حصالة أم صندوق سيادي!

05/11/2017 1
عبد الرحمن بسيوني

ترليون دولار، 12 صفر ($1,000,000,000,000)، القيمة الإجمالية التي وصل لها صندوق الثروة السيادي النرويجي الشهر الماضي، حسب ما نقلته سي أن أن الإخبارية، نتيجة إرتفاع قيمة أصوله، والتغيير في سعر صرف العملة، وبذلك يكون أكبر صندوق سيادي في العالم. والذي تم إنشائه قبل أكثر من 20 عام، تحديداً في شهر مايو من عام 1996، وكان أول مبلغ يتم إيداعه فيه هو 2.5 مليار دولار، من فائض الموازنة العامة.

الفكرة التي قام عليها إنشاء الصندوق بإختصار، هي إستثمار جزء من المبلغ الفائض من إيرادات النفط والغاز، التي تعتمد عليها الدولة النرويجية، في إستثمارات الأصول الأخرى، والتي من أهمها أسهم الشركات العالمية، والتي تعتبر أعلى مخاطرة، لكنها إيضاً أعلى عائداً من الإستثمار في السندات الحكومية فقط!.  

لذلك كانت إستراتيجية إستثمار هذا الفائض (Asset Allocation)، %60 في أسهم الشركات المساهمة والتي يترواح عددها 9000 شركة تقريباً، بنسبة 1.3% في كل شركة، بتركيز أكبر في الأسواق المالية الأمريكية والأوروبية وبعض من الأسواق الناشئة، من هذة الشركات على سبيل المثال شركة أبل، ونستلة، وشل، ومايكروسوفت، وقوقل، وغيرها الكثير.  

و 40% يتم إستثمارها في سندات الشركات الكبرى والسندات الحكومية، ولكن في عام 2011 بعد الأزمة المالية العالمية، قام الصندوق بتخفيض هذة النسبة إلى 35%، بالدخول في الإستثمار العقاري بنسبة 5% وإقتناص الفرص (في وقت الأزمات تصنع الثروات كما يقال)، بتملك عدد من المباني السكنية والمراكز التجارية والفنادق والعقارات في كل من نيوريوك ولندن وباريس وسنغافورة، وغيرها من المدن الرئيسية الأخرى حول العالم. 

حقق الصندوق عائد حقيقي على الإستثمار 5.9% منذ إنشائه إلى عام 2015، وفي عام 2016 أرتفع هذا العائد ليصبح 6.9% بقيمة 57 مليار دولار (214 مليار ريال سعودي تقريباً)، وأخيراً أستطاع أن يحقق رقماً قياسياً جديداً في النصف الأول فقط من العام الحالي بلغ 63 مليار دولار (236 مليار ريال سعودي).

أيضاً ساهم الصندوق في رفع نصيب متوسط الفرد النرويجي من الصندوق إلى 190,000 دولار، في حال قسمة القيمة الإجمالية الحالية للصندوق على عدد السكان النرويجيين، الذين يقدورا بحوالي 5.2 مليون نسمة. 

وأخيراً في رأيي إن أكثرما يميز هذا الصندوق بالإضافة إلى أداءه المتميز وتنفيذ إستراتيجيته بمهارة ونجاح، هو الحوكمة والشفافية التي يتمتع بها، فزيارة واحدة لموقع الصندوق على الإنترنت، يستطيع الباحث أو الزائر من معرفة كل التفاصيل والبيانات التي يود معرفتها. بالإضافة إلى معرفة نتائجه وطرق قياس ومراقبة إدءاه على مدار السنة، وهو ما أتمنى تطبيقه أوالإستفادة منه في صندوقنا السيادي السعودي الجديد.  

أما على مستوى الإفراد، فما أتمنى الإستفادة منه من قصة نجاح هذا الصندوق هو:

•معرفة الفرق بين الحصالة (الإدخار)، والعائد الحقيقي على الإستثمار (العائد الحقيقي على الإستثمار= العائد من الإستثمار -المصروفات الإدارية أو العمولات - معدل التضخم)

•إدخار الفائض أولاً (الحصالة)، ثم إستثماره بشكل منتظم 

•الإستثمار طويل الأجل من 3 إلى 10 سنوات أو أكثر (لا للمضاربة)

•التنويع مهم جداً في الإستثمار، لتخفيض المخاطر ولتحقيق أفضل عائد ممكن 

•وأخيراً في وقت الإزمات تصنع الثروات

خاص_الفابيتا