تم توقيع اتفاقية شراكة بين شركة أرامكو السعودية وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية لتأسيس مشروع بترورابغ بهدف بناء مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات في شهر أغسطس عام 2005 (يعد الاول من نوعه في الشرق الأوسط) وذلك بتحديث وتوسعة مصفاة أرامكو السعودية في رابغ وإنشاء مجمع للبتروكيماويات، بخطة لإستثمار ما يقارب 10 مليار دولار، شكلت حصة "سوميتومو كيميكال حينها أكبر استثمار أجنبي على الإطلاق في المملكة العربية السعودية.
تم إدراج شركة بترورابغ في السوق المالي السعودي للمساهمة العامة في شهر يناير عام 2008، حيث تم طرح %25 من أسهم الشركة للإكتتاب العام وأحتفظ الشريكان بنسبة %37.5 لكل منهما. وفي شهر أكتوبر عام 2008 قامت شركة أرامكو السعودية بنقل ملكية مصفاة رابغ إلى شركة بترورابغ، وبدأت عمليات الإنتاج بعد اكتمال مجمع بترورابغ في شهر إبريل عام 2009.
بعد هذه المقدمة، نأتي الآن لتحليل النتائج المالية لهذه الشركة ومعرفة مدى نجاحها:
نرى اليوم أن سعر سهم شركة بترورابغ مخيب لأمال المستثمرين؛ حيث يتم تداوله بسعر أقل من سعر الاكتتاب. كذلك نرى أن نتائج الشركة المالية تتراوح بين الخسارة وبين الأرباح المخجلة، حيث بلغت أرباح الشركة العام الماضي 2016، أي بعد أحد عشر عاماً من تأسيسها مبلغ 8 مليون ريال سعودي فقط ما يمثل نسبة %0.002 تقريبا من قيمة الاستثمار. ربما نستطيع أن نجد عدد من النشاطات التجارية المساهمة والفردية تستطيع تحقيق مدخول أعلى باستثمار ابسط. كما بلغت صافي النتائج خلال الثماني السنوات الماضية خسائر تقدر ب 380 مليون ريال سعودي.
في الربع الرابع من عام 2013 حققت الشركة أرباحا قياسية جاوزت 1.2 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الشركة. وعند العودة للتقرير المالي نجد أنها أرباح "غير تشغيلية". وكما ورد بالبيان "ان الترتيبات التجارية الجديدة مع الشركاء المؤسسيين والتي قدرت بمبلغ 1.2 مليار ريال سعودي (ممكن الرجوع إلى القوائم الربع سنوية)، حيث دفعت التسوية المتفق عليها مع الشركة المزودة للكهرباء، وهي شركة رابغ العربية للمياه والكهرباء المحدودة (راوك)، وقدرت التسوية بمبلغ 750 مليون ريال. وهنا يأتي السؤال المهم: ماهي هذه الاتفاقات التجارية التي تستطيع توفير مبلغ يتجاوز مليار ريال وهل هناك مصادر نزف أخرى لصالح الشركاء المؤسسين؟ ربما يصعب إيجاد جواب لهذا السؤال خاصة وأن الشريكين متمسكان بجميع المناصب الإدارية العليا بالشركة. وهذا يعني أن موظفي بترورابغ لايعهد إليهم بوظائف إدارية عليا!
من ناحية أخرى، تعاقبت عدة إدارات على شركة بترورابغ وكل منها تهدم عمل من قبلها وتبدأ من الصفر، مما أفقد الشركة اتزانها وتسبب في عدم وجود هوية واضحة ورؤية استراتيجية. وهذا يوضح أهمية وجود مناصب عليا من موظفين شركة بترورابغ يدعمون الاستقرار والاستدامة!
لا نستطيع أن نجزم أنه كان هناك هدر مالي أو سوء إدارات سابق يتطلب المساءلة والمحاسبة وفتح الملفات التي أغلقت او علقت! ولكن لابد من ان نتعلم من الأخطاء السابقة لكي نتفاداها في مشاريعنا المشتركة القادمة؟! وايضا نسأل عن دور مجلس الادارة في تلك الفترة؟! هل كان فعال؟! أم هل فشل في تشخيص الأزمة وحلها كما ينبغي؟! وهل التقارير الناتجة عن اجتماعات مجلس الادارة كانت تعكس واقع الشركة الحقيقي؟! بما ان الشركة مدرجة في السوق المالي السعودي، إذا أين هي الشفافية؟!
وبالعودة الى الحاضر المبشر بالخير نجد أن الشركة بدأت تحقق نتائج إيجابية خلال الربعين الثاني والثالث من هذا العام 2017، حيث حققت الشركة 706 مليون ريال في الربع الثالث كأعلى أرباح تشغيلية منذ تأسيسها. كما نلمس حالة من الرضا لدى الموظفين على غير العادة. حيث أطلقوا وسما في مواقع التواصل الاجتماعي يشكرون رئيسهم التنفيذي الجديد الذي يبدو انه استطاع تحسين الجو العام، واستمرارية الإنتاج من خلال وعود بمكافآت تشجيعية ينتظر أن تتحقق على أرض الواقع. كما أن الشركة مشرفة على فترة تشغيل مصانع المرحلة الثانية، والتي من المفترض أن تحسن من نتائجها المالية في الربع الأخير والسنه القادمة لمواصلة الشركه في تحقيق الأرباح بمشيئة الله!
اذا هناك مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق عن مستقبل الشركة، أتمنى ان تستثمر الشركة هذه البوادر لغد أفضل وأن تملك الشجاعة للإفصاح عن اخطائها الماضية وتصحيحها، خاصة وأننا في مرحلة تصحيح شامل سوف تشمل إفصاح وشفافية اكثر من الشركات لمستقبل أفضل بعد ان عززت رؤية 2030 قوة وموقف الجهات الرقابية!
ولعلنا نذكر أن برنامج التحول الإستراتيجي الذي بدأته أرامكو السعودية عام 2009 أو مايسمى (Acceleration Transformation Program (ATP)، نص على أنه وبحلول عام 2020، ستكون أرامكو السعودية واحدة من أكبر شركات البتروكيماويات في العالم. والآن نحن قربنا من نهاية عام 2017 ولَم يبقى سوى ثلاث سنوات على هذا الحلم، وشركة بترورابغ أحد أهم ركن لصانعة البتروكيماويات لأرامكو السعودية مع شركة صدارة والتي قد تحتاج إلى عقود كي تغطي تكاليف إنشائها.
تعديل خطة التحول الوطني ضرب أروع الأمثلة لتصحيح الأخطاء والاعتراف بها لطريق ناجح ومستقبل مزدهر بمشيئة الله! ولكن برنامج التحول الاستراتيجي لأرامكو السعودية عام 2009 لم يأخذ بالاعتبار تقلبات أسعار النفط، والذي يعتبر المحرك الرئيسي لأنشطة الشركة، على أساس ان هذا التحول الاستراتيجي وخلال الخمس السنوات الأولى من العمل على تنفيذ الخطة زاد عدد موظفي أرامكو السعودية من 53 الف موظف عام 2009 الى حوالي 65 الف موظف عام 2015 وهذه الزيادة لا تتناسب إطلاقا مع التوسع الانتاجي للشركة. إضافة لذلك فقد زاد عدد الموظفين الأجانب من %11 إلى %19 من اجمالي عدد الموظفين خلال هذه الفترة بينما كانت هذه النسبة تتناقص كل عام قبل وضع هذه الخطة (من %22 عام 2000 الى %11 عام 2009) ، جدير بالذكر أن جميع الموظفين الغير سعوديين والذين تم تعيينهم خلال فترة تنفيذ خطة التحول الاستراتيجي لأرامكو السعودية لايعملون في خطوط الانتاج مما يشير الى عدم الحاجة لمثل هذا العدد من الموظفين الزائد عن الحاجة!
إضافة لذلك فإن عملية توظيف هؤلاء الأجانب خلال فترة التحول الاستراتيجي لم تكن حسب المعايير والكفاءات المطلوبة حتى تتناسب مع متطلبات الشركة مقارنة بالشباب السعودي ذوي الكفاءات العالية، وأكبر دليل على فشل توظيف غير السعوديين أثناء فترة التحول الاستراتيجي، هو أنه في ديسمبر عام 2016 تم إنهاء خدمة عدد كبير منهم من جميع قطاعات الشركة بتسويات مكلفة جدا! وهذا يعكس نقاط الضعف التي تم الاعتماد عليها عند وضع الخطة وخلال تنفيذها مما أدى إلى تكدس وظيفي للأجانب!
إضافة لهذا الهدر المالي فقد تم إبرام عشرات العقود الاستشارية بمبالغ خيالية مع شركات استشارية عالمية والتي يعتمد مستشاروها على اسم الشركة (البراند نِيمْ) وليس على واقعية ومنطقية تناسب مخرجات العمل المطلوب تنفيذه.
خاص_الفابيتا
يا دكتور نحن بإذن الله ثم مع محمد العز والفخر والقضاء على الفساد مفترض الجميع يخضع للمحاسبة بل حتى الوزير ورؤساء الشركات ونواب الرؤساء عندما يعلموا عن فساد اي مسؤول وبدلاً من ان يطالبوهم بإعادة المال والتصحيح يطالبوهم بالتقاعد او الاستقالة ماذا نسمي هذا في علم ادارة الأزمات الإدارية؟!! والله اننا لنعلم انه لو ماالله ثم محمد بن سلمان الذي بدأ محاسبة ورقابة على الجميع وبرنامج التصحيح الشامل الذي نعيشه في هذه المرحلة التاريخية للمملكة .... لما استطعت أن تكتب بهذه الشفافية بارك الله في علمك وقلمك!!
بارك الله فيك .. موضوع رائع
المسرحية الكبيرة التي تسمى ببرنامج التحول الاستراتيجي لأرامكو السعودية (ATP) كانت أكبر تمثيلية حصلت في تاريخ أرامكو السعودية لكي يتم استغلالها لتسويق القيادات لأنفسهم أمام المجلس العمومي، وبالتالي يحصلوا على مناصب أعلى من قدراتهم! لماذا لا تتم محاسبة كل مسؤول في أرامكو اخرج هذه المسرحية أو حتى مثل فيها وشارك بالهدر المالي والإنفاق على توظيف الأجانب الغير كفئ بمبالغ طائلة!! هذا غير تكاليف الإستشارات الباهظة التي فاقت المليار ريال!!! أحشفا وسوء كيل!
تحليل جيد انقصه بعض الارقام وتعليقي ليس له علاقة بالفساد وانما بااطريقة التي تدار بها الشركات المملوكة لارامكو وشركاء اجنبيين فالملاحظ ان سياسة ارامكو هي الاستحواذ على الوظاءف الرءيسية كرءيس الشركة التنفيذي والادارة المالية والمشكلة تكمن في نوعية الرؤساء التنفذيين فهم في غالبيتهم يملكون خبرة في تخصصات بعيدة كل البعد عن تخصص الشركات التي انتقلوا اليها كرؤساء تنفيذيين وهنا تبداء اولى المشكلات حيث يواجه بيئة عمل جديدة تختلف اختلافا جذريا عن بيئته السابقة ويجد نفسه مطالبا بان يدير شركة متكاملة لها تخصصات مختلفة من ادارة مالية و شؤون عاملين وامن وتشغيل وصيانة و تسويق وتقنية معلومات ووووو.... بينما هو قد يكون متخصص في جانب واحد فقط وبالتالي فهو في حاجة الى زمن ليفهم ويتفهم طبيعة العمل وهنا تبداء المشكلة فكثير من هؤلاء يبداؤون باتخاذ قرارات فردية لا يدركون مدى تاثيرها السلبي على نتاءج الشركة معتقدين ان اهم دور لهم في البداية فرض شخصيتهم بل وبعضهم يعمد الى طمس وتغير نهج من كان قبله (ويبدا ان هذه طبيعتنا كعرب) وبعد ان يفهم ويبداء في الاستيعاب تفاجاء بالتغير برءيس جدبد وتبداء العجلة من جديد وهكذا تستمر العملية دواليك كل ثلاث سنوات.....المسالة الاخرى ان بعض من هؤلاء الرؤساء يؤمن بان مستقبله في شركته الام وليس في هذا المكان الذي عين فيه وبالتالي فهدفه هو في كيفية ارضاء رؤساءه قي شركته الام حتى لو كان ذالك على حساب الشركة التي عين عليها.....اخيرا بالنسبة لمجلس الادارة فاتي اعتقد ان أعضاءه لهم خبرة اعمق كما ان الملاحظ ان اعضاء الشريك الاجنبي متخصصين بشكل جيد.....ليت ارامكو تعطي فرصه لبعض موظفي الشركات التابغة لها بقيادة هذه الشركات او ان تعين في حالات خاصة رؤساء تنفيذيين من خارج ارامكو ومن خارج الشركة ان كان ذالك ضروريا.....والله ولي التوفيق
ربط موفق لمسيرة بترورابع مع التحول الاستراتيجي الفاشل لأرامكو (ATP) لأنه يوجد أيضا تكدس أجانب غير أكفاء في بترورابغ على حساب أبناء الوطن ومحور المشكلة في برامج ATP هو البعد عن الواقعية واستخدام بعض المصطلحات الرنّانة من قبل بعض القيادات والتي تعمل على إظهارهم فقط ولا يهمهم المبالغ التي انفقت اذا كان ذلك سوف يظهر المسؤول بصورة أفضل، والأمثلة على ذلك كثيرة مثل: *Balance score cards* *Enterprise risk management* وغيرها مما تسبب في هدر مالي في ارامكو انعكس ايضا على الهدر المالي في بترورابغ ... تعقيبا على كلام الاخ حسن ان المسؤولين القادمين الى بترورابغ من ارامكو اعطوا مناصب لا يستحقوها وكان همهم خدمة ارامكو على حساب بترورابغ مما تسبب في تخبط اداري كبيرة!!
عند مقارنة برنامج التحول الاستراتيجي لأرامكو السعودية مع رؤيتنا 2030 وبرنامج التحول الوطني الذي يصحح نفسه ويطبق الحوكمة والشفافية؛ فإن برنامج التحول الإستراتيجي الذي بدأته أرامكو السعودية في عام 2009 وضع لتنفيذ خطط مكلفة جدا مع عرض الايجابيات فقط بدون تصحيح الأخطاء ولا حتى محاسبتها! والتسويق الكاذب للتوسع وعدم إظهار أي سلبيات للبرنامج! لماذا لم تتم الى الآن محاسبة مسؤولي هذا التحول الفاشل في أرامكو ومن تسبب في هذا الهدر المالي الكبير خلال سنوات تطبيقه!
رؤية ٢٠٣٠ تفادت أخطاء التحول الإستراتيجي لأرامكو ٢٠٠٩-٢٠٢٠ ومع الأسف الشديد انصهر فشل التحول الاستراتيجي لأرامكو السعودية بكل ماتم من هدر مالي وتخبط بلا مراقبة ولا محاسبة لأنه وقع قبل شفافية مرحلة تاريخية المملكة ورؤية جديده من التصحيح الشامل ومحاربة الفساد! رأينا كيف عدلت (خطة التحول الوطني) فالرؤية تجدد نفسها والتغير في البرنامج الزمني مذكور في بنود الرؤيا والتي نصت ان للشفافية دور كبير في نجاح التحول الوطني!
لكي تجلب التقنية الموردة للمصافي وأنت كسعودي لاتملكها يجب أن تغريهم بجزء كبير من الأرباح وذلك ماحصل مع سوميتومو الشريك الياباني وبما أنك مجبر أن تبيع داخل البلد بأسعار مدعومة فأنت بذلك لاتستطيع أن توفر تلك الأرباح ولكن تم توفيرها من مجمع البتروكيماويات وذلك لتعويض هامش الربح القليل في المصافي خاصة وجزء كبير يباع داخل البلد كما ذكرت سابقا بالإضافة إلى أن هامش الربح منخفض أصلا في المصافي حتى ولو بعت بالسعر العالمي غير المدعوم .... وحتى تتأكد من ذلك انظر حجم الإيرادات المهول لشركة بترو رابغ حيث تعتبر ثاني أو ثالث شركة من حيث الإيرادات
ثاني شركة بعد سابك بالإنتاج والإيرادات وستصبح مثل سابك وتنافسها بالقطاع أن شاءالله غدا لناظره قريب بإذن الرحمن