تقول نظرية بيت العنكبوت (The Cobweb Theorem) التي تهتم بالتحليل الحركي للعرض والطلب «أن الإنتاج في فترة معينة لسلعة ما يعتمد على سعرها في فترات سابقة»، أي إذا كان سعر السلعة في الفترة الحالية مرتفعاً فإن المنتجين لهذه السلعة سيقومون بالاستثمارات وتوجيه إمكاناتهم لزيادة إنتاجهم لتلك السلعة في الفترة المقبلة، الذي لربما كان الطلب مستقراً مما يؤدي إلى انخفاض السعر، أما إذا كان السعر منخفضاً في الفترة الحالية فإن المنتجين سيقومون بخفض استثماراتهم وتوجيه جزء من إمكانياتهم لإنتاج السلعة في الفترة القادمة، الذي لربما واجه طلباً مستقراً مما يؤدي إلى ارتفاع سعر السلعة.
وهذا ما تحقق في النفط، فعندما كان سعر النفط منخفضاً في بداية القرن الـ21 ذهبت شركات النفط إلى خفض استثماراتها، أو توقيف جزء منها نظراً إلى عدم وجود جدوى استثمارية، مما أدى إلى ارتفاع النفط وبقوة، الذي يطلق عليه انفجار سعري، فوصل سعر النفط إلى قمة تاريخية عند 147 دولاراً، ويطلق على هذا الأنموذج بأنموذج التذبذب الانفجاري (Explosive Oscillation Model).
وبعد ذلك استمر سعر النفط أعلى من 100 دولار الذي يعتبر في نظر شركات النفط مرتفعاً وجيداً للاستثمار، وبذلك قامت تلك الشركات بزيادة استثمارها وأدى إلى دخول تقنيات جديدة لزيادة الإنتاج (النفط الصخري)، مما أدى إلى زيادة الإنتاج مع استقرار الطلب إلى حد ما، الذي انعكس على انخفاض السعر بشكل قوي، حتى وصل إلى العشرينات، وهذا ما توقعته في تغريدة بأن يلامس برميل النفط 28 دولاراً، وهذا الأنموذج يطلق عليه أنموذج التذبذب المتضائل (Damped Oscillation Model).
وفي الفترة الحالية سيكون السيناريو المتوقع تذبذب صعوداً وانخفاضاً، فإذا كان السعر منخفضاً فإن شركات النفط تقوم بخفض استثماراتها النفطية تدريجياً مقارنة مع السابق، مما يؤدي إلى قلة المعروض في الفترة المقبلة، وبذلك يرتفع السعر بنسبة معتدلة، وهذا ما يدفع شركات النفط إلى زيادة الاستثمارات والإنتاج في تلك الفترة، الذي يكون بشكل ملفت في زيادة منصات الحفر بالنسبة للنفط الصخري، مما يودي في الفترة بعد المقبلة إلى انخفاض السعر بنسبة معتدلة، ويستمر التذبذب في الارتفاع والانخفاض في السعر بناء على الاستثمارات في النفط الذي يعتمد على سعر الفترة السابقة.
ويطلق على هذا الأنموذج بأنموذج التذبذب المستمر (Perpetual Oscillation Model)، وسنستمر على أنموذج التذبذب المستمر لفترة ليست بالقصيرة، فمرات يرتفع السعر فيزداد الاستثمار والإنتاج، ثم ينخفض في المرة الأخرى فيقل الاستثمار والإنتاج وهكذا، ويكون ارتفاع سعر النفط وانخفاضه بشكل معتدل نسبياً، وهذا الأنموذج سيعمل بشرط الاستقرار السياسي لحد «ما»، إضافة إلى سعر صرف الدولار مقابل العملات، وذلك لأن النفط مقيم بالدولار مما يؤثر في سعره بشكل مباشر.
نقلا عن الحياة
هناك عاملين مهمين النمو السنوي المتزايد في الطلب على النفط والعامل الاخر النمو السلبي للحقول و تناقص الكميات المستخرجه منها لذا سوف يخرج عن السيطره ويحصل انفجار سعري الى اعلى وتصبح قمته السابقه قاع !!
تقدم 👍سيناريو رائع.
تحليل ممتاز ويفسر بوضوح ما حدث في السوق النفطية من انهيار الاسعار وبالفعل اسعار النفط في الثمانينيات والتسعينيات كانت متدنية لفترة طويلة و النفط الصخري موجود ولكن تكلفة انتاجة عالية ولاجدوي اقتصادية من الاستثمار في انتاجة حتي ارتفعت الاسعار لتتحول رؤوس الاموال للاستثمار للعمل في هذا القطاع ويزداد العرض عن الطلب في السوق النفطية لتنهار الاسعار..👍مقال يستحق الاشادة