يبدو ان حراك مساهمي اللجين لم ينته للمرة الثانية على التوالي شاهدنا ماحدث لشركة اللجين في الجمعية العمومية التي انعقدت يوم الاحد الماضي، وذلك بناء على الطلب المقدم من مساهمين يمتلكون 5%، حراك المساهمين والتكتل الذي لم نعتاد ان نراه في الجمعيات العمومية، هل سيبصح مألوف لدينا قريبا؟ هل تغير المشهد الصامت للجمعيات العمومية، التي تبدأ وتنتهي بدون حراك يذكر من المساهمين؟
الجيل الجديد من المساهمين لديهم طموحات ومبادرات للتغيير، ويؤمنون بأن التغيير مهمة ليست مستحيلة وبأن المنافسة بأساليب قديمة عن طريق المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي لاتجلب التغيير، وانما باستخدم المسالك الصحيحة التي كفلها لهم نظام الشركات. هذا التغيير الحاصل في شركة اللجين يقودنا الى استنتاج اخر بأن هؤلاء المساهمين لديهم فهم للانظمة والقوانين، ولا اعلم ان كانت هناك خطوات اخرى يَنوِي القيام بها لاحقا.
الجهات الرقابية بالتأكيد لديهم طموح في تفعيل نظام الحوكمة وممارستها بطريقة صحيحة فعالة تضمن اختيار اعضاء مجلس ادارة لديهم خطط وطموحات توسعية تتناسب مع خبراتهم لينعكس ذلك على اداء الشركة وربحيتها والذي سيعود اثره على المساهمين، ودليل ذلك تفعيل التصويت الالكتروني الذي سهل على الجميع التصويت على بنود الجمعية العمومية بدون الحاجة الى عناء الحضور للجمعية، ويستطيع المساهم بمجرد الدخول الى نظام تداولاتي، التصويت عن طريق النظام الكترونيا، وابداء رأيه بالموافقة او الرفض.
نظام الشركات الصادر من وزارة التجارة، لم يكفل للمساهمين فقط انتخاب اعضاء مجلس الادارة بل الكثير من الحقوق! ومنها لكل مساهم الحق في رفع دعوى المسؤولية المقررة للشركة على أعضاء مجلس الادارة اذا كان من شأن الخطأ الذي صدر منهم إلحاق ضرر خاص به. حيث تقع المسؤولية على جميع اعضاء مجلس الادارة اذا نشأ الخطأ من قرار صدر بإجماعهم، والكثير من الحقوق التي تم ذكرها في نظام الشركات ولائحة الحوكمة الصادرة من هيئة السوق المالية. فهل سنرى مساهمين يحاسبون مجلس الإدارة حسب صلاحيتهم في نظام الشركات.
المساهم الفعال ليس من يحاول ان يجمع اكبر عدد من الحشود في وسائل التواصل الاجتماعي ويبدأ بالتذمر من اداء الشركة بأسلوب قائم على الاتهام لهيئة السوق المالية، والتي هي ليست الا جهة تنظيمية، وانما هو من يقوم بدور المساهم الواعي والفعال بإيصال صوته بطريقة واعية وحضارية في الجمعيات العمومية.
سبق وان قلت بأن مايحدث في اللجين ليست دعوة لأحدث فوضى واحلال مجالس الادارات الحالية باخرى، بقدر ماهي دعوة لسماع صوت المساهم ومشاركته في القرارات. وليس بالضرورة ان يكون احلال المجلس نتيجة وجود مشاكل في المجلس الحالي وانما قد يكون الاحلال نتيجة وجود مجلس اخر لديه خطط واستراتيجيات اكثر انفتاح من المجلس الحالي وقد تخدم الشركة بصورة أكبر.
استشعار أعضاء مجالس الادارات بمسؤوليتهم أمام المساهمين أهم الركائز الاساسية لانتخابهم وبالتالي التركيز على انتاجية الشركة لتحقيق أعلى العوائد للمساهمين من خلال تطبيق رؤية ورسالة الشركة، حيث تقول الاية الكريمة في الأجير "القوي الأمين".
نقلا عن الرياض
مشكورة استاذة نورة على هذا المقال