في واحد من أكثر الأسابيع سلبية منذ يناير الماضي، أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على تراجع لافت بلغ 271 نقطة أي بنسبة 3.7%، وذلك بعد توالي الأخبار السلبية على السوق ما دفعه لفقدان العديد من الدعوم المهمة خلال أيام قليلة.
فبعد فشل السوق في الانضمام إلى مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة بدأت تظهر على السطح أحاديث عن مشكلة فساد مالي داخل البنك السعودي الفرنسي ما جعل القطاع البنكي خلال جلسة الأربعاء الماضي يضغط بقوة على السوق، ولقوة الشائعة وتأثيرها سارعت ساما وكذلك إدارة البنك إلى إصدار تصريحات صحفية تفند تلك الأقاويل وهذا ما جعل السوق يرتد بقوة خلال جلسة نهاية الأسبوع.
أما من حيث السيولة المتداولة فقد بلغت للأسبوع الماضي حوالي 16.6 مليار ريال مقارنةً بنحو 14.9 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة أجده مبررا؛ لكثرة الأحداث الفنية التي حدثت لكن لا يمكن تحميل الأمر أكثر مما يحتمل، فارتفاع السيولة أجده أعلى المتوسط الأسبوعي بشيء بسيط وهذا طبيعي؛ نظرا للتذبذب الكبير الذي حصل، لذا وحسب قراءة السيولة ليس هناك تغير جوهري فيها ما يعني أن السوق سيبقى ضمن المسار الصاعد الرئيس.
التحليل الفني
قام المؤشر العام بعد ضغوط البيع التي حصلت بكسر دعم مهم جدا وهو 7.200 نقطة، ومما يوحي بقوة هذا الدعم هو أنه بمجرد كسره فقد ما يقرب من 322 نقطة خلال 48 ساعة فقط، وبعد ذلك قام بكسر الدعم النفسي 7.000 نقطة وأغلق دونها، لذا من المهم العودة فوق هذا الأخير وعدم كسره مطلقا حتى يبدأ السوق بالعودة إلى الايجابية وتتأكد الايجابية بالاستقرار فوق مستوى 7.200 نقطة من جديد.
وإذا ما أردنا أن نتحدث عن أداء القطاعات للأسبوع الماضي فيجب أن نبدأ بقطاع البنوك، نتيجة ما تحدثت عنه بداية التقرير، فشبه الفساد كما أضرت موبايلي من قبل وأثرت على قطاع الاتصالات فمن الممكن لو ثبتت نفس المشكلة في البنك الفرنسي أن تؤثر عليه وعلى القطاع ككل، ولذلك وجدنا أن القطاع كسر 3 دعوم مهمة في أسبوع واحد لكن احتواء المشكلة بالتصريحات الإعلامية كما ذكرت آنفاً جعل القطاع يعود فوق الدعم الثالث ويغلق نهاية الأسبوع فوقه، وإذا ما أراد القطاع العودة للإيجابية فلابد من العودة فوق مستوى 5.160 نقطة من جديد وعدم كسرها مطلقا.
أما قطاع المواد الأساسية فرغم تراجعه الكبير على مدى 5 جلسات متوالية إلا أنه تمكن من الإغلاق باللون الأخضر في الجلسة السادسة محافظاً بذلك على دعم 4.600 نقطة، وتلك إشارة إيجابية وإيحاء أولي على أن نتائج القطاع ستكون إيجابية، وأن القطاع سيساعد السوق على العودة إلى المسار الإيجابي.
أسواق السلع العالمية
رغم أن خام برنت أغلق على ارتفاعات جيدة نهاية الأسبوع الماضي إلا أنه ما زال يتداول دون قمة 59.50 دولار، وهذا يعني أن احتمالية أن المسار الصاعد على الخام قد انتهى بالفعل لا تزال قائمة ورغم هذا فإن مجرد بقاء الخام فوق مستوى 55 دولارا كمتوسط ربعي هو ما تهدف إليه الدول المنتجة للنفط، وهو ما يرضيها خلال المرحلة الحالية.
أما بالنسبة لخام نايمكس فاعتقد أن أثر الأعاصير بدأ بالتلاشي قليلا، وهذا واضح من الحركة السعرية الأخيرة والتي عاد فيها إلى ما فوق 50 دولارا للبرميل، لكن مع ظهور إعصار نيت أصبح الخام مهددا بفقدان مستوى 50 دولارا من جديد، أما من الناحية الفنية فأجد أنه مهيأ للوصول إلى مستويات 56 دولارا للبرميل، وهذا بالتأكيد خبر جيد لقطاع النفط والغاز الأمريكي، الذي عانى كثيرا طوال 3 سنوات خلت.
نقلا عن اليوم