ارتفاع أسعار النفط 40 دولاراً في يناير 2018 عن يناير 2016!

29/01/2018 1
د. فيصل الفايق

لم يتجاوب السوق كثيرا مع إرهاصات وكالة الطاقة الدولية، ورجع الترند الصعودي للأسعار كأكبر دليل على فعالية جهود التصحيح! تراجع أسعار النفط الأسبوع الماضي كان بعد أن رسمت وكالة الطاقة الدولية تحديات لعام 2018 بالغت في تقييمها لتأثير النفط الصخري الأميركي على جهود خفض الإنتاج، وذلك لكبح جماح الاتجاه الصعودي للأسعار وتقويض جهود أوپيك لتوازن الأسواق!

عندما نقارن سعر متوسط خام برنت في شهر يناير عام 2016 عند 30.70 دولارا، كأدنى سعر لمتوسط خام برنت منذ شهر ديسمبر عام 2003! وعند مقارنته مع متوسط خام برنت في شهر يناير 2018 فهو يتجه ليكون أعلى بنحو 40 دولارا عن متوسط شهر يناير 2016. بالرغم من أن شتاء هذا العام أقل حدة من ذلك الشتاء، حيث لم تؤثر موسمية الطلب في ارتفاع الأسعار حينئذ!

عند الإغلاق الأسبوعي صعد خام برنت الى 70.52 دولارا للبرميل، وصعدت خام نايمكس إلى 66.14 دولارا، وتقلص الفارق بينهما في إلى 4.38 دولارات. وإذا استمر هذا الفارق في التقلص أكثر فإنه سوف يؤثر على جاذبية صادرات أميركا من النفط الخفيف!

صعود أسعار النفط مدعوما بهبوط مخزونات النفط في أميركا للأسبوع العاشر على التوالي، ما أدى الى تراجع المخزونات إلى 412 مليون برميل، وهو أدنى مستوى لها منذ فبراير 2015. والتراجع لعشرة أسابيع متتالية في المخزونات يعد رقما قياسيا منذ عام 1982. وهذا الانخفاض المطرد في المخزونات حفز عمليات قوية للمضاربين للشراء في العقود الآجلة بعد ركود ثلاث سنوات. توقعات نمو الاقتصاد العالمي لعامي 2018 و2019، وتراجع الدولار أمام سلة العملات الأخرى قد يكون داعما لأسعار النفط ولكن ليس بالزخم الصعودي المستمر منذ نهاية أكتوبر 2017، وذلك لأن الدولار ظل ضعيفا أمام سلة العملات الرئيسية منذ يونيو 2017 عندما كانت أسعار النفط أقل بنحو 60 % من مستوياتها الحالية.

تعافي أسواق النفط هذا يدعو إلى مواصلة العمل الحثيث لتعزيز توازن السوق لما بعد 2018، وهذا يتطلب مواصلة جهود خفض الإنتاج الى ما بعد 2018، حتى وان اختلفت الآلية، ما يجسد الحاجة الماسة الى مواصلة الدور القيادي لمنظمة أوپيك لتوازن السوق!

نقلا عن الأنباء الكويتية