ارتفع الاستهلاك المحلي للوقود من المشتقات النفطية فى شهر ابريل الماضي بشكل ملحوظ مقارنة بشهر ابريل من عام 2016، وبحسب تقرير اوبك الاخير فان استهلاك المملكة للنفط ارتفع فى شهر ابريل 2017 الى 2.46 مليون برميل باليوم مقارنة بـ2.29 مليون برميل باليوم فى شهر ابريل 2016.
وجاء الارتفاع مدفوعا بزيادة الطلب على زيت الوقود الثقيل لتشغيل محطة الشقيق لتوليد الكهرباء فى منطقة جازان. وتستهلك هذه المحطة حوالى 250 الف برميل زيت وقود باليوم وتضيف 2640 ميجاوات من الكهرباء الى الشبكة.
الجدير بالذكر ان استهلاك المملكة للنفط فى شهر مارس 2017 كان 2.126 مليون برميل باليوم. وهذا يعنى ان الاستهلاك المحلى للنفط ارتفع خلال شهر واحد بحوالى 334 الف برميل باليوم او بحوالي 16% وهي نسبة مرتفعة. ولا شك ان قطاع الكهرباء يستحوذ على حصة كبيرة من الاستهلاك المحلى للنفط.
ولكن من الملفت للنظر ايضا ارتفاع الطلب المحلي على البنزين بأكثر من 7% مقارنة بابريل 2016. ولقد ارتفع الاستهلاك المحلى للبنزين فى ابريل 2017 الى 622 الف برميل باليوم مقابل 580 الف برميل باليوم فى ابريل 2016 وهذا يعرض حجم الحاجة المحلية لوقود المواصلات الاول بالمملكة البنزين. ويبدو ان النقل بواسطة السيارات لا ينافسه اي مصدر اخر بالمملكة.
وفى نفس السياق ارتفع الطلب على وقود الطائرات بالمملكة من 93 الف برميل بابريل 2016م الى 110 الف برميل باليوم بابريل 2017م. وهذا يشير الى ان استهلاك وقود البنزين بالمملكة اعلى من استهلاك وقود الطائرات بحوالي ستة اضعاف. وهذا يشرح مدى الاعتماد على السيارات فى المواصلات الداخلية.
ولكن الحقيقة ان نسبة ارتفاع استهلاك البنزين والتى تعدت 7% تعتبر عالية مقارنة بالنسب العالمية. ولوقارنا النسبة بالهند ثالث اكبر مستهلك للنفط بالعالم لوجدنا ان الهند رفعت استهلاكها للبنزين بين ابريل 2016 وابريل 2017 بـ4.5%.
والجدير بالذكر ان الهند استهلكت فى شهر ابريل الماضي 593 الف برميل بنزين باليوم اي اقل من المملكة بحوالي 5%. ولقد رفعت البرازيل والتى تعتبر ضمن اكبر ستة دول باستهلاك البنزين من استهلاكها فى شهر ابريل بـ2.2% فقط. واما الدول المتقدمة صناعيا فلم تشهد نموا في الطلب على البنزين بل العكس فقد خفضت اليابان استهلاكها بـ 2.1% والدول الاوروبية الكبيرة (بريطانيا وايطاليا والمانيا وفرنس) بـ 1.2% وخفضت امريكا استهلاكها بين مارس 2016 ومارس 2017 بـ 0.5%.
وفى الختام ارتفع الطلب المحلى فى شهر ابريل 2017 على زيت الوقود (لتوليد الكهرباء) والبنزين بحوالي 300 الف برميل باليوم مقارنة بشهر ابريل 2016. وهذا يلخص التحديات التى تواجه قطاع الطاقة بالمملكة، والتي اهمها التخلي تدريجياً عن حرق النفط ومشتقاته فى توليد الكهرباء واعتماد مصادر اخرى كالمتجددة والغاز الطبيعي والتحدى الاكبر هو خفض الاعتماد على السيارة كمصدر اول وشبه وحيد للمواصلات بالمملكة.
وقد ارتفع الاستهلاك المحلي للبنزين بين ابريل 2002 وابريل 2012م بحوالى 230 الف برميل ثم ارتفع بآخر خمسة اعوام (ابرايل 2012-ابريل 2017) بحوالى 143 الف برميل وهذا يجعلنا توقع نمو الاستهلاك المحلى للبنزين بالمملكة الى 765 الف برميل باليوم على اقل تقدير بحلول ابريل 2020 ان لم تعالج مشكلة استخدام السيارة كوسيلة نقل وحيدة داخل المدن ومن قبل جميع الشرائح.
نقلا عن الرياض