السعادة هي أن ترى الحياة بعقل متفائل وهي تحمل الكثير من الفرص والتغيرات في المستقبل.. يقولون إن من يشعر بهذه النظرة، هم مديرو الاستثمار الناجحون، من منا يتذكر الأخوين (وينكلوفز) Winklevoss واللذان سرقت فكرتهما للتواصل الاجتماعي (فيسبوك) من قبل شريكهم الصغير سناً (مارك زكيربرج) وبرغم التعويض المادي بقوة القانون الذي ناله التوءمان والذي بلغ أكثر من 80 مليون دولار إلا أنه يعد مبلغاً صغيراً للمليارات التي حققها المشروع وجعلهم مادة للسخرية والاستهزاء.
لم يبالِ التوءمان وبقيا مبتسمين ومنطقيين والأهم التنظيم.. حصلوا على الإجازة من جامعة هارڤرد وشاركوا في الاولومبياد الرياضية العام 2008 في رياضة تجديف القوارب، السخرية التي نالوها بل والتي وثقت في فيلم سينمائي لم تعقهم من الاستمتاع بالحياة.. متعة الحياة لا تعني الترف والعيش في الملاذات بل العكس.. بل التعمق أكثر في العمل والمعرفة وتطور المفاهيم والاستعداد للغد والتصالح مع الأمس؛ اعتبروا الملايين التي كسبوها في قضية التعويض نجاحاً - لأنها ملايين في الأخير - ولم يجعلوا (الطمع يذلهم) بالحسرات لخسارة المليارات، والسبب أنه ستأتي فرص أكثر في المستقبل لكن الفرص تتطلب المغامرة أيضاً واتخاذ قرارات حاسمة، وفي العام 2013 أعلن الأخوان استثمارهما بمبلغ 11 مليون دولار في (البتكوين) برغم أن سعرها وقت ذاك تضاعف نسبياً إلى 120 دولاراً بعد أن كان أقل من دولار، فيما بعد تحولت 11 مليوناً إلى مليار ونصف المليار، وأخجل هذا النجاح من استسخفهم بالأمس.
قلت وما زلت أقول إن أسعار البتكوين دخلت المضاربة العبثية لكن توقيت دخولهم، يبدو لي كان مدروساً ولا أعلم حجم استثمارهم الخالي، عموماً الفرص التي أضاعاها ثم التي اقتناها لم تفقدهما التوازن وتنسهما أن الفرص قد تمر دون أن تراها وإذا رأيتها تمعن جيداً وإذا اقتنعت استثمر دون خوف يضغط على ثقتك بنفسك وعقلك حتى لو تأخر الوقت وطال الاستثمار، وأن العمل والمعرفة وقبل ذلك الثقة بالنفس وضبط التوازن بين الخوف والحذر أو الطموح والطمع.
لا أعرف حتى الآن لماذا تضاعفت أسعار زهرة (التوليب) في هولندا قبل قرنين حتى انهارت أسعارها، يقال إنها بذور نادرة ولكن كثرة زراعتها قضت على قيمة الندرة، أخيراً أقول بأن الفقاعات الاقتصادية تتكرر وكذلك الدورات الاقتصادية، وهناك من تقضي عليه الخسارة مهما كان علمه مثل (مايرون سكولز) الحائز على نوبل الذي اختفى بعد خسارة شركته وهناك من يصمد ويتجدد مثل هذين التوءمين...بفضل التفاؤل بمتعة الحياة.
نقلا عن الرياض
تحياتي لك استاذ مازن مقال تحفيزي رائع ..شكرا