التعامل باليوان بدلاً من الدولار في أسواق البترول

10/09/2017 6
د. أنور أبو العلا

الدولار كان ولايزال -وغالبا سيبقى على مدى المستقبل المنظور- هو العملة الوحيدة التي يُسعّرُ بها البترول في البورصات، وأسواق البترول الآجلة والفورية. وبالتالي يتم جميع التبادل التجاري (عقد العقود طويلة الأجل للبترول) بين المصدرين والمستوردين بالدولار.

بتاريخ 1 سبتمبر 2017 (قبل عشرة أيام) نشرت الصحيفة الآسيوية (Nikkei Asian Review) تقريرا تقول فيه إن الصين (أكبر دولة مستوردة للبترول) تُعد العدّة الآن لفتح بورصة آسيوية للتداول في عقود البترول الآجلة باليوان (العملة الصينية) المغطى بالذهب بالكامل (أي سيُترك الخيار لبائعي البترول أن يستبدلوا اليوان بما يعادله من الذهب).

تاريخيا حاول البعض أن يعقد أحيانا صفقات مقايضة ثنائية لتبادل البترول لم يكن الدولار واسطة التبادل فيها ولكنها محدودة وليس لها تأثير على التعامل بالدولار.

في حالة نجاح الصين في إنشاء هذه السوق الآسيوية وتوصلها بنجاح إلى اختيار مزيج بترول آسيوي ليكون كمؤشر (benchmark) مُنافس لمؤشّري بترول مزيج برنت، وبترول غرب تكساس. ومن ثم بيع البترول باليوان فإن هذا سيتيح الفرصة للدول المصدرة للبترول (خاصّة روسيا وإيران في حالة المقاطعة) بأن تستغني عن الدولار كوسيلة لبيع بترولهم واستبداله باليوان القابل بدون قيود لتحويله إلى الذهب ومن ثمة لن تخشى الدول المصدرة للبترول من تقلبات سعر اليوان أو تراكمه لديهم.

الصين يبدو أنها جادة في المضي قُدُما في استخدام اليوان المغطى بالذهب كأداة لدفع قيمة وارداتها من البترول بتلميحها بأن المنتجين للبترول الذين يرغبون في بيع بترولهم لها باليوان سيكون لهم الأفضلية. أما الذين لا يرغبون في قبول اليوان سيفقدون حصتهم السوقية في السوق الصيني.

ثم تمضي الصحيفة قائلة بأنه سبق في شهر يوليو الماضي أن اقترحت الصين على المملكة تسعير وارداتها من بترول المملكة باليوان ولم يكن من الواضح ماذا كانت ردة فعل المملكة على هذا الاقتراح. ولكن الصين -على حد قول الصحيفة- آخذة في تخفيض حصة المملكة من إجمالي وارداتها من البترول فانخفضت حصتها من 25 % عام 2008 إلى 15 % عام 2016.

الخلاصة: أنه لا يوجد الآن إلاّ مؤشران أساسيان اثنان هما مزيج بترول برنت البريطاني وبترول غرب تكساس الأميركي وكلاهما يُسعّران بالدولار وحده الذي يقبله جميع المصدرين للبترول (على رأسهم روسيا وجميع الدول المُعادية لأميركا) سواء طوعا أو كرها. أما بالنسبة لخطة الصين بأن تنشء بورصة آسيوية للبترول باليوان فرغم أنه نظريا قد تقبله بعض الدول المصدرة للبترول لكن عمليا من أين ستأتي الصين بالذهب الكافي لاستبدال اليوان وهذا قد يُعيق تنفيذ الفكرة. 

 

نقلا عن الرياض