في اجتماعات الجمعيات العمومية السنوية للشركات المساهمة العامة، يضطلع حضور مديري المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار بدور مهم في مناقشة الإدارات التنفيذية ومجالس الإدارة حول الملاحظات والمواضيع المهمة الخاصة بأداء هذه الشركات.
وتتمثل المشكلة التي تواجه مديري محتوى التقارير المالية السنوية الصادرة عن الشركات، بعدم وجود مَن يقرأها من المساهمين أو يتفاعل معها في الشكل المطلوب. ويُعدّ ذلك إفشالاً كبيراً للحوكمة، بل يدفع إدارة الشركات إلى التجرؤ على إخفاء المعلومات وإدارة الأرباح بما يخدم أشخاصهم، وليس ما ائتمنوا عليه من مهمات ومسؤوليات. ويُفقد ضعف عدد مهم من المستثمرين والمساهمين في المعرفة والوعي، السوق توازنها ويجعل القرارات كلها تتجه لمصالح شخصية وغير عادلة تتعارض مع أهداف حوكمة الشركات، وقد يكون بعضها غير أخلاقي.
وأكثر ما تستعد له إدارة الشركة في اجتماعات المساهمين وتخشاه وتحترمه، هو المساهم الذي يملك المعرفة، فيما لا تولي أي اهتمام للمساهم الجاهل. ولا يقتصر الوعي المالي والمحاسبي على قراءة التقارير المالية، بل يتعدى ذلك إلى تحديد شكل هذه التقارير والاتفاق غير المباشر حول مضمونها، من بيانات ومعلومات لتسهيل احتساب السعر العادل لأسهم الشركات المدرجة.
والتفاعل الإيجابي بين مُصدِر التقارير (إدارة الشركات) ومستخدميها من المساهمين والمستثمرين، يساهم في رفع جودتها والمطالبة بمزيد من الإفصاح والشفافية. ويطرح المستثمرون الناشطون والمؤثرون عادة، وفي مقدمهم مديرو المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار أسئلة استراتيجية وحيوية خلال اجتماعات الجمعيات العمومية تؤخذ في الاعتبار وتواجهها الإدارة من قبل المسؤولين التنفيذين. كما يسعى المساهمون الناشطون إلى التحرك بفاعلية بما فيه مصالح الشركات التي يملكون أسهمها، ويطلبون أيضاً من أعضاء مجالس الإدارة الدعوة إلى اجتماع الجمعية العمومية للمساهمين، في حال تبين لهم وجود مخالفة لنظام الشركات أو الشركة أو وقوع خلل أو تلاعب في إدارتها. لذا يُلاحظ أن بعض الشركات تهتم فقط بالمساهمين المؤثرين وأصحاب الملاءة المالية على حساب الباقين.
ويفرض عادة المستثمرون المؤثرون على الشركات التزام تطبيق القوانين وأنظمة الحوكمة لتفعيل الرقابة الداخلية بكل حزم، لحفظ حقوق جميع المساهمين.
ويكون مجلس الإدارة مسؤولاً أمام جميع شرائح المساهمين عن التوجهات الاستراتيجية للشركات والرقابة الفعالة على الإدارة، والتي يُفترض أن يختاروها، استناداً إلى معايير الخبرة والنزاهة والتخصص. ويتأكد المستثمرون المؤثرون باستمرار من أن مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ممثلون حقيقيون لمصلحة جميع المساهمين، وليس لمصلحة بعض المالكين. ويكونون عادة في مقدم الحضور في اجتماعات الجمعيات العمومية لمناقشة مجالس الإدارة والإدارة التنفيذية، حول ملاحظاتهم وتحفُّظاتهم واقتراحاتهم وانتقاداتهم بعكس نسبة مهمة من مساهمي بعض الشركات الذين يتغيّبون عنها، ما يفسح المجال للإدارة التنفيذية لتمرير قراراتها واقتراحاتها ومخالفاتها.
ولاحظت خلال حضوري جمعيات عمومية، للشركات ممثلاً «بنك أبو ظبي الوطني»، أن ممثلي صناديق الاستثمار ومديري المحافظ الاستثمارية أكثر المساهمين وعياً وتأثيراً وتفاعلاً مع اجتماعات الجمعيات العمومية للشركات، لإطلاعهم المسبق على البيانات المالية وتحليلهم البنود الواردة في هذه البيانات، والطلب من الإدارة توضيح تفاصيل المؤشرات والتأكد من صدقيتها ودقتها. وتأتي في مقدمها مؤشرات السيولة والأداء ومصادر الأرباح والإفصاح الكافي عن تقويم أصول الشركات، لجهة الصدقية والمهنية وغيرها من المعلومات المهمة. ويساهم وجود عدد مهم من المساهمين المؤثرين والفاعلين في اجتماعات الجمعيات العمومية لبعض الشركات، في استعداد إدارات الشركات ومجالسها للرد على الاستفسارات وتوضيحها، وللحديث بقية.
نقلا عن الحياة
الله عليك فعلا
احسنت استاذ زياد احب اسجل اعجابي فيما تطرح وتكتب وظهورك مميز في القنوات الفضائية كل الود والتقدير لك وكل عام وانتم بخير