لا يوجد الآن سلعة يتم تداولها في التجارة الدولية بحجم وأهمية البترول الخام، وبالتالي توطيد (أو تثبيط) العلاقات بين دول العالم وفقاً لتبادل المصالح بين المنتجين (البائعين) والمستهلكين (المشترين) للبترول الخام، كذلك لا يوجد سلعة كالبترول تلعب الدور الأقوى في ارتفاع (أو انخفاض) معدل نمو الاقتصاد العالمي.
لذا فمن الضروري معرفة سوق البترول العالمي ودايناميكية توازن العرض والطلب، وبالتالي معرفة السعر المثالي للبترول الذي يحقق هدفين: أولاً، توفير الأموال الكافية لتمويل عمليات التنقيب والتطوير والإنتاج الذي يحتاجه العالم، وثانياً: أن يكون السعر المثالي للبترول منافساً لأسعار البدائل ولا يعيق استمرار نمو الاقتصاد العالمي وسلامته.
هكذا نستخلص أنه من الواضح أن السعر هو العامل الاستراتيجي الأول والأهم الذي يجب أن نكون على إلمام تام بتفاصيله.
كلنا نعرف أنه عندما يُذكر سعر البترول، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هما سعري برنت وغرب تكساس (WTI) لأنهما هما وحدهما المؤشران اللذان على أساسهما تتقرر أسعار جميع أنواع البترول التي تتجاوز المئة نوع.
لا حصر للدراسات والتحليلات والنشرات التي تحاول أن تتعرف على خصائص كل سعر من هذين السعرين (برنت وتكساس) والعلاقة التي تربط بينهما.
لقد كان هاذان السعران منذ نشأتهما في بداية الثمانينات إلى العام 2010 يسيران في اتجاه واحد، يرتفعان معاً وينخفضان معاً بفارق بسيط، حيث كان سعر غرب تكساس أعلى من سعر برنت بحوالي الدولار الواحد في البرميل، وكان التبرير لهذا الفارق أن بترول غرب تكساس أخف وأحلى قليلاً من بترول برنت.
ولكن فجأة في العام 2011 تبدلت المراكز فأصبح سعر برنت أعلى من سعر تكساس، واتسعت الفجوة فتجاوزت أحياناً العشرين دولاراً، ولم تعد التبريرات لهذا الفارق الكبير بين السعرين مُقنعة وأصبحت العلاقة بينهما يكتنفها الغموض.
جميع التبريرات بما فيها تبرير إدارة الطاقة الأميركية (eia) تقول إن السبب في هذا الفارق الكبير بين السعرين يرجع لصعوبة نقل بترول تكساس من مناطق إنتاجه إلى أماكن استهلاكه وهو تبرير لا يقنعني وأعتقد أن السبب هو كالتالي:
في السنوات الأخيرة بدأ يتزايد إنتاج بترول بيرميان الصخري ورغم أنه من نوع بترول غرب تكساس التقليدي الحلو الخفيف ومن نفس منطقته، ولكنه أقل كفاءة في إنتاج المنتجات النهائية المرغوبة للمصافي، وبالتالي تسببت ارتفاع نسبة بيرميان وإنخفاض نسبة التقليدي في مزيج بترول غرب تكساس إلى عدم رغبة المصافي في المزيج الجديد، وهكذا أصبح سعر مزيج تكساس أقل من سعر برنت.
الخلاصة: هذا التبرير - غير المسبوق - الذي نقدمه الآن لأول مرة في هذه الزاوية ينبغي أن يلفت انتباه الباحثين إلى إعادة النظر في العلاقة بين السعرين.
نقلا عن الرياض
السلام عليكم شكرا للدكتور على هذه المعلومه الثرية .
ضف عليها أسعار رسوم الاستخراج والحفر في الأول اعلى مقابل الثاني وفارق العملة بينهم بالعملة المحلية لكل منهما له دور كبير اضافاً على ماذكرت وكمية الانتاج اتوقع للأول اقل مقابل الثاني وأسواق اوروبا دائما أسعارها الأعلى عالميا في جميع المنتجات بسبب الرسوم وفارق العملة مقابل الأسواق العالمية الأخرى والاقل منهم جميعا الأسواق الاسيوية بعدها الامريكية والاعلى الاوروبية.
نفط تكساس تتحكم في أسعاره دولة واحدة هي : أمريكا ... بينما .... نفط برنت دول أوروبية عدة.
.... يتبع ..... فهي دولة واحدة ، توجه السعر ، وتفعل ماتراه مناسباً لخدمة إقتصادها ... أما الأوروبيون فعدة دول = عدة مصالح ، فتوجيه السعر لخام برنت ( أصعب ) .
دكتورنا العزيز / أعتقد أن الإقتصاد العالمي في تحسن ، ويحتاج إلى مزيد من النفط لتحريكه ، وأن أسعار النفط ستكون في إرتفاااااع .... وأعتقد أن النفط الصخري كذبة ، ساعد في تكبير حجمها الإعلام !؟ . فقد :- ظهر النفط ( الحيوي ) المستخرج من الذرة وبقوة ، وذلك عندما إرتفعت أسعار النفط بشكل كبير( مرتين ) :- المرة الأولى - 1979- 1980 بدايات الحرب العراقية - الإيرانية. والمرة الثانية : قبل أقل من 10 سنوات وعندما جاوز سعره 145$ ( أي ) أن الفرق بين المحاولتين لتسويق النفط الحيوي ( 30 عام ) ... و( يظهر ) علينا النفط الصخري بين عشية وضحاها ، وصاروا يخوفوا المنتجين به أمر يحتاج إلى كثير من التأمل والتساؤل !؟!؟!؟ ... وجهة نظر ، والله أعلم .