ليس اختراعا سعوديا، وبغض النظر عن تخريجات الاقتصاد السياسي، إلا أن ثمة أسبابا عملية تجعل «حساب المواطن» يكتسب المزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن فكرة «الدخل الأساس الشامل» (وهو – إن جاز التعبير – الاسم العلمي لحساب المواطن) ليست جديدة، كما بينت في المقال السابق.
وليس أدل على ذلك من أن دولة ضخمة سكانا واقتصادا مثل الهند قررت أن تتحرك باتجاه التخلي عن برامج الدعم والتموين المتداخلة والمتربعة على جبل من البيروقراطية والتعقيد، قررت أن تتخلى عن كل ذلك لصالح إيداع الأموال نقدا في حساب المواطنين الهنود المستحقين. ولعل من المبالغة القول أن لن تجد بلدا أكثر تعقيدا لتطبيق «حساب المواطن» من الهند، فمثلا شبكة البنوك لا تغطي البلد بكاملها، فثمة قرى بعيدة عن أي فرعٍ لأي بنك، يضاف لذلك أن عددا كبيرا من الهنود ليس لديهم رقم هوية وطني موحد (أدها) ويشمل حوالي 99 بالمائة من البالغين الهنود.
ورغم كل ذلك فقد قررت الهند التخلي عما يقارب 1000 برنامج تقليدي ومتهالك للدعم، لصالح إيداع مبلغ نقدي في حساب المستفيد، وسيكلف نحو 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، في مقابل البرامج القائمة التي تكلف نحو 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. وبذلك فإن الدعم المقدم للسلع التي تشمل بعض السلع الغذائية والمحروقات والكهرباء سينتهي في الهند لصالح الدفعة النقدية. وتماما، كما نسمع هنا فهناك من يعارض تلك المبادرة لاعتبارات منها أن المستفيد، قد يسيء التصرف في النقد فلا ينفقه على الضروريات بل على الكماليات!.
لكن أي انتقاد هو أقل تكلفة وإيلاما من فساد بعض القائمين على البرامج بما يتيح للمستحقين أقل من حصصهم! وكذلك، كما نناقش هنا، فالسؤال في الهند هو: من يستحق أن يقبض الدعم، ولذا فإنه ليس متصورا أن يكون الحساب «شاملا»، بمعنى أن يشمل كل المواطنين الهنود، بل قد يستبعد رُبع المواطنين باعتبار أنهم في بحبوحة.
وعلينا إدراك أننا نأتي لعالم «حساب المواطن» من خلفية مختلفة نوعا، وهي خلفية تقديم الدعم لجميع السكان، مثل الأرز المدعوم وحليب الأطفال المدعوم والمنافع المدعومة. والحديث عن خفض الدعم الحكومي لا يأتي من منطلق أن شركة أرامكو -مثلا- تحقق خسائر نتيجة لبيع البنزين دون التكلفة محليا، بل من منطلق السعر المرجعي، والأمر ينطبق على بقية السلع والخدمات، بمعنى أن المقارنة تقوم على حساب «الفرصة الضائعة».
ولذا، فلست ممن يقول إن وظيفة «حساب المواطن» محددة ومرتكزة حول «التعويض»عن إعادة هيكلة منظومة الدعم، بل لعل الأقرب ان «حساب المواطن» سيغدو الآلية الملائمة للمساهمة في تحسين كفاءة توزيع الدخل للمواطنين، إذ أن وظيفة «حساب المواطن» تتجاوز الضمان الاجتماعي ومكافحة الفقر، أو حتى دفع مخصصات البطالة، بل أوسع من ذلك لتشمل مخصصات لتغطية التأثيرات الناتجة عن التغيرات الاقتصادية وإعادة هيكلة الأسواق والتعامل مع تشوهاتها أو حتى تطورها، ومن أمثلة تلك التأثيرات: البطالة الناتجة عن الاستقدام الجائر، والناتجة عن الانكماش الاقتصادي، أو لدخول الأتمتة وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي ستلغي -بطبيعة الحال- العديد من الوظائف اليدوية ومنها وظائف كتابية. «ساند» حل مؤقت لا يصلح للحالات المزمنة والهيكلية، فالحاجة هي لحل شامل يخفف الضغوط الحياتية عن المواطن.
وهناك من قد يظن أن الدفعات النقدية ستجعل المواطنين كسالى واتكاليين، لكن الدراسات والبحوث المستفيضة لا تؤيد تلك المخاوف، إذ أن «حساب المواطن» لن يكون مبادرة يتيمة بل من المؤمل أن تتزامن مع سياساتٍ تعزز الاستفادة من الموارد البشرية السعودية وتدفع بها وتؤهلها لأفضل الوظائف، حتى لا تُجبر تشوهات سوق العمل الباحثين عن عمل من السعوديين على قبول أي وظيفة فقط لتغطية مصاريف الأكل والشرب والحصول على تأمين طبي للموظف وأسرته! باعتبار أن «حساب المواطن» سيودع نقدا كافيا يؤمن للأسرة الضروريات، وأن على الأسرة -مع ذلك- أن تسعى حثيثا للارتقاء بدخلها لتحقيق تطلعاتها وطموحاتها. بمعنى أن وضع خبز على المائدة ينبغي ألا يكون هو الدافع لقبول المواطن للعمل، بل تحفيز المواطن للبحث عما هو أفضل.
نقلا عن اليوم
دعم الاسر موجوده في الدول الاسكندنافيه واوربا الصليبيين الكفار ولكن ليس بهذه المذله والاهانه لكن بهذه الطريقه اقول لك نعم اختراع سعودي
كثرتوا اللت والعجن في هالحساب وحنا ماندري وش ماهيته !!!!!!!!
ترفع الماء والطاقة على المواطن ثم تفكر في دفع مبالغ ليسددها ! اليست نكتة غبية. حساب المواطن بين ان 50% تحت خط الفقر وبعد الزيادات المقررة في نصف السنة الحالية سلتحق 40% من بقية ال 50% مع ابناء عمومتهم تحت خط الفقر ليصبح 90% من الرعية تحت خط الفقر وعليهم الصبر والأحتساب
زيادة ١٥٪ لكل العاملين بالدولة والضمان اسهل من عمل حساب المواطن واكرم
هل سيحسب دخل اوبر وكريم و كبائن الجوالات
أولاً كم تعداد سكان الهند مقارنة با السعودية ؟؟ ثانياً هل تسبح الهند على بحيرة من النفط لا يكلفها إستخراجه ١٠٪ من سعر بيعه ؟؟ ثالثاً كم يدفع أثرياء الهند ضريبة على دخلهم مقابل الفقراء ؟؟ بصراحة هل تجرؤ يا دكتوروانت متخصص في الاقتصاد على تحديد أو (على الاقل) محاولة تحديد ثروة كبار الاثرياء لدينا وكم هي نسبة دخولهم الشهرية مقارنة بدخل جميع المواطنين العاديين ؟؟ وأخيراً يا دكتور هل نرى منك مقالة مستقبلية عن نسبة الضرائب على الاثرياء في بعض دول العالم المتقدمة مقارنة بما لدينا ؟؟ وكم تشكل من إيراد الخزينة في هذه الدول مقارنة بما لدينا أيضاً ؟؟
الخطوة الثانية اعتقد انها ستكون ضرائب على دخل الاغنياء او ربما تكون بشكل غير مباشر من خلال مضاعفة الرسوم عليهم ولكن البروساسنق سيكون طويل ومعقد وربما يأخذا عشر سنوات على الاقل قبل ان يستقر بصورته الاولية.
السلام عليكم فسر لى كيف للاسره ان ترتقى بدخلها فى ظل هذه الاوضاع الاقتصاديه المزريه مااقول الا الله يطلعنا من هالشتويه سالمين يادكتور.
مقال رائع يا دكتور لو أختصرت شويه وعطيتنا الزبده نعم صحيح صناعة سعودية والدليل في الاول كان لفئة معينه والان أصبح للجميع
الدكتور الفاضل: امل ان يتسع صدرك للنقاش والطرح. اولا: من المستغرب من اكاديمى ان يقرر ما لا يتقرر ثم يبني استنتاجات ونتايج بناء على تقريرات وتعريفات غريبة. لا اعلم كيف قررت ان حساب المواطن هو بكل بساطة (دخل أساسي شامل). وتعريف الدخل الأساسي الشامل ان يكفل لمتلقيه مستوى معين من الرفاه الاجتماعي. هل المبدا الذي يتبناه حساب المواطن هو تامين مستوى معيشي معين للمتلقي ؟ وإذا كان كذلك ، ما هو المستوى المعيشي المستهدف تحقيقه من حساب المواطن ؟ ثانيا: حساب المواطن حسب تعريف القائمين عليه هو تخفيف لحدة رفع اسعار الطاقة على المواطن. وبالتالي فالمفترض ان الحساب يمتلك معلومات عن المعدل العادل لاستهلاك الفرد من الطاقة بغض النظر عن دخله. وسيقوم الحساب بالتعويض عن الفرق فقط. اذا كان عند الكاتب الكريم اعتقاد ان الدخل الاساسي الشامل هو شيء مطلوب ومفيد للاقتصاد عموما. فبالتاكيد ان حساب المواطن بعيد كل البعد عن ما يعتقده كاتبنا الكريم. ثالثا: دفاع الكاتب وقناعته بحساب المواطن يجب ان لا يكون عن طريق اعادة صياغة فكرة الحساب وتغليفها تغليفات عجيبة خارجة عن نطاق شمولية الحساب وفلسفته (حسب تعريف القائمين على الحساب). ولك التحية
قناعتي الشخصية تختلف مع ما توصل اليه الكاتب الكريم مع اتفاقي معه بان الدعم الشامل للسلع القائم يؤدي إلى تشوهات وتعرجات بالاقتصاد ككل. فان اتفقنا ان الدعم الشامل غير صالح لعدم عدالة الاستفادة منه ٬ فإن الحل الآمثل هو تحديد مستوى متوسط للاستخدام العادل للطاقة لكل فرد حسب مكان اقامته. فمن المعلوم ان نمط العيش يختلف في دولة بحجم المملكة ٬ لذلك من غير المنطقي معادلة استهلاك فرد مقيم في منطقة عالية الرطوبة والحرارة مع اخر في منطقة جوها معتدل. وبناء على هذه المستوى المحدد للاستهلاك العادل والمعقول يعوض الفرد عنه ببدل نقدي بغض النظر عن دخله او ممتلكاته. اما ان يتم مطالبة المواطن بتعبئة جميع التفاصيل عن ما يمتلك مع اعطاء (حساب المواطن) موافقة شاملة باحقية الاطلاع على جميع المعلومات سواء بنكية او عقارية او اي معلومة يعتقد الحساب انها مفيدة له في المستقبل ! وقد تكون الحالة الصحية او سجل السفر للمواطن مفيد حسب رؤية القائمين على الحساب. هذه فعلا سابقة وخصوصية سعودية تتناقض مع الهدف المعلن للحساب وان حاول الكاتب الاستماتة بتغليفها وتجميلها. تحيتي لك مرة اخرى دكتور وامل منك تدعيم رؤيتك وطرحك بامثلة من دول تتناسب مع طموحنا الذي اشار اليه سمو ولي ولي العهد. اما المقارنة مع دول اقل منا مستوى معيشي وتعاني من بيروقراطية عالية فهذه والله كارثة ان تصدر من اكاديمي له باع وتاريخ. تقبل وجهة نظري وانتقادي بصدر رحب.
اذا اردنا توجيه الدعم فقط لمستحقيه وبدون منّه وإذلال فعلينا وقف الدعم لرجال الأعمال والشركات فقط. الدعم بأسعار الغاز والوقود لهذه الفئة يجب أن يعاد توزيعها على المواطنين المستحقين وكل مواطن يحق له الدعم مالم يكن شخصيه معنويه... ألف نقطه 😏
الصراحه فلوس سعودي وهو صاحب الشركات المدرجه في السوق لماذا لا تقال الحقيقه توجع لان صاحب المال وديع جيلاني الجيزاني اقول بكل ثقه وفخر المال لي والشركات المدجه باسمي واسال دول الخليج عن هذا الاسم
احسان بوحليقه الصراحه كلها علي حساب وديع جيلاني الجيزاني واسال ارقام وكل واحد وارفع هذا السؤال
اخي الدكتور احسان ليسه المشكلة في طرح برنامج المشكلة انه معظم هذا البرامج تطرح على شكل تقسيط بدون توضيح كامل وهذا ما يجعل اكثر المواطنين لا يعرف هذا البرنامج لماذا عمل المفروض تكون هناك ورش عمل بين المسؤول والموطنين حتي تتضح الفكرة للجميع حتي لا يكن هناك لبس واشكرك اخي دكتور احسان
رأي المتواضع ان يتم زيادة رواتب القطاع العام والخاص بنسبة مناسبة تسمى بدل غﻻء المعيشة يضاف اليهم المتقاعدون واصحاب مخصصات الضمان ومافي حكمهما وتتم مراجعة الزيادة سنوية سواء" بالزيادة او النقص.. وبعد ذلك يحق للمواطنين والمواطنات اﻷفراد المستحقين للدعم بإستحداث مسمى لهم مناسب لدعمهم..والله الموفق