استقرار الأسعار مؤشر لتوطيد معنويات السوق الإيجابية!

06/08/2017 2
د. فيصل الفايق

أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي مستقرة نسبياً عند مستويات قريبة جدا من إغلاق الأسبوع الماضي وتراجعات طفيفة لا تتعدى العشرين سنتا، حيث تراجع خام نايمكس إلى 49.58 دولارا، وتراجع خام برنت إلى 52.33 دولارا، واستقرار خام برنت فوق حاجز الخمسين يعتبر مؤشرا قويا داعما للسوق مقارنة بتقلبات هذا العام حتى مع ارتفاع صادرات أوپيك إلى مستوى قياسي في شهر يوليو عند 26.11 مليون برميل يوميا.

استقرار الأسعار مدعوم بتوقعات عقوبات أميركية على قطاع النفط في فنزويلا، والطلب القياسي على البنزين في أميركا بعد بيانات قوية للوظائف الأميركية، وكان من المفترض أن ترتفع الأسعار نتيجة تراجع الدولار الأميركي إلى أقل مستوياته منذ 15 شهرا، ولكن لم نر أثرا لذلك بعد! استقرار الأسعار ابرز مظاهر الثقة في السوق، حيث لا تزال مخزونات النفط في انخفاض، فعلى أساس سنوي انخفضت لمدة شهرين على التوالي، مما يمثل أول انخفاضات سنوية خلال أكثر من ثلاث سنوات.

نشاطات المضاربين المحدودة وتباطؤ عمليات التحوط يعتبر مؤشراً رئیسياً لرصد تحركات الأسعار، لذلك فإن تسریع برامج التحوط المتوقع لعام 2018 بشكل حاد سوف يبقي الأسعار مدعومة، هناك تحركات متوقعة لأن ضعف الدولار الأميركي يوفر دعما للأسعار، بالإضافة للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران وفنزويلا وروسيا، مما يساعد على توطيد معنويات السوق الإيجابية.

تغطية السوق المادي (Physical Market):

٭ الأساسيات القوية في أسواق النفط المادية والفورية، أدت إلى تضييق حاد في هياكل السوق التسعيرية Market Structure، على الرغم من قلة عمليات التحوط في العقود الآجلة، بسبب ترسيخ التوقعات السلبية برياح معاكسة، إلا أن السوق المادي أثر بوضوح على تسطيح منحنى الأسعار الأمامي للعقود الآجلة.

٭ بلغ متوسط تبادل العقود الآجلة للمقايضات 1.11 دولار للبرميل حتى الآن هذا العام، Exchange of Futures for Swaps EFS، وهو الذي يقيس القوة النسبية لخام برنت الى خام دبي، وهذا المستوى أقل بكثير من 3.30 دولارات للبرميل في المتوسط خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما حفز الطلب من المصافي الآسيوية، وجاء مواتياً للصيانة السنوية على حقول بحر الشمال الذي تسببت إلى تباطؤ الإنتاج إلى 716 الف برميل يوميا وهو أدنى مستوى لها في 3 سنوات، وبالتالي ارتفعت خامات بحر الشمال إلى أعلى مستوى مرجعي مقارنة مع مؤشر برنت المادي!٭ تعزز سوق مشتقات النفط في أوروبا بعد أن أدى حريق في مصفاة شل في روتردام (هولندا) إلى إيقاف أكبر مصفاة في أوروبا لمدة تصل إلى أسبوعين وعلى الرغم من عدم وجود عواقب مباشرة لتقديرات النفط الخام في السوق الفورية، فقد يؤدي الانقطاع إلى خفض 400 ألف برميل يوميا على طلب النفط في المنطقة، مما دفع الى سحب المزيد من النفط من المخزونات، وساهم في تعزيز معنويات السوق الإيجابية وهوامش التكرير، وقد يؤدي ذلك بدوره إلى زيادة طلب مصافي التكرير الأوروبية الأخرى، التي تعمل بطاقة تكرير 80% بالرغم من تقادمها، وهذا يوفر دعم لأسعار النفط.

٭ قرار أميركا بخفض جميع واردات النفط الخام من فنزويلا سيؤدي إلى تعزيز الطلب على الخامات المتوسطة والثقيلة والتي تعاني من شح في المعروض، السوق سيواجه مشكلة شديدة في التعامل مع الحظر الأميركي، اذ سيحتاج يوميا الى نحو 750 الف برميل من الخام الفنزويلي الثقيل المرغوب في المصافي الأميركية المتطورة وهوامش ربحيتها العالية.

وسيكون على أميركا استيراد كميات مماثلة من النفط الخام الثقيل من أماكن أخرى، وستخسر مصافي التكرير الأميركية في هذا السيناريو، التي قد بنيت مصانعها لتشغيل النفط الثقيل، وهذه الفجوة سوف تخلق نقصا فوريا سيعيد توجيه التدفقات ويخلق أسعارا أعلى لمحدودية توافر الخامات الثقيلة في السوق.

 

 

نقلا عن الانباء