هبوط النفط لا يعكس أساسيات السوق

10/07/2017 0
د. فيصل الفايق

هبطت أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي، حيث هبط خام برنت إلى 47.01 دولارا للبرميل، بينما هبط خام نايمكس إلى 44.23 دولارا للبرميل.

وبالرغم من أساسيات أسواق النفط القوية خصوصا بعد الانخفاض المستمر والأكبر من المتوقع في مخزونات النفط والبنزين الأميركية، والذي كان من المفترض أن يدعم التوقعات الإيجابية بالقضاء على التخمة في المخزونات وليس العكس.

هناك معنويات قوية في أسواق النفط تم تجاهلها ولم تنعكس على الأسعار مثل: الزيادة المضطردة قادمة في الطلب على البنزين ونحن في موسم الصيف، والتحسن الملحوظ في هوامش اقتصاديات تكرير المصافي، والزيادة في الطاقة الاستيعابية لمصافي التكرير، ومع كل تلك المعنويات الصاعدة، لاتزال الأسعار قريبة جدا من المستويات الأدنى في سبعة أشهر!

لا يوجد تحليل نقرأه من الإعلام النفطي الغربي عن أسباب هذا التراجع في أسعار النفط إلا ارتفاع الدولار والمخاوف الناشئة عن زيادة العرض، وهذا من وجهة نظرهم زاد من قلق المضاربين بشأن زيادة وفرة المعروض على الرغم من تراجعات أكثر حدة في المخزونات في الأسابيع القليلة الماضية، بالرغم من المعنويات الإيجابية التي أوجدها تراجع مخزونات النفط والبنزين في أميركا أكبر مستهلك للنفط والبنزين في العالم!

أما على صعيد الإنتاج الأميركي من النفط، لايزال عند مستويات قريبة منذ بداية العام عند 9.34 مليون برميل يوميا، وبالتأكيد أن انخفاض الأسعار مؤخرا أدى إلى تباطؤ نمو الإنتاج الأميركي بوتيرة أبطأ من توقعات المحللين، وهناك تساؤلات كبيرة عن استدامة النمو السريع في الإنتاج الأميركي، وبالتالي هناك خطأ في فرضية أن الزيادة في العرض بنمو متسارع سببت اختلال في توازن العرض والطلب، والاعتقاد الخاطئ أن تخفيض إنتاج دول أوپيك وخارجها تم امتصاصه من الزيادة في الإنتاج الأميركي.

وهنا نريد أن نؤكد أن ارتفع عدد منصات الحفر في أميركا ليس مؤشرا صحيحا لتحركات الأسعار ولا يعكس أساسيات أسواق النفط ولا معنوياتها، حتى مع الزيادة في عدد الحفارات الأميركية الذي وصل إلى 763 حفارة، الأعلى منذ أبريل 2015.

وتأكيدا على ذلك، تم تعديل الزيادة في الإنتاج الأميركي من شهر فبراير إلى شهر أبريل بمقدار 8 آلاف برميل يوميا فقط في التقرير الشهري الأخير مقارنة بـ 250 ألف برميل يوميا نشرت في بيانات معلومات الطاقة الأميركية الأسبوعية السابقة! وهذا بسبب تراجع إنتاج النفط البحري الأميركي من خليج المكسيك بسبب الصيانة على حقول النفوط المتوسطة ذات نسبة الكبريت العالية.

حتى وإن كانت هناك زيادة في الإنتاج قادمة، من المرجح أن الارتفاع في الطلب سوف يمتص أي زيادة في الإنتاج مما يجعل الأسواق ترحب بأي زيادة محتملة في إنتاج النفط الصخري أو النفوط غير التقليدية الأخرى.

نقلا عن الانباء