ننتظر الصدارة ياصدارة!

19/03/2018 5
د. فيصل الفايق

شركة صدارة للكيميائيات هي شراكة بين أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال ، تتكون من 26 مصنعاً بطاقة إنتاجية تتجاوز ثلاثة ملايين طن متري من المنتجات الكيميائية سنوياً، بحجم استثمارات يقارب ال 25 مليار دولار خلق الآلاف من الوظائف! صدارة تعد احد اكبر الإستثمارات  في قطاع البتروكيماويات في المملكة ، والشركة الكيميائية الوحيدة في في منطقة الخليج العربي - تقوم بتكسير النافثا لتساعد في خلق منتجات وسيطة جديدة وبالتالي خلق فرص جديدة في مجال الصناعات التحويلية. 

لانريد أن نطرح تساؤلات حول العائد من الإستثمار (ROI) Return on Investment بعد التكاليف الفلكية لبناء كل مصنع من الـ  26 مصنع في المجمع والتي لا نذكر انها وصلت إلى هذه المستويات الفلكية في مشاريع مصانع البتروكيماويات محليا أو حتى عالميا، ولكن نتساءل عن أهداف انشاء صداره وماذا تحقق منها حتى الآن!؟ وهل تم إنشاء مصانع تحويليه تعتمد على مواد لقيمه من صداره؟ بمجرد زياره الى محيط الشركه والمكان المخصص لمجمع الصناعات التحويلية لا يوجد ما يوحي بأي أعمال إنشائيه لذلك!

نحسن الظن بالمسؤولين ولكننا في مرحلة التصحيح الشامل نحتاج إلى الشفافية والوضوح لكي نحقق اهداف رؤيتنا الطموحة في تعزيز الصناعات البتروكيماوية والتحويلية والتي هي أحد أهم روافد الإيرادات غير النفطية ، يوجد بعض التساؤلات التي تحتاج إلى أجوبة شفافة وشافية:

* السؤال الأول:

هل صحيح أن هناك توجه من صداره في التحول من لقيم النافثا غير المدعوم إلى غاز الإيثان المدعوم حكوميا؟! هل هي محاوله لتحسين جدوى التشغيل صوريا والإستفادة من الدعم الحكومي؟ حيث كان الأساس في مشروع صداره أن تكون اول مشروع يعتمد على النافثا غير المدعومه من الدوله! التحول إلى لقيم مدعوم هو تحول جذري عن الهدف الأساسي للمشروع. الجدير بالذكر انه في حال توفر كميات اضافية من غاز الإيثان فالأولى الإستفادة منها في المشاريع التي تملكها سابك ولديها طاقة انتاجية غير مستغلة خصوصا وأنها تمتلك عوائد إستثمار اعلى بكثير.

* السؤال الثاني:

هل صحيح ان صداره باعت منشآت التغليف وتم إعادة استئجارها من المشتري، (صفقه تقدر بـ 500 مليون دولار)؟ إذا كان ذلك صحيحا فلماذا أقدمت صداره على مثل هذا الإجراء؟ لأنه لا يقوم بمثل هذا الإجراء إلا من يحتاج الى السيولة (كاش) ولا يرغب بزياده الأعباء الماليه والتأثير على السجلات الماليه. ماهي الأسباب؟ وهل أحد الأسباب هي عدم الكفاءة في إدارة المشروع؟ ام أن المشروع انشئ على افتراضات وارقام بعيده عن الصحه؟!

* السؤال الثالث:

هل صحيح ان شركة صدارة قامت ببيع استثماراتها في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل لشركة سابتانك ومن ثم اعادة استئجاره؟!

* السؤال الرابع:

هل صحيح أن شركة صدارة تحاول حاليا بيع المبنى الإداري الذي اشترته من شركة سامسونج (كلفها قرابة 100 مليون دولار بعد اجراء التعديلات) ومن ثم اعادة استئجاره؟!

* السؤال الخامس:

نشيد ببرنامج ‎صدارة للتدريب على رأس العمل خارج المملكة، والذي يعد أحد أكبر وأكثر برامج التدريب على التقنيات المتطورة، حيث لم يسبق لأي شركة في المملكة أن نفذت مثيلا له. فهل فعلا صرفت صدارة اكثر من 500 مليون دولار على تدريب موظفيها السعوديين وغير السعوديين خلال ثلاث سنوات. اذا صح هذا الرقم الكبير؟! فهناك سؤال جوهري يتبادر إلى الأذهان - وهو لماذا يتم استقطاب موظفين غير سعوديين بحاجة لتدريب مكثف (امتد في بعض الأحيان الى ارسالهم في برامج تدريبية لأكثر من سنة)، بينما كان بالإمكان الإستعانة بشباب سعوديين والإستثمار في تدريب أبناء الوطن؟! تجدر الإشارة الى ان عددا من هؤلاء الأجانب قد استقالوا من شركة صدارة وانضموا الى شركات اجنبية منافسة خارج المملكة! بينما لو افترضنا استقالة بعض الموظفين السعوديين - فإنهم سينضمون الى شركة سعودية أخرى تساهم في اقتصاد الوطن وازدهاره.

خاص_الفابيتا