مخاوف تخمة المعروض... القصة المبتذلة!

09/10/2017 0
د. فيصل الفايق

تراجعت أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي، حيث هبط خام نايمكس هبوطا حادا الى دون حاجز الخمسين دولارا عند 49.29 دولارا للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع. وهبط خام برنت إلى 55.62 دولارا ولكنه لا يزال مستقرا فوق 55 دولارا للأسبوع الثالث على التوالي.

وكان من المفترض ان تستقر أسعار النفط مع توقع تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2018، ولكن عودة المخاوف غير المبررة بشأن تخمة المعروض بعد أن سجلت صادرات النفط الأميركية 1.98 مليون برميل يوميا. وزيادة الصادرات الأميركية ترجع بشكل أساسي الى اتساع الفارق السعري بين خامي برنت ونايمكس إلى 6.33 دولارات، وهو ما يجعل الخام الأميركي أكثر قدرة على المنافسة.

مخاوف تخمة المعروض... هذه القصة الرتيبة والمبتذلة لا علاقة لها بزيادة صادرات النفط الأميركية! هذه القصة المكررة والمستخدمة «كالشماعة» لتعليق هبوط أسعار النفط غير المبرر الى مخاوف تخمة المعروض والذي لا علاقة له بارتفاع الصادرات النفطية الأميركية، والذي تكلمنا عن الصعوبات المادية التي يواجهها في مقالات سابقة، وارتفاع الصادرات ليس جراء الزيادة في الإنتاج الصخري لأن انشطة الحفارات في تقلص مستمر مع ضعف تعافي أنشطة الحفر وتقليص الشركات خطط الإنفاق مؤخرا حتى عند بلوغ خام نايمكس 50 دولارا مما يثير تساؤلات حول نقطة التعادل الصحيحة للنفط الصخري، ولكن زيادة صادرات النفط الأميركية جاءت بعد تراجع استهلاك مصافي التكرير بنحو 145 ألف برميل يوميا والزيادة في مخزونات البنزين.

تحركات اسواق النفط حققت قدرا كبيرا من الزخم في شهري أغسطس وسبتمبر، بتحسينات جوهرية في أساسيات الأسواق، حيث انتعش الطلب وانخفضت الإمدادات، واستنزفت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة المخزونات العالمية للنفط والمنتجات المكررة، وهي الآن أعلى بقليل من متوسط الخمس سنوات. كل هذا دعم سعر خام برنت للاقتراب من 60 دولارا للبرميل في الأسبوع الماضي، ولكن فجأة تراجع من أعلى مستوياته الأخيرة للسبب المعتاد وهو مخاوف تخمة المعروض!

ويبدو أن آخر ارتفاع في الأسعار كان أكثر تبريرا من خلال تحسن التوازن بين العرض والطلب من تراجعها عند الإغلاق الأسبوعي!



نقلا عن الأنباء الكويتية