تهامة.. التجسس الصناعي والشركات الصحفية المساهمة!

10/09/2017 1
ناصرالصِرامي

أستعير اسم شركة تهامة في العنوان لسببين فقط، الأول: أنها من أقدم شركات الإعلان والتسويق في المنطقة وكان لها سبق كبير في مجالات الامتياز الإعلاني. في فترات مبكرة سيطرت شركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة على أبرز الامتيازات الإعلانية الفضائية ونشطت في إعلانات الطرق والمكتبات والنشر، وذاك تاريخ، لا يقارن بطبيعة حال حاضرها، وتلك قصة أخرى سياتي وقتها المناسب بلاشك. السبب الآخر: لأنها الشركة الوحيدة التي أملك فيها أسهماً في قطاع الإعلام ويحق لي حضور جمعياتها العمومية اختياراً.

قطاع الإعلام والنشر في سوق الأسهم المحلية لا يضم سوى شركتين، نعم شركتين فقط! رغم قوة المؤسسات الإعلامية والصحفية السعودية في الداخل والخارج، ورغم حجم السوق الإعلانية الكبير والكبير جداً.

أخذت فاصلاً مع ثلاثة أفلام عن التجسس الصناعي، كانت استراحة نهاية الأسبوع بالنسبة لي، بعدها فكرت في أن يكون مقال اليوم للتحذير من التجسس الصناعي المعلوماتي، لا توجد أسرار أكثر إثارة من سباق التجسس على الابتكارات والإبداع والأفكار الخلاقة، والاختراعات الفعلية، ومنافسة الشركات العالمية للفوز بالسبق .

غالبية شركات العالم الثالث ليس أمامها تحدٍّ أو علاقة بهذا التجسس الصناعي الذي يفوق استخبارات الدول، بل قد يوظفها لصالحه، لدينا لا يوجد في الغالب إلا توصيات والكثير من القيل والقال والظنون والشللية والحوارات الشخصية، لا شيء يستحق البحث أو التجسس، فلا خوف.

تخيل أن تتجسس عن شركات ورقية أو معطلة أو تدار لأهداف عائلية أو شخصية، والبعض الآخر إما أن تكون أسهمها معلقة أو شبه مغلقة، وتواجه إفلاساً وتراجعاً من السوق الرئيسي الثانوي الموازي دون سؤال وبلا جواب طبعاً!

في قمة الذكاء الصناعي، لا وجود يا سيدي لـ»الفهلوة» ولا لتبرير الفشل والخسائر، فالأرقام هي البوصلة الحقيقة، الأرقام لا تكذب أبداً حتى لو بالغت هذه الشركة أو تلك في توقعاتها وخلطها ولونتها ودلست فيها -مثلاً-.

الشفافية والمعلوماتية ستمنع إصدار بيانات وإعلانات بصياغة ركيكة ومعلومات «مخبوصة»!، وسيتعذر على أي شركة مساهمة عامة أن تمنع المنافذ والنور، وتجتاز المعلومة على حامل السهم. بعيداً عن هشاشة إعلانات بعض شركتنا المساهمة.

ولن يصبح الحظ فقط لمن يجلس على كراسي قادرة على اللف والدوران، وتحميه هندسة أرقام بطريقة قديمة ومعروفة، أو الكيدية أو التضليل برفع الصوت واختلاق قصص نهايتها معروفة، لقد عشنا الكثير من النهايات المفتوحة.

طردت «الوسواس الخناس»، وغيرت وجهة المقال للحديث عن التخصص، قطاع الإعلام في سوق الأسهم -تداول-، شركتان فقط، ونعرف أحوالهما، الا أن المحدودية على كل حال تجعل شركة أو شركتين -كما هو الحال- تتحكم بمؤشر القطاع، وتشوه جاذبيته الحقيقة لرؤس الأموال، ناهيك عن كونها لا تجد منافسة لقصص نجاح أخرى فيزداد ترهلها.

أعتقد أن الوقت حان اليوم لدمج وطرح المؤسسات الصحفية المحلية للتحول إلى شركات مساهمة، وهو ما يحقق تعظيم استثماراتها ودخولها للإعلام الجديد وبقائها حاضرة ومؤثرة في المستقبل القريب، كما تحفيز وتشجيع وتجهيز شركات المعلومات والمحتوى والخدمات الإلكترونية للاستعداد للدخول في هذه السوق خلال سنوات قليلة قادمة.

بمثل هذا التوسع في هذا القطاع قد نعيد قصص نجاح حقيقية ومستدامة لمؤسسات إعلامية سعودية أو حتى مؤسسات جديدة قادمة، نعيد أكثرمن سيرة لشركة تهامة الأولى، مع الاعتذار للحال اليوم.

علينا الآن أن ندرك جيداً أن قطار الإعلام والنشر وحتى الإعلان، يسير بعيداً عن مساره التقليدي، الاتجاه الآن هو نحو شركات إعلام المستقبل، والحل هو في فتح الآفاق للمؤسسات الصحفية وغيرها للدخول في السوق، وطرح جزء من أسهمها وجلب استثمارات تضمن لها التحول الرقمي والبقاء متعافية في المستقبل.

 

نقلا عن الجزيرة