل من دقة هذه التوقعات بما في ذلك ما يتعلق باسعار النفط لذا لا ارى مبرر للسخرية من توقعات مؤسسة بحجم صندوق النقد الدولي.
يا دكتور ابو العلا خام غرب تكساس الوسيط هبط الى 26.05 دولار في فبراير 2016 في عز عز عز الشتاء.
أخي الكريم ابو مقص ىمشكور لمداخلتك. لكن التوقعات ليست تخمينات بل هي مبنية على أساسيات وتوقع صتدوق النقد لا يوجد فيه أساسيات (اقرأ التقريرثم علق).
أستاذ (awajjih) كمل كلامك ماذا تريد أن تقول؟ يجب ان تعرف ان انخفاض السعر ليوم أو يومين حتى الشهر هو شيء عارض ولا يفاس عليه. سعر غرب تكساس السنوي كان 43.34 دولار لعام 2016 وليس 26 وهو ولن ينخفض السعر السنوي قط الى اقل من 50 دولار في المستقبل
الدكتور أنور .. تحية طيبة , أسعدنا ما كتبته من مقالات رائعة تلخص مسيرة سلعة تعتبر الركيزة الاولى للثروة في بلادنا , باسلوبك الرائع السهل والمقنع .. ومن أهم ما تم الاستفادة من مقالاتك الاسبوعية بالنسبة لي , النقاط الاتية : 1/ الفترات او العصور الثلاثة الممتدة من (( 1920 الى 1970 , 1970 الى 2020 , 2020 الى 2070 )) للانتاج النفط المهم والمؤثر في التجارة العالمية . 2/ ان البترول الصخري منقذ للبترول التقليدي وليس منافس له . 3/ زمن لعبة عض الاصابع انتهى بين منظمة اوبك وكبار المنتجين خارجها . 4/ علاقة سعرالدولار وسعرالنفط ( التبادلية ) امام العملات العالمية . مع فائق احترامي وتقدير ..
مشكور أخي الحبيب إبراهيم الطاسان على حسن ظنك ومحاولتك لتلخيص النقاط الأساس في مقالاتي وفق استنتاجك المنطقي ولك (ولجميع قراء ألفا بتا) فائق تحياتي وامتناني
بروفيسور أنور أبو العلا .. بارك الله في علمك ونفع به عباده . دكتور عندي تساؤلات تبحث عن إجابات مقنعة : ( أولا ) : الدولار وما أدراك ما الدولار , العملة الصعبة التي تضمن أمريكا قيمتها بذاتها لا بالذهب .. س1/ لماذا لا يتم تصحيح وضع الدولار برجوعه إلى غطاء الذهب كما كان الحال قبل 1971 , أو أنه وضع أقرب للمستحيل ؟ . س2/ بعد خمسين عام من التضخم المستمر ( 2% ) كمعدل متوسط سنوي , هل سيكون للدولار تلك الأهمية والقوة في عالم اليوم أو أنه أصيب بالشيخوخة بوجود منافسة من العملات العالمية الصاعدة , بمعنى أخر هل زمن ( البترودولار ) قارب على النهاية ؟ . س3/ أيهم أفضل ( لمحدود الدخل ) أن الدول تأخذ بنموذج ( الغطاء الذهبي ) لعملاتها , أو تأخذ بنموذج امريكا ( قوة الاقتصاد فيما تنتجه الدولة وتصدره من سلع وخدمات لا فيما تكنزوه من ذهب ) ؟ . ( ثانيا ) : احتياط نفط فنزويلا المقدر ب 300 مليار برميل .. س1/ لماذا لم يبدأ استغلال نفط فنزويلا , هل السبب التكاليف العالية أو المخاطر البيئية أو عزوف وتخوف الشركات من العقوبات الامريكية ؟ . س2/ إذا تم استخراج احتياط فنزويلا وتصديره , هل ستصبح أكبر مصدر للنفط في العالم وتتجاوز إنتاج امريكا وروسيا والسعودية , أو أنه يبقى رهن التكاليف ؟ . س3/ هل الدول التي لها احتياطات وافرة من النفط الصخري والنفط الرملي , ينطبق عليها ماينطبق على فنزويلا , أو أنه قياس مع الفارق ؟ . س4/ ما الفرق بين النفط الصخري والنفط الرملي , من حيث التكلفة ومنافسته للفحم والغازالطبيعي ؟ . س5/ ارجؤ تصحيح العبارة التالية : استخراج ثلاثة ملايين برميل يعادل مليار برميل من الاحتياط في السنة الواحدة ؟ . وشكرا لسعة صدرك وجميل معروفك ..