كنت أنوي أن يكون مقالي لهذا اليوم عن مؤتمر سيراوييك الذي يجتمع فيه في مثل هذا الوقت من السنة أقطاب رجال البترول لمناقشة قضايا الساعة في شؤون الطاقة؛ ولكن تعليقات (الأحرى استفسارات) بعض القراء الكرام بعضهم على الإيميل ومعظمهم في تويتر على مقال زاوية الأحد الماضي عن مقابلة سعادة رئيس أرامكو مع (cnbc) يجعلني أعود الآن للمقابلة لتناول بعض النقاط التي ضاقت بها زاوية الأحد المنصرم.
لا شك أن انفراد أرامكو (تفوقها الطبيعي بسبب وجود الغوار العظيم) على شركات البترول يحعل من الخطأ الفادح مساواة أرامكو ب: إيكسون، وشل، وبريتش بتروليام، وروسنفط وسمي ما شئت – وما شاء الإعلام الغربي – من شركات البترول. نعود الآن للمقابلة:
من مركز واحد في وسط الظهران (الكلام لرئيس أرامكو في حديثه للمراسل) تقوم أرامكو عن طريق الساتلايت واستخدامها لأحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا بتجميع المعلومات المتفرقة من شتى أنحاء المملكة وتضع أرامكو هذه المعلومات المتناثرة في نماذج المحاكاة في مقرها الرئيس في الظهران ومن ثمة من هذا المكان الواحد في الظهران يتم اختيار (geosteering) أماكن الحفر لكل بئر في كل بقعة من الأرض في شتى أنحاء المملكة واتخاذ القرارات المثلى لعمليات الحفر الأفقي والحفر المتعدد الأطراف.
يُقال إن روسيا تبني الآن صندوقاً مالياً بحوالي 100 مليار دولار لشراء أسهم أرامكو فهل تعتقد أن هذا سيقلق المستثمر الأمريكي؟ كان هذا السؤال المباغت الذي وجهه المراسل إلى الناصر وكان جواب الناصر لا أريد أن أعلق في الوقت الذي لم يتم طرح أرامكو بعد.
وقبل أن يلتقط الناصر أنفاسه فاجأه المراسل قائلا: هل يوجد أي احتمال بإلغاء طرح أرامكو نهائيا؟ وكان جواب الناصر: كل شيء لدينا جاهز للطرح فأرامكو أصبحت شركة مساهمة منذ يناير 2018 ولكن متى وأين سيتم الطرح فهذا قرار الحكومة.
قال المراسل غدا ستأتي رئيسة جنرال موتورز إلى هذا المؤتمر وبرفقتها رتل من السيارات الكهربائية فما هو ردك على الذين يقولون إن هذه النهاية (الموت) لسيارة البنزين؟
فأجابه الناصر: رغم التحولات في الطاقة لكن السيارة الكهربائية تنطلق من قاعدة صغيرة فقد بلغت مبيعاتها 2 % من إجمالي مبيعات السيارات عام 2017 وسحبت 60 ألف برميل فقط من استهلاك البنزين وهذا قطرة من بحر الاستهلاك العالمي البالغ حوالي 100 مليون برميل فهي لا تؤثّر بأي حال على الطلب على البترول.
إذا أنت تعتقد أن موت سيارة البنزين مبالغ فيه؟ فأجابه الناصر بالتأكيد. فكرّر المراسل بإصرار قائلا: هل أنت -حقا- تعتقد هذا؟ فأجاب الناصر بالطبع.
نقلا عن الرياض
رده منطقي جدا ، السيارات الكهربائية لها مواقع معينة للتنقل ليس في كل الأماكن عموما ، وشيء أخرى وهو استحالة الاستغناء عن الوقود في الفترة المقبلة مهما كانت الان البنزين يبقى الخيار الأفضل للمحركات في الفترة الراهنة والديزل كذلك للشاحنات والنقل الثقيل والكيروسين للطائرات كذلك ، هذا في مجال الوقود والمحروقات، ناهيك عن الصناعات الثانوية في نفط المتمثل في البتروكيميكال بروبيلين ايثيلين ستايرن البلاستيك والمطاط الصناعي الخ ،التي تعتبر العمود الفقري للمنتجات الصناعية لوقتنا الحاضر، اذا النتيجة كاسحة في كفة النفط ، واللي يقول غير هذا يعتبر جاهل في صناعاته ومشتقاته الثانوية ومدى استخداماتها في معظم المنتجات السلعية الهامة في العالم وبدرجة الأولى أيضا.