مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في ريادة ودعم أعمال الخير والبر والإحسان، داخل المملكة وخارجها، أشهر من أن تُذكر، فهي كالشمس في رابعة النهار، واستقصاؤها يملأ مجلدات، فالملك سلمان -حفظه الله- هو رائد أعمال الخير منذ أكثر من نصف قرن، والمستفيدون بالملايين، والله لا يُضيّع أجر المحسنين..
وبحسب هذه الزاوية أن تشير إلى جزء من أعماله الخيرية -حفظه الله- إشارة الإصبع إلى صرح كبير من صروح الإنسانية والذي شمل بخيره وعطائه أنحاء العالم بلا تمييز ولا منّ ولا حدود، ذلك هو (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) كشجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تمتد جذوره الطيبة إلى أكثر من نصف قرن، إذ كانت المملكة -ولا تزال- رائدة الأعمال الإنسانية والإغاثة وهي الأولى على مستوى العالم نسبة للناتج الوطني، وعلى مدى ذلك التاريخ الطويل المنير من مبادرات الخير والإغاثة والإعانة والإحسان كان، ولايزال، سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يرعاها ويُنمّيها، ويشمل بخيرها داخل المملكة وخارجها، فما مِن بقعةٍ في أرجاء العالم إلّا وبها من سخاء المملكة العربية السعودية، وَسَبْقِها لكل مافيه خير البشر، فهي تُغيث المكروبين، وتُعين المحتاجين، وتُواسي المرضى، وتبني المساجد والمراكز الإسلامية، والمشافي الثابتة والمتنقلة، وتحفر الآبار لإرواء العطشى وإنماء الزرع، وتساعد الناس على مساعدة أنفسهم، وتحارب الجهل والفقر والمرض، وتنشر العلم والرخاء والوعي، وتحرص على أن يعم الحق والخير والجمال أنحاء العالم، بأعمال جليلة، متواصلة، يندر أن نجد لها مثيلاً في عالم اليوم، وقد اختار -حفظه الله - للإشراف على هذا المركز الدكتور عبدالله الربيعة الذي عطَّر الوطن بعملياته الناجحة في فصل التوائم، وأمتاز بالعبقرية في هذا المجال..
وقد قدّمت المملكة لليمن الشقيق، وشعبه الأصيل، كل دعم وتأييد، وتبنّت التنمية الشاملة في أرضه ولدى شعبه منذ عقود، ووقفت معه في السراء والضراء، ولايزال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يمد الجسور الجوية والبرية والبحرية المتواصلة تقدم الغذاء والدواء والإعانات الشاملة والإغاثات المتواصلة للشعب اليمني الشقيق، والأقربون أولى بالمعروف، فالمملكة مرتبطة باليمن في الدين واللغة والهوية والجوار، وأرضنا مليئة بالإخوة اليمنيين يعملون بكرامة، ويكسبون بجزالة، ويرسلون الأموال الطائلة إلى أهلهم وأهلنا في اليمن الشقيق، وشعبها الكريم يعرف هذا ويحس به في أعماقه ويعتز بموقف المملكة مع اليمن والذي يفوق موقف الأخ مع أخيه..
إنَّ في ذلك قدوة للمصارف والشركات ورجال الأعمال الأثرياء للنهوض بالمسؤولية الاجتماعية التي هي من واجباتهم وتعود عليهم بالخير العميم.
نقلا عن الرياض