إعادة توازن الأسواق وصل إلى مرحلة اللاعودة!

21/08/2017 0
د. فيصل الفايق

أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي سجلت اتجاهين مختلفين للخامان القياسيان برنت ونايمكس، حيث سجل خام برنت ارتفاعا إلى 52.72 دولار، بينما انخفض خام نايمكس إلى48.51 دولار. هناك استمرار في الإنخفاض السريع للمخزونات، واذا استمرت بهذه الوتيرة المتسارعة بإذن الله سوف تهبط بالمخزونات الى دون متوسط الخمس سنوات في أقل من شهرين، وتيرة التراجعات السريعة هذه تثبت تأثير تخفيضات أوبك لإعادة التوازن للسوق حتى وإن لم نشاهد تأثير صعودي على تحركات الأسعار لعدم قدرة سوق العقود الآجلة على تصحيح نفسها ومواكبة التحسن القوي في أساسيات السوق ومعنوياته!

الأسبوع الماضي برزت عوامل كان من الممكن أن تؤثر سلبا على الأسعار أكثر بعد تراجع أسواق الأسهم الأميركية والآسيوية وارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع مقابل سلة العملات الرئيسية، ولذلك مازالت الأسعار تتحرك في نفس النطاق الضيق من عدة اشهر، بالرغم من دعم السوق المادي لتكون في الإتجاه الصعودي مع الأساسيات القوية وتأثير المخاطر الجيوسياسية الحاصلة والتي كان لها تأثير أكبر سابقا.

هذا وأخيرا استجابت الفروق في الهياكل التسعيرية للإنخفاض السريع في المخزونات بشكل دراماتيكي مع تحول المنحنى السعري لخام برنت الى الباكوارديشن بأسعار مستقبلية أقل من الأسعار الحالية لأول مرة منذ عدة سنوات، وهذا التحول في منحنى الهيكل التسعيري لخام برنت الى الباكوارديشن يعتبر مؤشر استنزاف المخزونات حيث لا توجد جدوى إقتصادية في تخزين النفط، وهذا علامة على أن سوق النفط وصل إلى مرحلة متقدمة جدا من التوازن.

وهذا التوازن انعكاس بديهي للسحب المتسارع من مخزونات النفط الخام العالمية حتى في دول منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية التي انخفضت المخزونات العائمة فيها بمقدار 30 مليون برميل في الشهر الماضي، اما مخزونات النفط الأميركية فانخفضت للأسبوع السابع بنحو 8.95 ملايين برميل إلى 466.5 مليون برميل، مسجلة أدنى مستوياتها منذ منتصف يناير 2016، وهذا يمثل %13 مستويات أقل عن الذروة المسجلة في مارس 2017، مما يعني انخفاض يومي بأكثر من 500 ألف برميل يوميا خلال الأربع أشهر الماضية، وفي المقابل انخفض عدد منصات النفط الأمريكية بمقدار 5 إلى 763 وهو أكبر انخفاض من مطلع هذا العام.

وبعد كل هذه المعطيات القوية في السوق، هناك من يطالب منظمة أوبك بتعميق خفض الإنتاج لعدم قدرة السوق على تصحيح نفسها لأن الأسعار لم تسطيع مواكبة التحسن القوي في أساسيات السوق، مشككين بجهود منظمة أوبك لتوازن السوق ومطالبين برفع مستوى إمتثال تخفيض الإنتاج الذي يشهد حالة من تسارع العمل المكثف تجني ثمارة الأسواق بتوازن متسارع.

تغطية أسواق النفط الفورية والمادية (Physical Markets):

هناك أداء قوي للأسواق النفط المادية بتداولات فورية بفروقات سعرية  سجلت ارتفاعا ملحوظا وطلب قوي للأشهر القادمة بعد التحسن الملحوظ في أنشطة التكرير الآسيوية عموما وخاصة في الصين وفيتنام،  في الوقت الذي تشهد فيه صادرات النفط السعودية إنخفاض إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات عند 6.9 مليون برميل يوميا، في حين انخفضت المخزونات السعودية إلى 257 مليون برميل مما يمثل أدنى مستوى لها من أكثر من خمس سنوات.

 
خاص_الفابيتا