الجديد في إعلان وزير الطاقة (113) مبادرة للنهوض بمنظومة الطاقة والصناعة والتعدين هو أن تلك المبادرات التي بنيت على أساس برامج مبتكرة من شركة أرامكو والشركة السعودية للكهرباء (واعد، اكتفاء، توطين ) لم يتم إعلانها عن طريق الشركات وإنما اعلنت عن طريق الوزير وهذا يعكس مدى الانسجام والتوافق مابين الوزير والشركات الكبرى لدينا والتي سوف تعود بالخير علينا بإذن الله، كما تعكس اهتمام الوزير النشيط بتبني تلك المبادرات والعمل على انجاحها.
ومهما كانت ملاحظاتنا فإننا نشيد ونشد على أيادي المسؤولين في وزارة الطاقة لمواصلة المسيرة وتحقيق مزيد من المبادرات والنجاح.
وأهم ماتم ملاحظته على تلك المبادرات هو عدم تحديد أهداف وفقاً لإطار زمني محدد يتم تنفيذها، كما تفتقد إلى معايير واضحة تمكن المواطن والمراقب من قياس النجاح والفشل.
الهدف الوحيد الذي قرأته وفق جدول زمني محدد هو زيادة المحتوى المحلي من 36% عام 2015م إلى 50% عام 2020م، وهذا المعيار يخالف تصريحات لوكيل وزارة الطاقة أدلى بها لجريدة الشرق الأوسط في 3 أبريل 2017 (إن شركة الكهرباء وطنت 70% من مشترياتها من المصانع المحلية) فمن نصدق ؟
والملاحظة الثانية والأخيرة أن تلك المبادرات تأتي خالية من أي إشارات بإيمان من أطلقها وإيماننا بأفكارنا وخطواتنا هي من تصنع المعجزات مهما كان حجم المبادرة فعلى سبيل المثال برنامج "اكتفاء" الذي أطلقته شركة أرامكو يأتي في الوقت الذي تتبع فيه أرامكو سياسة توقيع اتفاقيات توريد قطع الغيار حصرياً مع المصنعين خارج المملكة ولعقود طويلة الأمد.
كما أن برنامج "توطين" الذي أطلقته الشركة السعودية للكهرباء لا يتوافق مع سعي شركة الكهرباء بترسية عقد استبدال ملايين العدادات الكهربائية بعدادات إلكترونية دون أن يكون لها أي مجهود يذكر بتوطين تلك الصناعة السهلة في المملكة (ماعدا محاولات متواضعة من شركة الالكترونيات المتقدمة).
وأخيراً برنامج "واعد" وما يتحدث عنه بجلب استثمارات لصناعات السيارات بينما مشاريع الوزارة بقيمة 50 مليار للطاقة المتجددة وهي تقنية غير محتكرة لايوجد أي جهود تذكر بإشراك المصانع السعودية من تلك المشاريع، وإنما اعتماد كلي على استيراد التقنية .
الثورات الصناعية تولد من رحم الأزمات، ورؤية المملكة 2030 سكنت في مكنون كل مواطن ومسؤول خوفاً وطمعاً، وخلقت تحديات في أطر زمنية محددة والتي لا يساورني الشك فيها بقدرتنا على مواصلة النجاح وتحدي الصعاب.
خاص_الفابيتا
ههههههههههههه