الاختلاف عموما يكون في جوهر الشيء أو ذاته أو صفاته، أو في جميع الثلاثة. فيفترق الشيئان أو يقتربان بمقدار اختلافهما وتشابهما، فالأسد والهر والعجل والوعل والجبل والسحاب خلق من خلق الله. ويشترك الأربعة الأُول في جوهر الحياة، بينما يشذ الجبل والسحاب لجوهر الجماد فهما يشتركان فيه، بينما يختلفان في ذاتهما، فذاك صلب دائم وهذا رقيق زائل. ومتى اختلفت الذات، تبعها اختلاف الصفات، واذا حصل فاشتركا في صفة، فهو اشتراك عفوي. فيشترك الأسد والهر في ذات السبيعة، بينما يشذ العجل والوعل نحو ذات الرعوية. وتختلف صفات الأسد عن الهر، فذاك صائل وهذا مسالم. كما تختلف صفات العجل عن الوعل، فالأول داجن والثاني هائم. واشتراك الجميع الأسد والهر والوعل والعجل والجبل والسحاب، في أداء وظيفة عملية تسيير سنة الله في خلق الأرض، لا يعني أن تُنزل أحكام بعضهم على بعض.
وهناك فرق واسع بين الذات والصفة الخُلقية الملازمة. (فالصفة قد تكون خُلقية في أصل الشيء فهي ملازمة له وقد تكون طارئة). فجوهر الشمس معادن وغازات، والحرارة صفة خلقية في أصلها ملازمة لها. واحتجاب حرارتها في الشتاء القارس لا يعني زوال صفة الحرارة منها. فجوهر الشمس صخور ومعادن، وذاتها نارية والحرارة صفة لازمة لها، ان زالت فقد لا تزول ذات الشمس وحتما لا يزول جوهرها، الحجارة والمعادن. كلون بشرة الإنسان صفة لازمة له، لو تغير أو زال، تبقى ذاته، وهي اللحم والعظم. والحياة جوهر الإنسان فإن زالت، فنت ذاته ، وحتما تزول صفاته. ومثل ذلك أيضا يقال في لون الصفار للذهب مثلا. فجوهر الذهب الجماد، وذاته معدن، والصفار لون خلقي في الذهب وهو صفة خلقية لازمة له. فإذا احتجب لون الصفار بقذارة ونحوها فإنما هو مؤقت، كاحتجاب حرارة الشمس، بغمام. والثمنية هي كذلك في الذهب، مجرد صفة طارئة لا خلقية، إن احتجبت فلا يلزم أن تعود، كما هو حصل في الفضة والنحاس والحديد والبر والشعير.
فمتى فهمنا دلالات الجوهر والذات والصفات، أدركنا أن نقد اليوم (أي الاثمان اليوم) تتباين في جوهرها عن الأثمان السابقة بالنقيض، فبالتالي فينسحب ذلك على ذواتها ومن باب أولى في صفاتها.
فجوهر أثمان اليوم من العدم، بينما جوهر الأثمان السابقة من الوجود. وذات أثمان اليوم هي الثمنية، (إن زالت عنها عادت للعدم)، بينما ذات الأثمان السابقة هي السلعية، (إن زالت عنها عادت لسلعيتها). والثمنية صفة قد تلحق بالأثمان السابقة أحيانا، كصفة السواد لأبيض تعرض للشمس، وكحال الصحيح إذا لحق به مرض عابر.
وكون جوهر النقد اليوم هو العدم، فهذا يعني أنه غير محدود -فالعدم لا حد له- بخلاف الأثمان السلعية من معدن وقوت وغيرها، فالموجود محدود. والعدم لا قيمة له لذاته، بخلاف الموجود. فالثمن وسيلة قياس اسمية، كالصاع والمتر، لا قيمة لها في ذاتها مطلقا، وإنما يقاس بقيمته المتعدية، وهي قوته الشرائية. فإن لم يتلبس الثمن بسلعة، فهو عدم، كنقود اليوم لا قيمة لها في ذاتها. وان تلبس بسلعة -كالأثمان السابقة- فهو موجود وتكون له قيمة ذاتية، تُضاف لقيمته الثمنية المتعدية، فيؤثر هذا على قيمته ككل، فيرفعها فوق مستوى الطلب الحقيقي عليها في السوق.
فعندما كانت تُتخذ السلع اثمانا، كالذهب والفضة والنحاس، دفع هذا قيمة العملة لتكون أكثر تذبذبا، وذلك لإضافة قيمتين فوق قيمة الثمن. فقيمة السلعة يؤثر فيها مؤثران، الطلب والعرض. إذا فقد كان في الثمن السلعي، كالذهب ثلاث قيم تتنازع أحيانا، فتخفض قيمته النهائية، أو تتفق فترفع قيمته النهائية. وهذا سبب عدم ثبات قيم الأثمان، قديما. وهذا أمر معروف عند من تاه وضاع في خضم فقه البيوع. ومن شواهده قوله عليه السلام، «لا بأس أن تؤخذ بسعر يومها ما لم يفترقا وبينهما شيء».
نقلا عن الجزيرة
اين المعني الريال والدينار في هاذي المقالة الطويلة
مقدمة منطقية مستفيضة تفتقر لنتيجة كي يمكن مناقشتها
تكلف في التشبيهات و بلاغة الكلمات , و خلاصة كلامه , لا فرق بين الريال و الدينار فكلاهما في الأصل نقد على اختلاف القيمة والمسميات , باستثناء ظهور العملات الورقية التي لا تحمل في ذاتها قيمة جوهرية إلا ما يضمنه المصدرون لها .
شكراً على الترجمة.
اصل النقد من حيث الصفة ، هو عبارة عن سند قبض معلوم القيمة مرتبط مع اصل له ثمن في السوق يمثل وزنة بمقدار قيمته، ويصدّر بهدف التعبير عن القيم في التبادلات التجارية ليتحقق صفة قبض قيم الاثمان لدى الصفقات التجارية ليتم عملية شراء او بيع السلع والخدمات لدى متعامليه لتسهيل عليهم اجراء التعاملات والتبادلات التجارية، اين ان جوهر النقد هو العدم في حقيقته الصورية ولكن يمثل بصفته الاعتبارية بأنها ذات قيمة تمثل حالة قبض الثمن لدى متداوليه لكي يتم عملية البيع والشراء. والفرق بين الريال والدينار ان الدينار غالبا ينسب لمعدن الذهب والريال في النفط وهنا الفرق فيما بينهم في قيمته. ويتناسبان عكسيا عن الارتفاع والانخفاض بسبب سوق السلعتين مرتبطا بالدولار.
متفقان من حيث الصفة كون الرابط المشترك بينهما هي العملة (سند قبض) ،ومختلفان من حيث القيمة والاصل والسوق. الأول لمعدن ثمين والثاني لخام بتروكيميائي. هذا له سعره مختلف تماما عن سعر الثاني في التقييم والاستخدام.