كابسارك يعكس الاتجاه ويستضيف مهندس الإتفاق النووي الإيراني!

23/04/2017 4
د. فيصل الفايق

في الوقت الذي جاء فيه ملك العزم سلمان الحزم بعاصفة الحزم، والتي ردعت إيران ومنعت تمددها في المنطقة بعد كشف كل مخططاتها التخريبية!

وفي الوقت الذي يزور فيه كبار مسئولي الإدارة الأمريكية الحالية المملكة، ويؤكدوا لنا وللعالم أجمع على عداء إيران وسعيها في نشر الفوضى في المنطقة! وفي الوقت الذي تؤكد فيه أمريكا أن إيران لاتحترم الإتفاق النووي، وأن إيران لا تزال دولة راعية للإرهاب، بينما تحاول امريكا استعادة علاقاتها مع الحلفاء التقليديين!

وفي الوقت الذي يأمر فيه الرئيس ترامب المجلس القومي الأمريكي بمراجعة صفقة الاتفاقية النووية الإيرانية، والتي قال عنها أنها أسوأ صفقة على الإطلاق، عقدها سلفه الرئيس أوباما، والتي من المفترض ان تمنع ايران من امتلاك سلاح نووي في مقابل تخفيف ورفع العقوبات الاقتصادية وعودة 100 مليار دولار لإيران الداعمة للإرهاب! والعالم كله أجمع بأن تعديات إيران وتدخلاتها قد زادت بشكل ملحوظ بعد هذا الاتفاق النووي صيف 2015.

أيعقل بعد كل هذا أن يأتي مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" فيستضيف وزير الطاقة الأمريكي السابق مهندس أهم انفراج عن ملالي طهران، والذي مكنهم من توقيع الاتفاق النووي، وفتح نافذة جديدة لقوى الشر بهذا الاتفاق برفع الحصار الاقتصادي لتحصل ايران على امتيازات توظفها في الإخلال بأمن المنطقة والدعم المتواصل للإرهاب؟!

أيعقل أن يستضيف "كابسارك" وزير الطاقة الأمريكي السابق، ليستعطف مديحه بعد ان همش الباحث السعودي وقبع في ذيل قائمة المراكز البحثية في الشرق الأوسط وأفريقيا مع انه كلفنا المليارات! جاء وزير الطاقة السابق ليمتدح دور كابسارك في معالجة تحديات الطاقة العالمية، التحديات التي كان هذا الوزير هو أبرز مهندسيها، يمتدح دور المركز ليأتي ما قال عنه في خانة تأكيد الذم بما يشبه المدح.

وزير الطاقة الأمريكي السابق هذا كان هو المفاوض الرئيسي في تأمين الاتفاق النووي الإيراني، وجاء الاتفاق لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، مقابل فرض ضوابط غير صارمة على قدرتها على التسلح النووي لمدة عشر سنوات فقط، ولقد شاهدنا تجربة إيران الصاروخية البالستية مؤخرا، والتي قال عنها وزير الطاقة الأمريكي الاسبق هذا في تصريحاته أن الاتفاقية لا تشملها .... طبعا لأنها صممت لخدمة طرف واحد وهو إيران!

بغض النظر عن هوية الزائر ومكانته السابقة كوزير للطاقة في بلاده، لنسأل ما هو الهدف من استضافته الآن وهو مجرد باحث جامعي بالرغم مما عرف عنه من تبني مواقف داعمة لملالي طهران المناهضة لسياسات المملكة؟! استضافة كلفت الكثير في وقت نبحث فيه عن التوفير، ومن حق الجميع أن يتساءل، لماذا لم تتم استضافته عندما كان في منصبه؟!

ولابد أن العقليات غير الوطنية في كابسارك والتي كتبنا عنها في مقالات سابقة، هي التي كانت وراء هذه الاستضافة كما أستبعد تماما أن يكون أي سعودي وطني وراء هذه الاستضافة غير الموفقة.

لا أريد الخوض الآن في مسائلات الكونجرس الأمريكي العديدة لهذا الوزير عن تلك الاتفاقية، والحديث عن مقالب اتفاقية باريس لتغير المناخ، والتي فشل فشلا ذريعا في إقناع قومه بجدواها كما فشل قبلها في إقناع 32 ألف عالم وفيزيائي، كما أني لن اخوض الآن في أطروحاته التي أخلت بتوازن أسواق النفط في السنوات السابقة، فيكفي من القلادة ما أحاط بالمعصم.

كنا ننتظر من "كابسارك" كمركز وطني أن يكون سباقا لإغلاق كل السبل أمام التسويق لهذا الفريق، الذي قاد تلك المفاوضات، والتي كانت الإدارة الأمريكية السابقة تضغط من خلالها على بلادنا وتدعم رفع العقوبات عن إيران الداعمة للإرهاب والاضطراب في المنطقة، وتسعى لتعطيل كل ما أمكن من مصالحنا، وفي نفس الوقت تبحث عن ذرائع لتهديد المملكة بإقرار أنظمة مثل "جاستا " للتشويش وخلق المزيد من الضغط على توجهنا نحو التحول الوطني والمضي في رؤية 2030.

فأقدر كغيري أن من الواجب على مؤسساتنا العلمية والبحثية أن تكون نافذة على العالم المؤيد لنا في حربنا التي لم تعد خافية على أحد ضد ملالي طهران وأطماعهم وتوجيهاتهم الخبيثة، أو كأقل تقدير أن يكون تعاملنا في استمالة كل من هو على الحياد. وسد كل أبوب التعامل مع الجهات التي ثبت ميلها نحو إيران بتقديم تسهيلات، فلا مدحهم لمركزنا يشرفنا ولا يتوقع منهم تقديم مشورة نتقدم بها.

خاص_الفابيتا