يهدر الفرد السعودي 250 كلغم من الطعام سنوياً، مما جعل المملكة تتبوأ المركز الأول في هدر الطعام على مستوى العالم ولا فخر، مع أن المجاعة تجتاح كثيراً من البشر أكثرهم مسلمون.
ولعاداتنا وتقاليدنا دور كبير في هذا الهدر الخطير لأنعم الله جلّ وعز.. حفلات الزواج.. الولائم (وخاصة الخالية من البوفيه).. مقولة (الزود ولا النقص).. اختلاف أذواق الأولاد عن الآباء، إذ يتم في البيت ما يكفي جميع أفراد الأسرة ويزيد ولكن الأولاد لا يريدون طبخ البيت في كثير من الأحيان.. فيطلبون من المطاعم خاصة الوجبات الجاهزة التي تنفخ الجسم ولا تغذيه، وتزيد معدلات الكوليسترول والسكر وتنشر وباء السمنة الذي يحتل فيه مواطنو المملكة مركزاً متقدماً ويترتب عليه أمراض وخسائر..
الغريب أننا - ونحن البلد الذي يحرص على تطبيق الشرع المطهر ويتظاهر بالاهتمام بتعاليم الإسلام - يفعل كثير منا عكس ذلك تماماً، فيُسرفون فيما يطبخون وفيما يأكلون ثم يملؤون سلال المهملات بالطعام، وكذلك يفعلون حين يطلبون من المطاعم، مع أن الله عز وجل يقول (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
ورسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرّاً من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه، وثلثٌ لِنَفَسِه)
والمثل العربي العريق يقرر أن (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء).
نقلا عن الرياض