وا خليجاه .. في وجه عنصرية "بلومبرج" ؟

25/10/2016 7
خالد أبو شادي

ربما تقتضي الصراحة أن أعترف بإعجابي الشديد بوكالة"بلومبرج" التي لها انتشارا عالميا في عشرات الدول حول العالم  ربما فاق 120 دولة وجيشا كبيرا من الصحفيين والمحررين والمحللين، بالإضافة إلى قاعدة بيانات كبيرة ربما تحتاج لها الدول قبل الشركات.

هذا الإعجاب ليس انبهارا فارغا المحتوى، سطحّي الدلالة، بل لحرفيتها في نقل الأخبار، وتميزها في تطوير إيقاع عرض البيانات.

الوكالة تعد هي المنافس الأبرز عالميا أمام " رويترز" في تقديم البيانات والأخبار الاقتصادية ذات الطابع المهني الاحترافي والدقة، رغم الفارق الزمني في التأسيس، حيث بدت "بلومبرج" أحدث كثيرا"عام 1981" بالمقارنة مع "رويترز" "1851".

شخصيا لمست تغييرا في توجه الوكالة بعد حوارها الطويل الشهير مع الأمير "محمد بن سلمان" في رمضان الفائت والذي أبرز توجه السعودية الجديد، ورغبتها في تقليص الإعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل.

بعده مباشرة ..تغيرت وتبدلت طريقة تغطيتها لأخبار المملكة والخليج بشكل عام، ومعها المنطقة كلها، حيث قسمت صقحتها الرئيسية حسب المنطقة التي ينتمي إليها زوار موقعها إلى "الشرق الأوسط، الأمريكتين، اوروبا، الصين" والأخيرة بلغتها الصينية وليس الانجليزية.

وعلى الرغم من استخدام عبارات ومجاز به كثير من المبالغة أحيانا في عناوينها، إلا أن تقاريرها بدت مقبولة عن السعودية والمنطقة بأسرها، على اعتبار أنها تسلط الضوء على "بقعة استثمارية " مع التمهيد لطرح "أرامكو" وهو أمر يهم العالم بأسره.

وكانت ولا زالت "سباقة" في نشر التقارير والأخبار التي تخص السعودية ودول المنطقة بعد زيادة ثقلها والتطوير الأخير الذي أدخلته على موقعها الشهير.

لكن ما فائدة كل هذا والوكالة بدت "عنصرية" مثل الصحافة الانجليزية تحديدا والتي تطلق تسميات "مغرضة" على مدن ودول الخليج بأسرها .. فمن يتابع الصحافة الانجليزية يجدها تصف دول الخليج Persian Gulf، وهذا ليس غريبا عليها فقد اعتادت ذلك وتصر عليه.

وعنصرية الصحافة الغربية مع دول الخليج واضحة لمتابعها، وربما تتفن في إبراز المثالب، وبطريقة نظرية المؤامرة التي نتهم نحن بإشعال حروبها في الأساس.


لكن أن تحاول "بلومبرج" أو تسمح لأحد محرريها بإتباع نفس النسق الذي تسير عليه الصحافة الانجليزية تحديدا، فهذا شيء يجب أن يقف المسؤولون السعوديون أمامه، بعد تكالبهم على منحها التصريحات والأخبار.

وفي الوقت الذي تحارب فيه السعودية مع أشقائها الخليجين أذناب الحوثيين والفرس في اليمن، تطلق الوكالة هذه التسمية العنصرية على خليجنا العربي وتسمية فارسيا في تقرير لها عن اصدار السندات في الأسواق الناشئة، وكيف أن الطرح السعودي الأسبوع الماضي كان قياسيا بجمع 25 مليار من السندات الدولارية بما فيها الشركات خلال أسبوع واحد.

والعبارة مذكورة مذكورة في تقرير صادر اليوم بعنوان " Saudi Bond Sale Pushes EM Dollar Issues to New High" .

اللوم هنا واضح المعالم حتى لا يختلط الحابل بالنابل، وهناك فرق بين احترامنا لمهنية وكالة ما ونشاطها الواضح، والذي تجاوز نظيراتها المحلية، فهذا جانب، وبين عدم احترامها لسيادة الدول وتسمية الأسماء بمسمياتها الصحيحة، وهذه تكون لدى من يميزوها ويخصوها بتصريحاتهم.

فهل من وقفة أمام ذلك؟

خاص_الفابيتا